القدس المحتلة - فلسطين اليوم
أغلقت السلطات الإسرائيلية، أمس، معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، بشكل جزئي، بحجة المسيرات التي شهدتها حدود القطاع يوم الجمعة الماضي، وقتل خلالها فلسطينيان وأصيب المئات بجروح بعد مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي.
وسُمح فقط للمرضى من أصحاب الحالات المستعجلة، بالتنقل من خلال المعبر للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس وإسرائيل، ممن حصلوا على تصريحين أمني وطبي. كما سمح للطواقم الأجنبية والمؤسسات الدولية بالتحرك عبر جانبي المعبر من غزة وإليها، إلى جانب عدد من المواطنين الذين انتهت تصاريحهم وعادوا إلى القطاع.
وقال وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن القرار اتخذ تقديراً للوضع الأمني في غزة، بعد الأحداث التي جرت على الجدار الأمني يوم الجمعة، مشيراً إلى أن الهدوء سيقابل بهدوء، ولن يسمح بعودة الأحداث العنيفة إلى الحدود.
فيما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن القرار يعتبر رمزياً وليس ذا أهمية، خصوصاً أنه لا يسمح لأي فلسطيني بالمرور عبر المعبر، والحركة مقيدة بشكل كبير، ويسمح فقط لعدد قليل من المرضى والسكان بالتنقل.
واستنكر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، إغلاق المعبر، مؤكداً أن المرضى المحولين للعلاج هم الفئة الأكثر تضرراً، إلى جانب تضرر التجار والمغادرين ممن يحملون تصاريح سفر.
وشدد على أن الإغلاق غير قانوني وتعسفي وخطير ويمس حياة المرضى، إضافة إلى كونه إمعاناً في الحصار والاستهداف خصوصاً مع حلول عيد الأضحى.
وأضاف الخضري في تصريح صحافي: «المعابر إنسانية ومعبر بيت حانون بالذات هو المعبر الوحيد المخصص لعبور الأفراد، ومن يستخدم هذا المعبر، هو من يسمح له الاحتلال بالمرور بعد إصدار التصاريح اللازمة».
وأضاف أن «إغلاق المعبر بهذه الطريقة، وأمام فئات تمتلك تصاريح مرور، تطور خطير في التعامل مع الحالات الإنسانية والمرضى وقطاع التجار».
وشدد على ضرورة بقاء المعابر في حالة فتح دائم، وعدم الزج بها في أي معادلات سياسية أو غيرها، فكل الاتفاقيات الدولية، واتفاقية المعابر المُوقعة مع السلطة الفلسطينية تنص على استمرار فتح المعابر، وأي قرار بإغلاقها يُعد مُخالفة للاتفاقات، ولكل القوانين الدولية التي تلزم سلطة الاحتلال فتح معابر لحرية حركة البضائع والأفراد.
وأضاف: «يجب إعادة فتح المعبر على الفور، وتوسيع الفئات المسموح لها بالمرور، وزيادة الأعداد، والسماح للعمال بالمرور، وذلك من خلال تطبيق اتفاقية المعابر التي تنص على فتح ممر آمن يربط غزة بالضفة الغربية ليخدم كل أبناء الشعب في الضفة والقطاع».
ودعا الخضري، المجتمع الدولي، لتحمل كامل مسؤولياته تجاه معالجة حقيقية للانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي باستمرار حصار غزة، وإغلاق المعابر، إلى جانب توجيه الدعم اللازم للتغلب على الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.
وتزامن الإجراء الإسرائيلي، مع فتح السلطات المصرية معبر رفح البري بشكل استثنائي، رغم الإجازة المعلنة مسبقاً بسبب عيد الأضحى، وذلك لتمكين نحو ألف عالق من الفلسطينيين في الجانب المصري، من العودة إلى القطاع فقط دون السفر من غزة.
وتفتح مصر منذ ما يزيد على شهرين معبر رفح بشكل شبه دائم، لكن لظروف أمنية قاهرة في سيناء تمنع وصول العالقين في أراضيها إلى غزة خشيةً على حياتهم.
ووصلت وفود الفصائل الفلسطينية التي كانت مجتمعة في العاصمة المصرية القاهرة عبر المعبر، بعد أن أنهت الجولة الأولى من مباحثاتها بشأن التهدئة والمصالحة الفلسطينية الداخلية.
وعقدت الفصائل يوم السبت لقاءً موسعاً مع قيادة جهاز المخابرات المصرية، لبحث كل الملفات، قبل أن تتوافق معها على استئناف المباحثات عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى.
وتبذل مصر جهوداً مضنية لمحاولة إقناع حركة فتح للمشاركة في اللقاءات التي ستعقد في العاصمة المصرية بعد العيد.
وأكدت مصادر مختلفة، أن هناك خلافات في وجهات النظر بشأن التهدئة، وأن بعض الفصائل تصر على إنجاز المصالحة، قبل أي خطوة تتعلق بالهدنة مع إسرائيل، خصوصاً إذا كانت هدنة طويلة الأمد.
أرسل تعليقك