أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين مساء أمس الثلاثاء، الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات (أبو عمار)، وذلك بحضور رسمي وشعبي حاشد، بمشاركة عدد من سفراء الدول العربية والاسلامية والدول الصديقة لدى المملكة في الفعالية التي أقيمت في مقر السفارة بالعاصمة البحرينية المنامة، وبحضور عدد من أبناء الجالية الفلسطينية في البحرين ومن المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.
ومثّل مملكة البحرين وكيل وزارة خارجيتها السفير عبدالله عبد اللطيف عبد الله، يشاركه الحضور لفيف من الشخصيات البحرينية على رأسهم وكيل وزارة الخارجية لشؤون مجلس التعاون والدول الغربية السفير ظافر العمران، والنائب في البرلمان البحريني أحمد الساعاتي، وكل من عبدالله السكران، ونبيل أجور.
وافتتح سفير دولة فلسطين خالد عارف الفعالية بكلمة تحدث خلالها عن إنجازات القائد الراحل في الماضي، وأثرها على الحاضر والمستقبل، وقال: كان أبو عمار بمثابة الروح التي انغرست لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني، جمع القيم الإنسانية والعسكرية والسياسية وحمل القضية منذ نعومة أظفاره، فأصبح كل منا ياسر عرفات.. هو العاصفة هو الزيتونة والبندقية. حيث عاش في حياته الرقم الصعب وبعد مماته أصبح الرقم الأصعب.
وشدد السفير على أنه لا عودة للمفاوضات دون الاعتراف بجدول زمني لانسحاب الاحتلال الاسرائيلي من أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة عام 67 والإفراج عن الأسرى البواسل أسرى الحرية والاستقلال من السجون والمعتقلات الاسرائيلية، مؤكداً أن الضغوطات الأميركية والابتزاز الإسرائيلي من حكومة نتانياهو لن تؤثر على صلابة وصمود وموقف الرئيس' أبو مازن'.
كما وحيا السفير مملكة السويد التي اعترفت بدولة فلسطين مطالبا كافة الدول الأوربية بتبني موقفها الإيجابي والاعتراف العاجل بدولة فلسطين، مؤكداً أن الوحدة التي نريدها هي تلك التي تبني الوطن وتصون الشعب وليست وحدة القتل والتفجيرات والتهديدات التي تمارس ضد ابنائنا في غزة فشعبنا لن يرحم الانقلابين ولا الظلاميين وسوف يحاسبهم في القريب العاجل.
ووجه السفير الفلسطيني تحية من شعب فلسطين وقيادتنا الى شعب البحرين وقيادته الرشيدة وعلى رأسها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مشيدا بالعلاقات البحرينية الفلسطينية الرشيدة، وثمن عاليا مواقف مملكة البحرين الأخوية الصادقة تجاه القضية الفلسطينية، فجلالة الملك يؤكد في كل المحافل الدولية والإقليمية والعربية والمحلية لتوجيه البوصلة دوما تجاه القضية الفلسطينية لتبقى القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، داعيا المجتمع الدولي لحل القضية حلا عادلا وشاملا بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة فلسطين
بدوره استهل ممثل وزارة خارجية مملكة البحرين، وكيل الوزارة السفير عبدالله عبد اللطيف عبدالله كلمته
بقراءة الفاتحة على روح الشهيد ياسر عرفات. مؤكداً ان ذكرى استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات تمر علينا مؤلمة حقا منذ ان رحل عام 2004 بعد حياه مليئة بالعطاء من أجل قضية شعبه العادلة في إنشاء دولة حرة مستقلة عاصمتها القدس الشريف تعيش مع جيرانها في المنطقة في أمن ووئام وسلام، وكان أبو عمار رحمه الله شخصية نضالية حمل بيد سلاحه وبيد أخرى حمل غصن الزيتون رمزا للسلام والعدالة.
من جانبه أشاد ممثل الأمم المتحدة، مدير مركز إعلام الأمم المتحدة لبلدان الخليج العربي، السفير نجيب فريجي في كلمته بالدور التاريخي الذي لعبه الشهيد ياسر عرفات في وضع القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال الأمم المتحدة التي كانت الرقم الصعب في مداولات كل أجهزة منظمة الأمم المتحدة منذ أول قرار( 181) الصادر عام 1947 والقاضي بتقسيم فلسطين مرورا بالقرارات ( 242 ) و (338 ) التي تكرس حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتفاوض، كما استذكر فريجي خطاب 'أبو عمار' التاريخي في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 والذي قام بتعبئة الرأي العام والرسمي في العالم لصالح القضية الفلسطينية. وتطرق فريجي الى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن الاعتراف التام بالدولة الفلسطينية كان من المفترض أن يتم منذ أمد بعيد. ونوّه فريجي وهو من أصل تونسي باحتضان تونس للقيادة الفلسطينية لسنوات عدة تمكنت على إثرها القيادة الفلسطينية من العودة الى فلسطين بعد سنوات طويلة من المهجر والترحال، كما وأشاد بدور الرئيس بورقيبة في بعد نظره فيما يتعلق بالحل السلمي للقضية الفلسطينية استلهمته القيادة الفلسطينية بنسبة كبيرة في ميزانها العادل للحل السلمي والشامل للقضية الفلسطينية
بدوره أكد سفير الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية عميد السلك الدبلوماسي في مملكة البحرين، نجيب سنوسي، في كلمته التي القاها نيابة عن السلك الدبلوماسي: ان هذا اليوم يصادف ذكرى أليمة على الأمة العربية وهي ذكرى استشهاد القائد العظيم الرئيس الراحل ياسر عرفات ابو عمار رحمه الله فخر الشعب الفلسطيني والعرب أجمعين.
وأضاف السفير سنوسي قائلاً: اغتيل ابو عمار كما اغتيل هواري بومدين... وكان فقدانه أليماً وبالغ الاثر في قلب كل مؤمن بالحرية والانعتاق، إلا ان روح الفداء ونكران الذات التي تجسدت فيه على مر حياته اقترنت تماماً بالقضية الفلسطينية وستبقى دون شك على هذا المنوال.
وشدد السفير سنوسي على موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية قائلاً: متى كان الايمان بالحرية والانعتاق كانت الجزائر حاضرة وبقوة، ذكرت ذلك قبل أيام واؤكده مجدداً بأن الجزائر تقف دائماً وأبداً مع القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية المصيرية، مستشهداً بالمقولة الشهيرة للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين ' الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة' التي بقيت راسخة في الاذهان كتعبير قوي لوقوف الجزائر الى جانب أشقائها مهما كانت الظروف.
من جانبه أكد سفير المملكة المغربية لدى البحرين أحمد رشيد خطابي، الذي يرأس عاهل بلاده 'لجنة القدس'، في كلمته أن ياسر عرفات القائد الشهيد الكاريزمي سيظل اسمه منحوتا في ذاكرتنا الجماعية بعدما نذر حياته للدفاع عن قضية شعبه وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، حيث عاش فترة من عمره بحارة المغاربة ذات الروابط الوجدانية العريقة مع المغرب .
وقال: إن المغرب بصفته شريكاً قوياً وسنداً موثوقاً للقضية الفلسطينية سواء من خلال مواقفه الوطنية أو رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجنة القدس يستحضر بكل إجلال الدور التاريخي للفقيد من أجل فلسطين بما تحلى به على امتداد ملحمة كفاحه من صمود وإيمان ونكران ذات مما جعل من شخصيته رمزا للقضية الفلسطينية، تلكم اللجنة التي كانت موضع تقدير الرئيس الراحل كآلية إسلامية دائمة لحماية القدس و الدفاع عن حرمة المسجد الأقصى المبارك والمحافظة على إرثها الحضاري، مثمناً أداءها الفعال والخلاق لتحسين ظروف عيش الساكنة المقدسية على كافة المستويات الاجتماعية والصحية والثقافية.
وقال: ونحن نحيي هذه الذكرى نستشعر بخطورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل تزايد الاعتداءات وخاصة بالقدس الشريف في خرق سافر لأحكام القانون الدولي بما فيها المحاولات الآثمة لتغيير هويتها ومصادرة حقوق الفلسطينيين ومنها الحق الإنساني لولوج أماكن العبادة دون قيود .
وبعد انتهاء الكلمات بدأ أبناء الجالية الفلسطينية بترديد الهتافات والأغاني الثورية والوطنية وتأدية الدبكة الشعبية على هذه الأغاني تأكيدا على التمسك بالتراث والثقافة والهوية الوطنية الفلسطينية.
وفا
أرسل تعليقك