الخليل - عثمان أبو الحلاوة
كشف مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل، أمجد النجار، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي شنوا خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حملة مسعورة ضد أبناء محافظة الخليل حيث أصبحت أحياء وأزقة المدينة والقرى والمخيمات مسرحًا لعمليات جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين.
وأضاف النجار في تقرير صحافي، الأحد، أن جنود الاحتلال مارسوا عمليات انتقامية وثأرية بحق المواطنين على إثر عملية قتل المستوطنين الثلاث وعلى إثر فعاليات الدعم والإسناد التي نفذتها محافظة الخليل إبان الحرب على غزة، موضحًا أن الذين تم اعتقالهم خلال هذا الشهر وصل إلى مائة مواطن عدد كبير منهم من الأسرى المحررين وتم تحويل خمسة وأربعون منهم للاعتقال الإداري.
وأوضح النجار أن عمليات الاعتقال رافقها استخدام الكلاب البوليسية المتوحشة التي أرهبت الأطفال بدخولها إلى منازل المواطنين ومشاركتها في إجراء التفتيش للمنازل وأدلى العشرات من المواطنين والذين تعرضت بيوتهم للاعتقال بشهادات لنادي الأسير بقيام جنود الاحتلال بتحطيم أبواب البيوت بطريقة وحشية وحجز جميع أفراد العائلة في غرفة واحدة وفي حالات أخرى أجبار جميع من في المنزل الخروج في البرد القارس وتحت المطر الشديد بالرغم من وجود أطفال ومرضى وكبار في السن.
وأفاد أهل الأسير منير فرح مناصرة من بني نعيم بقيام جنود الاحتلال بتفجير الباب الرئيسي وتحطيم أثاث البيت والاعتداء على ابنهم أمام أعينهم بطريقة وحشية، وكذلك ما أفاد به الأسير مروان سامي يوسف شوامرة من دورا بقيام جنود الاحتلال بتفجير الباب واستخدام الكلاب في التفتيش مما أرهب الأطفال والاعتداء عليه بطريقة وحشية وفي حالة أخرى مع عائلة الأسير حازم عقل ذياب الحجوج حيث حطموا الباب واقتحموا البيت بطريقة جنونية.
وأبرز ما تعرض له المعتقلون خلال هذا الشهر هو الاعتداء على الطفل الأسير أمير محمد يوسف عبد الفتاح عوض البالغ من العمر ستة عشر عاما حيث اعتقل من داخل أرض العائلة المحاذية لمستوطنة كرمي تسور المقامة على أراضي بلدة بيت أمر حيث أطلق جنود الاحتلال الكلاب المتوحشة عليهم لتنهشه في كافة أنحاء جسده بطريقة وحشية ولينقل مباشرة إلى مستشفى هداسا ولازال رهن الاعتقال.
ولم تفلت النساء من عمليات الاعتقال ومضايقة الأسيرات المحررات حيث تم اعتقال الأسيرة المحررة إحسان حسن دبابسة (28 عامًا) من نوبا قضاء الخليل، وذلك بعد استدعائها للتحقيق.
وأفادت عائلة الأسيرة دبابسة أن الاحتلال وجه استدعاءً للأسيرة دبابسة أربع مرات خلال الفترة الأخيرة، وقام مؤخرًا بتهديدها بتفجير منزلها إن لم تحضر للتحقيق.
يذكر أن الأسيرة إحسان هي أسيرة محررة حيث اعتقلت سابقا لمدة عامين وأفرج عنها عام 2009م.
وفيما يتعلق باعتقال الأطفال أوضح النجار أن الملاحظ اتساع ظاهرة اعتقال الأطفال وبطريقة جنونية والتي شهدت منذ بداية العام الحالي هجمة مسعورة ضد أطفال المحافظة حيث بلغ عدد الأطفال الذين اعتقلوا 30، ورافق عملية اعتقالهم عمليات من الضرب والركل والشتائم البذيئة واستخدام الكلاب في إرهابهم بجعلها تقترب منهم وهم مكبلين وخلال جلسات الاستجواب والتحقيق معهم وإجبارهم على التوقيع على ورق أبيض وتوجيه التهم الكاذبة وتقديمهم للمحاكمات الشكلية في محكمة عوفر وفرض الأحكام والغرامات بحقهم.
واتهم نادي الأسير حكومة الاحتلال باستهداف هؤلاء الأطفال وبحجج أمنية مفتعلة ضمن خطة ممنهجة، الهدف منها تدمير نفسية هؤلاء الأطفال وكسر إرادتهم وخلق جيل مدمر نفسيًا.
وأوضح نادي الأسير أن أبشع ما صدر عن حكومة الاحتلال ما ابتدعه من قوانين جائرة ذات طابع عسكري يتم بموجبها تقديم الأطفال الفلسطينيين أمام محاكم عسكرية كما هو الحال بالأمر العسكري رقم (225) والذي يجيز اعتقال ومحاكمة الطفل الذي يبلغ (12 عامًا) والأمر العسكري رقم (132)، والغريب أن ذلك يجري على مرأى ومسمع المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية دونما تحرك أو استنكار، الأمر الذي جعل الكيان الإسرائيلي يتمرد على الشرعية الدولية في كل القضايا.
وشدد النجار على أن ملف اعتقال المرضى هو من أكثر الملفات إيلامًا على نفوس الفلسطينيين، وتؤكد توثيقات نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل أن المعتقلين الفلسطينيين المرضى يخضعون لذات أساليب التعذيب النفسية والجسدية القاسية التي تمارس بحق المعتقلين الأصحاء.
واعتبر النجار أن أخطر ما يواجهه المئات من المرضى في السجون هو التعمد بعدم تقديم العلاج الطبي لهم والاستهتار بهم وترك الأمراض تستفحل في أجسامهم حتى الموت، وخلال تشرين الأول اعتقلت قوات الاحتلال 14 مواطنًا يعانون من عدة أمراض عرف منهم علي كساب أبوديه حيث يعاني من أزمة صدرية ونادي طعمة عبد ربه شلالدة ويعاني من أزمة صدرية.
واستمرار لسياسة الاحتلال باستهداف المسيرة التعليمية حيث اعتقل الاحتلال عشرة طلاب معظمهم من طلاب الجامعات، حيث يتعمّد الاحتلال اعتقال طلاب الجامعات قبل تخرجهم لقتل الفرحة ومنعهم من مواصلة تعليمهم.
وأضاف النجار أن الاحتلال يتعمد اعتقال الطلاب وخريجي الجامعات قبل إنهاء دراستهم وإفساد الفرحة عليهم وتأخير تخرجهم وتعطيل مشروع حياتهم والشواهد على ذلك كثيرة.
وطالب النجار المؤسسات الحقوقية بالعمل على فضح دور الاحتلال باعتقال الطلاب وخريجي الجامعات لما له من تأثير على مستقبلهم.
وخلال هذا الشهر تم تحويل ما يقارب عشرين مواطنًا إلى مراكز التحقيق المركزية في عسقلان والمسكوبية وبتح تكفا والجلمة.
وانتهى التقرير إلى الحديث حول سياسة فرض أحكام بدفع غرامات مالية على الأسرى مضافة إلى الحكم الفعلي، حيث أصبحت منهجًا روتينيًا وجزءًا من سياسة المحاكم الإسرائيلية.
واعتبر النجار أن عقوبات الغرامة المالية هي جباية ونهب للأموال تحت غطاء القانون وأن هذه الغرامات مرتفعة جدا حيث وصل المبلغ فقط خلال شهر تشرين الأول إلى 35 ألف شيقل على أسرى محافظة الخليل.
واعتبر التقرير أن هذه الحملات وظروف الاعتقال "محاولة لتكريس سيطرة الاحتلال على مدينة الخليل التي تعتبر ثاني أهم مدينة مقدسة لوجود الحرم الإبراهيمي"، مطالبًا مؤسسات حقوق الإنسان بكشف حجم الجريمة المنظمة التي ترتكب بحق أبناء محافظة الخليل.
أرسل تعليقك