أعلنت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي ان دولة الامارات العربية المتحدة قررت التبرع بمبلغ 200 مليون دولار للمساهمة في اعادة اعمار قطاع غزة.
جاء ذلك خلال اجتماعات مؤتمر القاهرة الدولي لاعادة اعمار غزة والذي ترأست وفد الدولة فيه الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي بمشاركة 50 دولة و20 منظمة دولية وافتتحه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطينى محمود عباس.
ضم وفد الدولة المشارك محمد بن نخيره الظاهري سفير الدولة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية والدكتور حميد راشد الشامسي نائب امين عام هيئة الهلال الاحمر والسيد راشد سالم الشامسي مدير ادارة تنسيق المساعدات بوزارة التنمية والتعاون الدولي والسيد علي محمد الشميلي رئيس شؤون جامعة الدول العربية وفاطمة المزروعي رئيسة قسم الشؤون الاقتصادية بسفارة الدولة بالقاهرة.
وتقدم الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في كلمة له في مؤتمر القاهرة حول فلسطين وإعادة إعمار غزة - ألقتها نيابه عنه معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي - بوافر الشكر والتقدير لحكومتي مصر والنرويج على استضافتهما لهذا المؤتمر الدولي الهام حول " فلسطين وإعادة إعمار غزة ".. وقال سموه " نثمن ونؤكد دعمنا المطلق للمبادرة المصرية الأخيرة القاضية بدعوة إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء حالة العنف والاقتتال وتوفير الحماية للمدنيين".
وأضاف الشيخ إن إنعقاد هذا المؤتمر يعكس الرغبة الصادقة للأشقاء والأصدقاء للمساهمة بمشاريع التنمية والتطوير ودعم الاستقرار في ربوع هذا البلد العزيز ..وقال سموه ان الإمارات العربية المتحدة تعرب عن إستنكارها للممارسات العدوانية المستمرة التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة وتدين سلسة الغارات الأخيرة التي شنتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق .. وتجدد رفضها الكامل لكافة أعمال العنف التي تؤدي إلى إزهاق أرواح المدنيين وتطالب بضبط النفس والتوقف عن سياسة الانتقام والعقاب الجماعي .. كما تستنكر الامارات بشكل قاطع الاقتحام الأخير لقوات اسرائيلية للمسجد الأقصى والذي أثار حفيظة كل الداعين الى السلام.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ان دولة الامارات تدين بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني الأعزل وتدعو إلى وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية وتطالب المجتمع الدولي بالعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من نيل كافة حقوقه وإقامة دولته الحرة والمستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وتشدد على ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والالتزام بهما حفاظا على الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
واضاف الشيخ " ونحن اليوم في هذا المؤتمر المهم نؤكد دعمنا المطلق لإعادة إعمار غزة ولتخفيف الأسى عن سكانها وتحسين الأوضاع المعيشية في القطاع خصوصا وفي فلسطين عموما .. إن دولة الإمارات قدمت ولا تزال تقدم المساعدات العينية والمالية لدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز المؤسسات الفلسطينية في الأراضي المحتلة حيث وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في يوليو 2014 بتخصيص حوالي 92 مليون درهم - 25 مليون دولار أمريكي - وتم صرفها كمساعدات إنسانية عاجلة لدعم صمود الشعب الفلسطيني أثناء الهجمات الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل مئات المدنيين الأبرياء الفلسطينيين وتخصيص حوالي 153 مليون درهم - 41.6 مليون دولار أمريكي - للأونروا ..وفي 2013 قدمت الدولة مساعدات بقيمة 340.1 مليون درهم - 92.3 مليون دولار أمريكي - لتكون فلسطين خامس أعلى دولة متلقية للمساعدات الإماراتية في العالم.
وأكد الشيخ ان المسؤولية الاجتماعية والإنسانية تحتم على جميع الأطراف المجتمعية الخاص منها والعام المشاركة والمساهمة في تحسين وتطوير غزة ..
ومن خلال تنسيق أدوارنا في هذه المهمة سنتمكن من توفير الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني .
وأضاف الشيخ " وفي هذا الصدد نؤكد أهمية العمل الجماعي في التخطيط ومن ثم تطبيق استراتيجية قصيرة وطويلة الأمد نستطيع من خلالها ترتيب الأولويات الضرورية مع الحكومة الفلسطينية لتحديد المشاريع المطلوبة وتحديد الالتزامات الجدية القابلة للتنفيذ والتنسيق بيننا للسعي قدما في تنفيذ المشاريع التنموية والتي نهدف من خلالها الى ضمان كفاءة استخدام الموارد المطلوبة ".
وفي ختام كلمته قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية " أؤكد لكم التزام دولة الإمارات بالمشاركة وتوفير الدعم لإعادة إعمار غزة ومساندة الشعب الفلسطيني من خلال حشد الدعم وتوفير الاحتياجات المطلوبة ونجدد التزامنا بمبادرة السلام في الشرق الأوسط التي تحث جميع الأطراف على العمل بجدية نحو تحقيق السلام الشامل ..
ونتمنى لأعمال مؤتمرنا هذا كل التوفيق والنجاح في تحقيق أهدافه المنشودة ".
وعلي هامش أعمال المؤتمر التقت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي مع وزير خارجية النرويج بورج برينده وبحثت معه سبل دعم العلاقات الثنائية في كافة المجالات وطرق تنسيق المواقف بشأن عملية إعمار غزة .
من جانبه رحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية في بداية اعمال المؤتمر بكافة الوفود المشاركة وتلبية الدعوة للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في محنته ..وقال ان المؤتمر يمثل أهمية كبيرة لانقاذ غزة ..منوها بالدور المصري الهام في هذه المحنة من خلال دعوتها لوقف اطلاق النار الذي انتهى بوقف كامل للمعارك.
واشار الى انه تم استئناف المفاوضات والتوصل لتفاهمات مع استكمال المفاوضات في النصف الثاني من الشهر الجاري ..مؤكدا ان مصر تواصل مساعيها لتحقيق المصالحة وعودة السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة واتحاد كافة الفصائل تحت راية واحدة.
وشدد السيسي على التزام مصر بقضية الشعب الفلسطيني التي كانت وستظل قضية العرب ..وقال انه سيتم اعادة الاعمار واصلاح الأوضاع المأساوية التي تنقسم الى محورين من خلال التهدئة الدائمة وعودة السلطة الفلسطينية الى القطاع ..موضحا ان المؤتمر عليه آمالا كبيرة في اعادة الاعمار وتوجيه رسالة الى العالم مفادها ضرورة عدم العودة الى الأوضاع السابقة خاصة وان الطريق الوحيد لاستعادة الاستقرار في المنطقة هو عمل تسوية عادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني خاصة وان استمرار المشكلة في فلسطين وفر الذرائع امام من يدعون مناصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه.
من جانبه شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة توفير مبلغ أربعة مليارات دولار لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير على قطاع غزة وطالب بوضع حد للاحتلال الإسرائيلي الذي يحرم الاقتصاد الفلسطيني بالضفة الغربية من نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا.
وأكد الرئيس الفلسطيني في كلمته ان عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين على أساس حدود عام 1967 مع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا ومتفقا عليه استنادا لمبادرة السلام العربية المعتمدة في قمة بيروت عام 2002 وفي مؤتمرات القمة الإسلامية يدفع بمنطقتنا مجددا نحو دوامة العنف والنزاع.
وقال ان قطاع غزة تعرض لثلاثة حروب في غضون ست سنوات أسفرت عن سقوط 3760 شهيدا وتدمير أكثر من 80 ألف منزل وإلحاق أضرار بمرافق البنية التحتية والمرافق العامة ومنشآت القطاع الخاص بشكل كبير.
واضاف إن انعقاد المؤتمر في هذه الظروف البالغة الدقة والتعقيد إنما هو تأكيد على ارتباط إعمار قطاع غزة بمجمل الاقتصاد الوطني الفلسطيني وعلى حقيقة واضحة وراسخة وهي أن قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية وبما فيها القدس الشرقية تشكل وحدة جغرافية واحدة نسعى لجلاء الاحتلال الإسرائيلي عنها.
وقال " سنواصل العمل والتنسيق مع جمهورية مصر العربية والجهات ذات العلاقة كافة لاستمرار التهدئة وتثبيتها "..مشيرا الى ان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كشف هشاشة وخطورة الوضع في المنطقة في ظل غياب سلام عادل وجهود دولية تراوح مكانها ووعود لم تتحقق.
وطالب المجتمع الدولي بدعم السعي الفلسطيني لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يضع سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال والذهاب من ثم إلى مفاوضات جادة لحل قضايا الوضع النهائي كافة بدءا بترسيم الحدود في إطار جدول زمني محدد لا يتعارض مع الالتزامات بتحقيق السلام العادل والشامل على نحو يكفل الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة ويسهم في تعزيز السلم والأمن العالميين.
واعتبر ان ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى والمقدسات المسيحية والإسلامية عامة هذه الأيام من قبل المستوطنين ووزراء في الحكومة الإسرائيلية لفرض حالة تقسيم زماني ومكاني فيها بمثابة صب الزيت على النار في منطقتنا التي تشهد حالة غير مسبوقة من التطرف والتأجيج الطائفي والمذهبي وتحويل الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني الأمر الذي يهدد أمن المنطقة واستقرارها والسلام الاجتماعي فيها.
وقال " إن الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب لن تكون لها مصداقية طالما ظل شعبنا الفلسطيني محروما من حريته واستقلاله ".. متسائلا " أما آن لشعبنا أن ينعم بحريته وكرامته وسيادته واستقلاله في دولته الخاصة به ..أما آن للحق والعدل أن يبسطا ظلالهما على فلسطين؟.. أما آن للظلم التاريخي لشعبنا أن ينتهي ..أما آن لأطول احتلال في العصر الحديث أن ينتهي".
نقلًا عن"وام"
أرسل تعليقك