القدس المحتلة - فلسطين اليوم
توقع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن تنهار التحقيقات التي جرت معه في القضية المعروفة إعلامياً بـ«القضية 4000» والمتعلقة بعلاقاته مع مالك شركة «بيزك»، شاؤول ألوفيتش، وتقديم تسهيلات مزعومة له في مقابل تحسين صورته إعلامياً عبر موقع «واللا» العبري. وفي الوقت ذاته، شن وزير الجيش السابق هجوماً عنيفاً على نتنياهو واتهمه باتخاذ «خطوات مقلقة هدفها تقويض الحيّز الديمقراطي في إسرائيل على الطريقة الإردوغانية»، في إشارة إلى الرئيس رجب طيب إردوغان وطريقة حكمه لتركيا.
وقال متحدث باسم نتنياهو، عقب استجوابه يوم الجمعة لمدة 4 ساعات في الملف ذاته، إن رئيس الوزراء على ثقة أن التحقيقات ستنهار أو أنها شبه انهارت أخيراً، مشيراً إلى أن التغطية الإخبارية عبر موقع «واللا» خلال الفترة التي اتهم فيها بتقديم تسهيلات لمالك الشركة «بقيت سلبية، دون أي تغيير على الإطلاق».
وتحقيق يوم الجمعة هو التحقيق الحادي عشر مع نتنياهو في شبهات فساد أو محسوبيات، وسط محاولات من رئيس الوزراء الإسرائيلي لاعتبار ما يجري معه بأنه يندرج في إطار محاولات يقوم بها معارضوه لإسقاطه سياسياً.
وتقول مصادر الشرطة الإسرائيلية وجهات مقربة من النيابة العامة إن المحققين لديهم أدلة كافية لاتهامه في تحقيقين على الأقل من التحقيقات المفتوحة ضده. وذكرت صحيفة «معاريف»، في هذا الإطار، أن وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان قدّم قبل أسبوع إفادة في سلطة الأوراق المالية في ملف «بيزك - واللا»، وهو الملف ذاته الذي حقق فيه مع نتنياهو يوم الجمعة. وأشارت الصحيفة إلى أن أردان قدّم إفادته على فترة توليه حقيبة وزارة الاتصالات عام 2015، وهي الفترة التي تبعت تولي نتنياهو للوزارة ذاتها وإلغاء محاولة أردان تفعيل قانون يتيح المنافسة في سوق الاتصالات الأرضية داخل إسرائيل، الأمر الذي يؤثر سلباً في شركة «بيزك».
أما صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فأوردت أن المحامية ليئات بن آري مدعية النيابة المختصة بالضرائب والقضايا الاقتصادية والمشرفة على ملف نتنياهو وجّهت انتقادات كبيرة في جلسات مغلقة لوتيرة اتخاذ القرارات في التحقيقات. ونقلت الصحيفة عنها أن الطاقم الذي تشرف عليه يعمل بشكل دؤوب وسريع، في حين أن المدعي الإسرائيلي العام شاي نيتسان، والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت، يماطلان لأسابيع طويلة في اتخاذ القرارات، خصوصاً فيما يتعلق بالتحقيق مع شخصيات عامة في إسرائيل.
وفي السياق، هاجم موشيه يعلون، وزير الجيش الإسرائيلي السابق، نتنياهو بشدة واتهمه بمحاولة اتخاذ خطوات مقلقة هدفها تقويض الحيّز الديمقراطي في إسرائيل على الطريقة «الإردوغانية»، وفق وصفه، في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وقال يعلون في مقابلة مع القناة العبرية الثانية مساء الجمعة: «هناك عملية تدجين للديمقراطية لصالح نتنياهو على الطريقة الإردوغانية»، مشيراً إلى أن هذا واضح من سياسة نتنياهو في البلاد خلال السنوات الأخيرة. واتهم زوجة نتنياهو، سارة، بالتدخل في كثير من القرارات منها قرارات عسكرية تتعلق بقضايا أمنية خطيرة، وأخرى تتعلق بتعيينات لشخصيات عسكرية. وأشار إلى أن نتنياهو حتى الآن فشل في السيطرة على الإعلام والمحكمة العليا والنخبة الأمنية، مضيفاً أن هناك محاولات منه لتحويل هذه المؤسسات تحت مسؤوليته، كما يفعل إردوغان في تركيا.
واعتبر يعلون ما يجري في إسرائيل من قبل نتنياهو بأنه «خطر داخلي كبير»، مشيراً إلى أنه يسعى بقوة إلى تقويض الديمقراطية داخل الحكومة ويعمل وفق مصالحه الشخصية وليس المصلحة العامة، وأنه يقوم بتعيين أشخاص مقربين منه وفق ولائهم له وليس وفق قدراتهم الإدارية والفنية اللازمة.
ورد حزب «ليكود» الذي يتزعمه نتنياهو على تصريحات يعلون، بالقول إنها «محاولة يائسة» للحصول على أصوات في أي انتخابات مقبلة.
أرسل تعليقك