الكويت ـ فلسطين اليوم
بدأت في الكويت، اليوم الاثنين، اعمال المؤتمر الدولي لدول التحالف لمواجهة تنظيم داعش المتطرف بمشاركة الاردن.
وتحدث في الاجتماع الذي ترأسه وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله ، الجنرال الاميركي جون الن الذي اكد ان مهمة الاجتماع هي البحث في الوسائل اللازمة لمواجهة تنظيم داعش المتطرف وهزيمته على جميع الصعد السياسية والاقتصادية.
وركز على دور الاعلام في مواجهة تنظيم داعش ، وخصوصا من خلال نشر التوعية بين فئة الشباب، ومناقشة سبل مواجهته على الشبكة العنكبوتية.
وقال الن ان هذا المؤتمر فرصة لمناقشة وتنسيق الجهود لمواجهة الرسائل الإعلامية لتنظيم داعش ولتنسيق العمل لمواجهة التطرف في المنطقة وما يتعدى حدودها الإقليمية، مشيرا الى ان هذا الجانب يشكل واحدا من خمسة جوانب للتعاون ستقضي في النهاية على عهد داعش الإرهابي، وتتضمن: دعم الشركاء العسكريين وقطع الدعم المالي عن التنظيم ووقف تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوفه وتوفير الدعم الإنساني.
وقال : ان تنظيم داعش يتحرك في ثلاثة مجالات، أولها المكان أو بمعنى آخر أرض المعركة، وأؤكد لكم أننا سننجح في القضاء على التنظيم عسكرياً، ولن يحدث ذلك بين ليلة وضحاها ولكنه سيتحقق .
واضاف الن : ان الجهود المشتركة لدول التحالف التي تدعم القوى العراقية والمعارضة السورية المعتدلة ستواصل القضاء على تنظيم داعش والحد من قدراته القتالية وتحرير المناطق التي يسيطر عليها.
ودعا لتجفيف موارد التمويل الخاصة بالتنظيم عن طريق استهدافه بالعقوبات وإيقاف تهريبه للنفط وإنهاء دخوله للسوق المالي العالمي. وقال الن ان المجال الثالث الذي يتحرك فيه داعش هو المجال المعلوماتي. الذي يجند فيه داعش الأبرياء ويغير مسارهم مؤكدا هزيمة داعش بالتقدم عليه في شبكة الإنترنت وإنكار شرعية رسائله التي يرسلها للشباب وفضح عقيدة العنف التي يتبناها التنظيم والتي لا تمت للإسلام بصلة. وتابع : علينا جميعا كقادة ألا نفضح حقيقة داعش فقط، بل علينا أيضا طرح البدائل، فبينما يريد داعش أن يحول الشباب لانتحاريين نراهم نحن طلبة ورجال أعمال وقادة في مجتمعاتهم واسرهم . وسيكون ذلك تحديا عالميا عبر الأجيال نجد في تحققه استعادة لشباب أمتنا وثروتنا البشرية لتحقيق ما هو أفضل لكل شعوبنا. كما تحدث في المؤتمر الذي مثل الاردن فيه مدير عام وكالة الانباء الاردنية (بترا) الزميل فيصل الشبول، عن دور الاعلام في مواجهة تنظيم داعش الارهابي، مؤكدا اهمية توحيد الخطاب الاعلامي في مختلف وسائل الاعلام لدول التحالف لتصب في جهد محاربة هذا التنظيم الارهابي.
وشدد على ضرورة ان ياخذ الاعلام دوره المطلوب منه في محاربة الارهاب بشكل عام وتنظيم داعش الارهابي بشكل خاص من خلال تعريته وابراز بشاعة ما يقترفه من مجازر بحق الابرياء، وتوعية الشباب بخطورته.
وحذر من استخدام التنظيم لمصطلح "الدولة الاسلامية" الذي اختاره لنفسه، والاسلام من جرائمه براء.
واكد الشبول اهمية ابراز التقدم الذي يحرزه التحالف في محاربة هذا التنظيم الارهابي والحد من قدراته ووقف ما يقترفه من جرائم بحق الانسانية.
وتحدث في المؤتمر ايضا وزير الشؤون الخارجية في دولة الامارات وعدد من المسؤولين من الدول المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش.
وشارك في المؤتمر 14 دولة عربية واجنبية، وهي: الاردن، لبنان، مصر، العراق، السعودية، قطر، الامارات، الكويت، سلطنة عمان، البحرين، الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا، تركيا.
واعقب الاجتماع مؤتمر صحافي تحدث فيه مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون الدبلوماسية والشؤون العامة ريتشارد سينغل حيث اكد اتفاق الدول المشاركة على محاربة الافكار والايدلوجيات التي يروج لها تنظيم داعش الارهابي.
وفي رده على سؤال عن فاعلية الضربات الجوية لقوات التحالف وهل هناك توجه لارسال قوات برية لمحاربة التنظيم، قال: ان هدف المؤتمر هو محاربة داعش في مجال الانترنت والمعلوماتية والضربات الجوية فعالة ويتوقع استمرارها مؤكدا اهمية التحالف المعلوماتي الى جانب التحالف العسكري.
وعن تخوف بعضهم من استخدام الاجراءات لمراقبة الشبكة العنكبوتية في التضيق على الحريات، قال: كل الشركاء في التحالف اعتمدوا مبدا حرية الراي والتعبير وهذا امر متفق عليه .. حرية التعبير والراي هي اهم الركائز التي يحاربها ويناهضها تنظيم داعش و يعمل على تغييرها .
وعن الدور الايراني في التحالف قال سينغل نحن نرحب باي دولة تساعدنا في القضاء على تنظيم داعش في هذه المرحلة .
وعن وجود عدد دقيق للمقاتلين الاجانب في صفوف داعش اشار الى ان جاذبية داعش تراجعت بصورة كبيرة في الفترة الاخيرة ونحن ناقشنا افضل السبل لوقف تدفق المقاتلين من كل انحاء العالم للانضمام لهذا التنظيم وهدفنا هو كشف حقيقته وافكاره .
وفي ختام المؤتمر صدر بيان ختامي، تاليا نصه: استضافت دولة الكويت بصفتها الرئيس الحالي لدورة مجلس التعاون الخليجي،وفوداً من الدول المشاركة في التحالف الدولي، المؤتمر الذي عقد في 27 تشرين الاول لتقوية التعاون في مجال الاتصالات العامة للقضاء على داعش ومحاربة التطرف داخل المنطقة و خارجها .
وتأسيساً على مؤتمر مجلس التعاون الخليجي لوزراء الإعلام الخليجيين الذي عقد في الكويت اخيراً، فقد أكدت الكويت حاجة شركاء التحالف إلى العمل على المستويين الفردي والجماعي لفضح حقيقة تنظيم داعش التدميرية وطبيعته البربرية.
وقد رحب وكيل وزارة الخارجية بالكويت خالد سليمان الجارالله، بأعضاء الوفود من دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن ، لبنان، مصر، تركيا، العراق، فرنسا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، قائلا ان " الكويت سعيدة باستضافة هذا الاجتماع المهم للعمل من خلاله مع شركائها الدوليين، لتطوير الخطط التي تهدف إلى القضاء على تنظيم داعش والمجموعات المتطرفة الأخرى" .
وجدد مبعوث الرئيس الأميركي الخاص بشؤون التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الجنرال جون آلن رؤية الرئيس باراك أوباما المتعلقة بالقضاء على آلية داعش الإعلامية والجهود المشتركة لوضع رؤية إيجابية تناقض أيدولوجية تنظيم داعش القائمة على الكراهية والعنف.
ودعا الدول المشاركة إلى تكثيف انخراطهم في مجال العلاقات العامة بينما يتقدم التحالف إلى الأمام للقضاء على أي دعم يسعى إليه التنظيم.
وقام الوفد الأميركي المشارك الذي ترأسه وكيل وزارة الخارجية ريتشارد ستينغل، باستعراض استراتيجيات العلاقات العامة الأميركية وكذلك الأفكار التي تتبناها لزيادة حجم التعاون بين شركاء التحالف للقضاء على داعش.
وناقش شركاء التحالف الخطوات التي اتخذتها حكوماتهم على المستويين الفردي والجماعي، لتقوية مقاومة المجتمعات تجاه رسائل داعش المتطرفة، التي تتضمن تكثيف الانخراط في التعامل مع الأحداث البارزة، وتطوير برامج التبادل والتدريب وغيرها من برامج التعاون لقادة الحكومات والمتحدثين باسمها، ومناهضة تجنيد المحاربين الأجانب بكل فاعلية.
كما تتضمن تشجيع علماء الدين وقادة المجتمع المدني وأصحاب الرأي وملايين من الشباب الرافضين للتطرف، لإيصال أصواتهم عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد شركاء التحالف التزامهم بقراري مجلس الأمن رقم 2170 و2178، وعقدوا العزم على مواصلة وتعميق الحوار فيما يتعلق بمناهضة تنظيم داعش عبر وسائل الاتصال وكذلك عقد جلسة أخرى للمتابعة في المستقبل القريب.
نقلًا عن"بترا"


أرسل تعليقك