نفذ مركز شؤون المرأة في غزة ورشة عمل لمناقشة عنوان الملف الرئيسي للعدد (51) من مجلة الغيداء، والذي سيتناول في ملفه الرئيس "النساء والكهرباء" بحضور عدد من الصحافيين والصحافيات من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية المرئية والمكتوبة والمسموعة.
وبحسب منسق الإعلام في المركز، سمر الدريملي، فإنَّ هذا العدد الأول الذي سيصدر العام 2015 من أصل أربعة أعداد سيصدرها المركز، مشيرةً إلى أنه تم خلال الورشة مناقشة معاناة النساء داخل قطاع غزة والنساء اللاجئات من سورية وهن من أصل سوري وأصل فلسطيني وأيضًل النساء من ليبيا اللواتي جئن مع أسرهن للقطاع هربًل من الأوضاع السيئة هناك.
وأوضحت الدريملي أنَّ الورشة ناقشت أفكار تتعلق بأزمة الكهرباء، كالبدائل الممكن استخدامها في ساعات انقطاع التيار الكهربائي، وتأثير الكهرباء على الإعلاميين/ات وعلى عملهم/ن الإعلامي، ومعاناة المجتمع ككل كالطلبة وكبار السن من انقطاع التيار الكهربائي وتكلفة الكهرباء.
كما تم مناقشة موضوعات وأفكار تتعلق بالنساء اللاجئات من سورية من حيث وضعهن في القطاع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وظروف معيشتهن اليومية ومعاناتهن ومطالبهن لتحسين وضعهن الحالي.
وسيتم طباعة وتوزيع نحو 1000 نسخة من المجلة على أنَّ يتم توزيعها على مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات النسوية والاعلامية والأماكن التي يتردد عليها الناس بكثرة؛ كالعيادات الطبية والنسوية وما شابه، كما سيتم رفع العدد بالكامل عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز.
يذكر أنه في نهاية كل عدد من المجلة يوجد ملخص باللغة الإنكليزية لمحتويات العدد ليكون القارئ الأجنبي على اطلاع دائم بالقضايا التي تخص المرأة الفلسطينية والعربية.
وكان مركز شؤون المرأة في غزة أصدر العدد الخمسين من مجلة "الغيداء" النسوية، إذ ركز الملف الرئيسي للعدد على "معاناة الطلبة/ات الجامعيين /ات ومعاناة النساء في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة"، وضم الملف مجموعة متنوعة من التحقيقات والمقالات والتقارير الصحافية وبهذا العدد توقد "الغيداء" شمعة عددها الخمسين بخطىً واثقةٍ في إكمال مسيرتها، لتتفرّد بريادة الصحافة النسوية في فلسطين.
يذكر أنه منذ العام 1997؛ شقّت "الغيداء" طريقها كمجلةٍ فصليةٍ يشرف على إصدارها قسم الإعلام في "مركز شؤون المرأة"، وبدأت في الظهور للجمهور الفلسطيني، ولم تتوقف منذ ذلك الوقت عن الصدور، فواكبت ورصدت وحلّلت جُلّ التطورات المختلفة التي شهدتها الساحة الفلسطينية، كما أصبحت أخيرًا تصدر ملخص باللغة الإنكليزية لكل عدد وذلك ليكون بمقدور المتصفح الغربي قراءتها والتعرف عن كثب على أوضاع المرأة الفلسطينية والعربية بشكل عام.
وقالت مدير مركز شؤون المرأة، آمال صيام، إنَّ "ما يميز الغيداء أنها من أوائل المجلات التي تتناول قضايا نسوية في فلسطين، وتعتبر بيت المرأة التي تطرح من خلالها زوايا عديدة ومتنوعة، وصول الغيداء للعدد الخمسين يعتبر فخر ونجاح وتميز لمركز شؤون المرأة، ونطمح في زيادة عدد الإصدار لأكثر من أربعة أعداد في العام، كما نتمنى أنَّ يصل توزيعها خارج حدود قطاع غزة".
كما أكدت صيام أنَّ الغيداء ساهمت في رفع مستوى الوعي لدى النساء؛ من خلال طرح قضايا يقِلُّ تناولها كالقتل على خلفية الشرف وغيرها, فضلاً عن أنها ساهمت في زيادة حساسية المجتمع تجاه قضايا المرأة.
وساهم في نجاح الغيداء عدد كبير من الصحفيين/ات والكتاب من داخل قطاع غزة والضفة الغربية ومن دول عديدة من أوروبا، لتمثّل بذلك نافذةً للصحفيّ المتمرّس والمتدرّب، بالإضافة إلى إصدار ملخصٍ لأهم تقارير "الغيداء" باللغة الإنكليزية؛ بناءً على رغبة قرّاء المجلة في الخارج.
وذكرت سكرتير تحرير مجلة "الغيداء"، سمر الدريملي: "المجلة في تطور وتألق مستمر من حيث الشكل والموضوعات التي تتناولها، كما تعد من أرقى الدوريات المتخصصة التي تصدر في فلسطين، والتي ازداد عدد قرائها في السنوات الأخيرة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي وموقع المجلة عبر الإنترنت".
وأكدت الدريملي أنَّ الغيداء شكلت مرحلةً مهمة في إنتاج عددٍ من الصحافيين والمصوّرين والمخرجين من خلال إفساح المجال للكتابة على صفحاتها، لتصبح في نظر الكثيرين من جمهورها مدرسةً في الصحافة النسوية" متمنيًا "أنَّ تصبح مجلةً شهريةً وليس فصلية؛ لتحقيق حصيلةٍ أكبر وأهمّ بكثيرٍ من أن تكون دورية.
من جهتها، ذكرت الصحافية والكاتبة في مجلة الغيداء، ابتسام مهدي: "أعمل مع المجلة منذ أكثر من سنتين، وقد أضافت لي الكثير عبر حضوري لجلسات العصف الذهني التي تعقد قبل كل عدد، وتناقش كيفية وآليات تناول قضايا النساء وبشكل خاص بحس جندري عميق"، مشيرة إلى أنها لم تكن على دراية بكثير من قضايا النساء كما أنها لم تكن تكتب بشكل يناصرهن بشكل حقيقي ومؤثر وهو ما أصقلته لديها مجلة الغيداء.
وأضافت: "الكتابة في المجلة غير لدى الكثير من مصطلحات العمل كصحافية وكاتبة بحيث أكون منصفة للنساء ومناصرة لهن بشكل أكبر وبطريقة مهنية وصحيحة وبكلمات تؤثر في المجتمع ويكون لها مردود كبير.
أما إبراهيم أبو ريدة فأوضح أنه قبل انضمامه لأسرة مصوري/ات مجلة الغيداء لم يكن مهتم بالتقاط إلا بصور خبرية وصور الأخبار الساخنة ويشعر بالحرج والخجل من أن يلتقط أي صورة تعكس الجوانب المعتمة والمشرقة في حياة النساء في قطاع غزة رغم أنه يقول: "الصورة بألف كلمة وهناك لقطات لو أنني أنقلها للعالم عن النساء في قطاع غزة فستحكي الكثير"، مشيرًا إلى أنه بعد أنَّ انضم لأسرة مجلة الغيداء أصبح من أكثر المصورين احترافًا في أخذ لقطات معبرة عن النساء في قطاع غزة حتى تم اختيار آخر غلافين رئيسيين لمجلة الغيداء لهذا العام من صوره إذ كانت لقطاته أقوى وبها حس جندري قوي.
من جانبه، أكد مخرج المجلة، شريف سرحان، أنَّ بساطة الإخراج ساعد على تألقها وتميزها عن غيرها، والذي مر بمراحل متطورة، مشيرًا إلى أنه رغم من ذلك كان شديد الحرص على الحفاظ على هويتها من خلال مواكبة التصميمات الحديثة للشكل والألوان وأساليب الإخراج العصرية.
واعتبر أنَّ مشواره الذي تجاوز العشر سنوات مع "الغيداء" صقل موهبته في الإخراج وجعلته ينتقل في كل عدد إلى ابتكار مميز يحافظ من خلاله على كينونتها وهويتها، كما أبدع في إبراز حقوق المرأة ومناصفتها وجعلها متساوية مع الرجل عبر الصور والمحسنات الإخراجية المختلفة.
أرسل تعليقك