المسلسلات التاريخية والدينية خارج نطاق سباق الدراما لأنها غير مربحة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لأن إنتاجها يحتاج الى كلفة عالية وإلى منتج متميز

المسلسلات التاريخية والدينية خارج نطاق سباق الدراما لأنها غير مربحة

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - المسلسلات التاريخية والدينية خارج نطاق سباق الدراما لأنها غير مربحة

الفنان أشرف عبد الغفور
القاهرة- إسلام عبد الحميد

مع بداية شهر رمضان المبارك يبدأ السباق الرمضاني للدراما. فهناك ما يقرب من 30 مسلسلًا متنوعًا يعُرض حاليًا خلال الشهر الكريم، ولكن في ظل كل هذه الأعمال الدرامية تظل المسلسلات التاريخية والمسلسلات الدينية كما يطلق عليها البعض، غائبة عن الأعمال الدرامية في هذا الرمضان. فبين الحين والآخر حينما نسمع عن مسلسل تاريخي وإذا سمع البعض عن أحد المسلسلات التاريخية يظل حبيس فئة صغيرة ولا يحقق رواجًا سريعًا، فما سر اختفاء الأعمال التاريخية من الدراما في رمضان؟ وهل الأزمة لدينا هي أزمة فكر وكتابة؟ أم أزمة إنتاج؟ هذا ما حاولنا معرفته من عدد من الكتاب والنقاد والفنانين.

في البداية يرى الفنان أشرف عبد الغفور أن غياب المسلسلات الدينية يرجع إلى سيطرة شركات الإعلان على الإنتاج والتسويق، لأنها بالنسبة اليهم سلعة غير رائجة ولا تجلب إعلانات، موضحًا أن شركات الإعلانات مسيطرة على الدراما التلفزيونية منذ سنوات، بالإضافة إلى أن القطاع العام والدولة انساقا وراء القطاع الخاص  والخضوع لآليات التسويق والربح.

ويؤكد عبد الغفور أن مسؤولية الدولة أن تعود هي في أن تعود الى إنتاج مثل هذه الأعمال، لأن القطاع الخاص لا يهمه مثل هذه الأعمال الهادفة والمفيدة، موضحًا أن الناس تستقي معلوماتها من الشاشة، ولا يوجد من هو مهتم بالقراءة بالشكل الجيد، لافتًا إلى أن الدراما أسرع وسيلة للتوصيل لأنها تدخل إلى العقل والقلب والوجدان مباشرة،  والأولى بنا أن ننتج أعمال توصل تعاليم ديننا الحنيف والصحيح لشبابنا الذي يُصطاد ويُضلل به، وهذه مهمة الدولة بالدرجة الأولى، ولدينا مؤسسات في الدولة تنتج ومنها قطاع الإنتاج شركة "صوت القاهرة" للصوتيات والمرئيات، والشركة "المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي"، جهاز السينما، كل هذه أجهزة ملك للدولة والمسؤولة عن تغطية هذا النقص في حياتنا.

ويقول المخرج مصطفى الشال، إن المسلسلات الدينية يُنظر اليها على أنها مسلسلات لا يشاهدها الجمهور، نظرًا لأن ثقافة معظم الشعب إن لم تكن الغالبية لا تحب اللغة العربية التي تستخدم في المسلسلات الدينية.

ويوضح الشال أن الدولة ممثلة في التلفزيون وقطاع الإنتاج توقفت عن إنتاج المسلسلات الدينية منذ عام 2010، نظرا لتكلفتها المرتفعة والعزوف عن تلك المسلسلات التي لا ترغب أغلب القنوات في عرضها خلال شهر رمضان المبارك.

ويطالب الشال الدولة بضرورة انتاج مسلسل أو أثنين من المسلسلات الدينية التي تبث القيم الأخلاقية والدينية لدى المجتمع، موضحًا أن الدراما لا تقل أهمية عن التعليم والثقافة، مشددًا على ضرورة أن تقوم الدولة بفرض ميزانية خاصة لإنتاج المسلسلات الدينية والثقافية، فالدراما الدينية تقدم المثل والأخلاق التي يفقدها المجتمع فنتيجة المسلسلات التي تهدف إلى الربح بعرض المشاهد الخارجة والألفاظ والعنف والبلطجة، موضحًا أن القطاع الخاص يهمه الربح في المقام الأول والأخير ولا يعنيه ما يقدمه للمشاهدين في بث مشاهد العنف و"قلة الأدب" على حد قوله.

وعن الدراما الحالية يوضح الشال أنها دراما استهلاكية وليس لها علاقة بالدراما الحقيقية التي تقدم أعمالا نافعة ومفيدة للمشاهدين، ولكنها للاستهلاك وللربح في المقام الأول والأخير.

وتقول الناقدة الفنية حنان شومان أن تكلفة إنتاج المسلسل الديني تمثل أضعاف إنتاج المسلسل المعاصر، وهو يُباع بنصف الثمن أو أقل، فهو كمشروع تجاري خاسر، ولأن المسلسل الديني يحتاج الى كاتب يبحث عن قصة جديدة لم يتم عرضها، أو إلقاء الضوء عليها بشكل جيد، وهذا  يحتاج بحث وجهد كبير من الكاتب، بينما الكتاب يستسهلوا، فأكبر مسلسل درامي حديث يستغرق ثلاثة أشهر كتابة وهذا مستحيل أن يتم في المسلسل الديني فكتابة مسلسل ديني قيم يحتاج من سنة إلى ثلاث سنوات من العمل الدؤوب، في حين أن كتابة المسلسل المعاصر يستغرق ثلاثة أشهر ويحقق مكاسب أكبر، موضحة أن قدرات الكتاب حاليا لا تسمح لهم بكتابة مثل هذه الأعمال الدينية.

وتوضح أن المسلسل الديني يجب أن يحظى بموافقة الأزهر، مما يمثل إعاقة أمام إنتاج المسلسل.وتقول شومان أن أي مسلسل له ثلاثة أطراف منتج وعارض ومشاهد، وهم جميعًا غير متحمسين للمسلسلات الدينية، وآخرهم المشاهد، موضحة أن مسلسل يوسف وهو إيراني له مشاهدة عالية جدا، وبما أنه لا يوجد مسلسلات دينية، فالمشاهد لن يقدم على مشاهدة تلك المسلسلات، لأنه غير متعود على مشاهدة المسلسل الديني.

ويرى المؤلف محمد أمين راضي أن الأمر يعود للكاتب فربما يكون بعض الكتاب لا يفضلون كتابة الأعمال الدرامية التاريخية أو كما يطلق عليها البعض مسلسلات دينية، فالكاتب قد لا يجد نفسه في هذا النوع من الكتابة وبالتالي لا نجد كثرة في الأعمال التاريخية خاصة إذا كان الاعتقاد أنها لن تلاقي تجاوب مع الجمهور.

بينما يختلف معه المؤلف عمرو سمير عاطف حيث يرى أنه هناك العديد من المؤلفين المتخصصين في هذا النوع من الكتابة ولكن السبب يرجع لعامل الإنتاج فالمسلسلات التاريخية تكاليف إنتاجها عالية وتحتاج منتج متحمس لإنتاجها، خاصة وأنها تختلف من مسلسل لآخر فمسلسل مثل إمام الدعاة أحداث المسلسل تشبه أحداث حياتنا اليومية بعكس مسلسل تاريخي آخر يتطلب ديكورات وملابس تناسب الأحداث التي يجسدها المسلسل وهذه العناصر تكلف المنتج وبالتالي هذا سبب عزوف المنتجين عن إنتاج المسلسلات التاريخية.   

ويقول الناقد الفني رامي عبد الرازق أن مصطلح "مسلسل ديني" مصطلح خاطئ لأن ما يُطلق عليه اسم مسلسل ديني هو في الأساس مسلسل تاريخي يحكي عن حقبة تاريخية معينة بها أحداث سياسية وارتبطت بها شخصية مرتبطة بالدين، فبالتالي هو مسلسل تاريخي وليس دينيا فنحن نعاني من "فوضى المصطلحات".

ويُرجع عبد الرازق سبب غياب المسلسلات التاريخية إلى أن كتابة المسلسلات التاريخية تحتاج إلى جهد وبحث ومعايشة الحقبة التاريخية والشخصيات، وللأسف في الوقت الحالي ليس لدينا مؤلفين أمثال محفوظ عبد الرحمن وتجارب أسامة أنور عكاشة فهذا النوع من الكتاب ليس موجود على الساحة الفنية، باستثناء تجربة شيخ العرب همام للكاتب عبد الرحيم كمال التي بنيت على شخصية حقيقية هي شيخ العرب همام.

ويرى "عبد الرازق" أن الأزمة تتمثل في الكتابة وليست أزمة إنتاج، فلا يجب الحديث عن أزمة إنتاج والفنانين يتقاضون مبالغ هائلة عن أعمالهم، فأجر عادل إمام حينما يتقاضى 40 مليون جنيه في المسلسل الواحد هذا يكفي لإنتاج مسلسلين تاريخيين .

ويضيف أن الأمر يرتبط بالعرض والطلب التجاري لأن ما يحكم صناعة الدراما هي الإعلانات التي تتوقف على أسماء النجوم أو طبيعة الموضوعات التي تجذب الجمهور.

ويُفسر عبد الرازق سبب نجاح مسلسل "إمام الدعاة" بأنه يعد من مسلسلات السيرة الذاتية لأنه يتناول حياة شخصية منذ الطفولة وحتى الميلاد ولا يفرق عن مسلسل "أم كلثوم"، ونجاح مسلسلات السيرة الذاتية يتوقف على الشخصية المختارة ومدى قربها من الناس ومثال ذلك تجسيد الفنان حسن يوسف لشخصية الشيخ محمد متولي الشعراوي وشخصية الإمام المراغي ومع ذلك فالجمهور يتذكره في إمام الدعاة أكثر، وبالتالي يتوقف على الشخصية التي يتم تجسيدها وشخصية الفنان والمعالجة الدرامية، لأن الدراما ظلمت شخصية تحية كاريوكا وإسماعيل ياسين فالمعالجة الدرامية وضعف مستوى الكتابة ظلمهما.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسلسلات التاريخية والدينية خارج نطاق سباق الدراما لأنها غير مربحة المسلسلات التاريخية والدينية خارج نطاق سباق الدراما لأنها غير مربحة



 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 18:29 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

أسماك الوطواط العملاقة تغزو شواطئ غزة

GMT 14:01 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 14:26 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 07:45 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

عمرو السولية لاعب الأهلي يخضع لمسحة جديدة خلال 48 ساعة

GMT 13:38 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفرو الصناعي موضة شتاء 2020 في ديكور المنزل والملابس

GMT 03:09 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف سماعة رأس تحدد العلامات المبكرة للخرف

GMT 07:06 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

القوات السورية تقطع خط إمداد "داعش" في دير الزور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday