ساندرين لوفور من حركة إلى الأمام صوت الفقراء في البرلمان
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

المزارعة تمثّل بيئتها وتفتخر بأصولها من الريف الفرنسي

ساندرين لوفور من حركة "إلى الأمام" صوت الفقراء في البرلمان

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - ساندرين لوفور من حركة "إلى الأمام" صوت الفقراء في البرلمان

ساندرين لوفور
باريس - فلسطين اليوم

حققت فلاحة فرنسية انتصارًا مضاعفًا في الانتخابات التشريعية الفرنسية الأخيرة، حيث نالت المزارعة الشابة ساندرين لو فور الأصوات التي تؤهلها لدخول البرلمان كواحدة من أصغر النواب عمرًا، كما تمكّنت بفوزها من إسكات أفواه الكثيرين ممن سخروا منها، بمن فيهم غريمها على المقعد البرلماني، السياسي المحنّك مرشح حزب الجمهوريين اليميني مايل دو كالان، وقد تعرّضت المرشحة للنهش السياسي أثناء حملتها الانتخابية، فهي امرأة من قلب الريف الفرنسي في مقاطعة بريتاني، شمال غربي فرنسا، وتعتبر أيضًا بأنّها غريبة تمامًا على عالم السياسة، أي "دخيلة" حسبما وصفها خصمها دو كالان، الذي  تحدّث عنها بشكل مهين، في مقابلة تلفزيونية، قبيل الجولة الثانية من الاقتراع، كما عاب عليها عدم خبرتها في السياسة، معربًا عن شكوكه في قدرتها على شغل مقعد في "قصر بوربون"، مقر مجلس النواب في باريس. ولم يكن المرشح المنافس وحيدًا في حملته على المزارعة البالغة من العمر 26 عامًا، فقد توقّع لها كثيرون هزيمة انتخابية نكراء، حتّى الحزب الاشتراكي، الذي طالما حظي بالصدارة انتخابيًا في تلك المنطقة، نظر بعين الحذر إلى ساندرين التي تخطو خطواتها الأولى في السياسة. لكن حالبة البقر وبائعة الخضار، مثلما لقّبها الفرنسيون على شبكات التواصل الاجتماعي، تخطّت كل التوقعات وانتزعت الفوز في مدينة مورليه، بنسبة مشرفة تزيد على النصف من الأصوات، ولعل ما ساهم في فوزها أنها كانت قد ركبت الموجة الجديدة وانتمت إلى حركة "إلى الأمام" الموالية للرئيس المنتخب، إيمانويل ماكرون.

لم تكن ممارسة مهمة النائبة هي العقبة الأكبر أمام ساندرين لو فور، إنما اجتياز المرحلة الانتقالية وتسليم مزرعتها إلى شريك حياتها كي ينوب عنها في العمل، ففي العشرين من الشهر الماضي، وصل إلى العاصمة معظم نواب الدورة الجديدة، سواء من الفائزين الجدد، وهم الأكثرية، أو من "المحظوظين" الذين تمكّنوا من الحفاظ على مقاعدهم بتجديد ولايتهم، وكان عليهم الاستعداد للجلسة الافتتاحية، وتسلّم مكاتبهم والتعرّف على أروقة الجمعية الوطنية، والاطلاع على التعليمات والإجراءات النيابية،  لكن لو فور تخلفت عن الموعد لأنها كانت، في ذلك اليوم، منهمكة بالاعتناء بشتلات البصل وحلب الأبقار في مزرعتها الواقعة في قرية ليبير كريست، على بعد 20 كيلومترًا من ساحل بحر المانش الجنوبي، حيث بدأت، منذ عامين، استثمار حقل مساحته 30 هكتارًا، ثلثه للخضار وثلثه للحبوب، والثلث الأخير تستخدمه مع شريك حياتها مرعى للأبقار، ولأن وارد المزرعة ما زال شحيحًا، اضطر الزوجان إلى التضحية بمبلغ كانا قد وفّراه لبناء مخزن جديد للحبوب، وأنفقته المرشحة لتمويل حملتها الانتخابية، ولم يكن الترشّح للانتخابات التشريعية التحدي الأول في حياة ساندرين لو فور،  ففي سنة 2011، أي في سن العشرين، قرّرت ترك دراستها العليا في الهندسة الزراعية كي تنطلق مع رفيقها في الحياة العملية، الأمر الذي أثار غضب أهلها الذين اعتبروا تركها الدراسة ضربًا من الجنون، لكنها أصرّت وثابرت وتمكّنت من شراء مزرعتها الخاصة، وحصدت ما زرعت، وترى النائبة الفلاحة أنّ السياسة ملك للجميع، لكنها عانت أثناء الحملة الانتخابية وبدت متلعثمة في بعض المواقف، وأدلت بآراء تنمّ عن شيء من السذاجة، ثم لجأت إلى خبيرة في تقنيات التواصل والتخاطب والتكلّم، كما ساعدها بالمشورة رفاقها في المكتب المحلي لحركة "إلى الأمام"، إضافة إلى العامل الأهم في فوزها أنّه كان رغبة نسبة كبيرة من الفرنسيين في إعطاء الرئيس الجديد الشاب أغلبية برلمانية مريحة كي "يجربوا حظهم" معه، لقد خرجوا من ولايتين رئاسيتين (عهدي نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند) من أسوأ الفترات السياسية في فرنسا في العقود الأخيرة، وبحصيلتين سلبيتين على معظم الأصعدة، اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا، لذلك فإن فوز ماكرون جاء، في جانب منه، نكاية بالأحزاب التقليدية وأملًا في ولاية رئاسية أفضل من سابقتيها.

وتعاطف الناخبون مع ساندرين، مثلما شجّع الريفيّون فريقهم المتواضع لكرة قدم في مباراة أمام فريق معروف ذي إمكانيات تقنية ومالية واسعة، ولا بد من الإشارة إلى أنها، رغم اعترافها بجهلها بألاعيب السياسيين، فإنها قد أجادت انتهاز الفرص ومارست شيئا من الانتهازية،  فلكي تلتحق بحركة "إلى الأمام"، تخلّت عن تأييدها لاتحاد نقابات الفلاحين الذي كانت من أعضائه، كما عدّلت مواقفها السابقة المؤيدة لتوجهات حماية البيئة ومعارضة استخدام المبيدات الزراعية، ويلاحظ خصومها أنّها اعتمدت خطابًا يتسم بالميل بمجاراة ماكرون من جهة، وفي الوقت نفسه محاباة التيارات المختلفة، حتى المتضادة، كما لاحظ الصحافيون أنّها كلّما سئلت عن موقفها إزاء قضية ما، ترد بعبارات من نوع "سأنصت إلى الجميع"، أو "سآخذ في الاعتبار كافة الآراء"، أو "سنحل تلك المشكلة بالتشاور بين جميع الأطراف"،  لكن النائب الجديدة لا تبدو آبهة بالمشكّكين، بل ماضية في الطريق الذي خطّطته لنفسها وهو تمثيل منطقتها ومهنتها في البرلمان، وربما مع طموح خفي بالتقدم مستقبلًا نحو مناصب أعلى، في انتظار ذلك قالت في مقابلة مع إحدى المجلات "أنا أدرك أصولي، ولن أتنكّر لها".

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساندرين لوفور من حركة إلى الأمام صوت الفقراء في البرلمان ساندرين لوفور من حركة إلى الأمام صوت الفقراء في البرلمان



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 22:13 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"تحديد موعد النظر في شكوى فلسطين ضد "الفيفا

GMT 19:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

غياب كنكوني والعازمي عن مباراة برقان وكاظمة

GMT 12:54 2017 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

ظافر العابدين ينتهي من تصوير المسلسل البريطاني Fearless

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 21:53 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

ضعف الأظافر وتساقط الشعر دليل عن نقص الفيتامينات في جسدك

GMT 10:05 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء الأسيرات المحتجزات في أسوار سجون "الاحتلال "

GMT 11:38 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستخبارات العراقية تعتقل 3 من قيادات داعش في الأنبار

GMT 19:37 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

رياض المالكي يعلن إعتراف كولومبيا بدولة فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday