سيقرر قادة اوكرانيا الثلاثاء اجراءات الرد على انتخابات الانفصاليين في الشرق المقرب من روسيا حيث تعترف موسكو وحدها ب"الرئيس" المنتخب الذي تسلم السلطة في هذه المنطقة.
ويترأس الرئيس بترو بوروشنكو اجتماعا لمجلس الامن الوطني الساعة 15,00 تغ لمراجعة التزامات كييف في اطار خطة سلام كانت تهدف الى تخفيف حدة النزاع المسلح الذي اودى بقرابة اربعة الاف شخص منذ مطلع نيسان/ابريل الماضي.
واعلن الرئيس الاوكراني الاثنين في خطاب الى الامة ان "هذه الانتخابات الزائفة تشكل انتهاكا فاضحا لبروتوكول مينسك الموقع في 5 ايلول/سبتمبر" بين كييف والانفصاليين.
ووعد "باعادة النظر" بخطة عمل كييف وخصوصا "الغاء القانون المتعلق بمنح وضع خاص" لمناطق المتمردين والذي تم التصويت عليه بموجب خطة السلام هذه.
وجرت الانتخابات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين ما زاد من حدة التوتر الدولي على خلفية هذه الازمة واثار مخاوف من انهيار الهدنة الهشة المعلنة منذ شهرين.
وبموجب هدنة ايلول/سبتمبر الماضي التي كانت روسيا من الموقعين عليها، يتعين على الطرفين وقف اطلاق النار في مستهل عملية تؤدي الى حكم ذاتي تام للمناطق الموالية لروسيا.
وفي دونتسيك، معقل الانفصاليين حيث سقطت قذائف عديدة صباح الثلاثاء، تم في مسرح المدينة تنصيب قائد التمرد الكسندر زخارتشنكو المنتخب "رئيسا" في الجمهورية المعلنة من جانب واحد مع 75 في المئة من الاصوات .
وقال الميكانيكي السابق (38 عاما) رئيس الوزراء السابق خلال حفل اداء اليمين "اقسم على خدمة شعب الجمهورية الشعبية في دونتيسك".
ومن المتوقع اقامة حفل مشابه بعد الظهر في لوغانسك حيث حصل العسكري السابق (50 عاما) ايغور بلوتنتسكي المتمسك بالماضي السوفياتي على 63 في المئة من الاصوات.
ويعرب العديد في الشرق المتمرد عن اعتقادهم بان اجراءات كييف للرد بعد الانتخابات ستعني نهاية وقف اطلاق النار الهش الذي سمحت الموافقة عليه قبل شهرين بالتخفيف من حدة المعارك.
وقال ايفان سيرغيفتيش من سكان دونتيسك "قال بوروشينكو انه سيعمل على تغيير سياسته. من الواضح ان المعارك ستستانف مجددا".
من جهته، اعلن المتحدث العسكري اندريه ليسينكو ان وقف النار الذي اصبح افتراضيا سيكون مطروحا على مجلس الامن الوطني.
كما سيناقش المسؤولون ايضا الغاء القانون حول منح "وضع خاص" للمناطق الانفصالية الذي اقر في ايلول/سبتمبر ويمنحها حكما ذاتيا موسعا لمدة ثلاث سنوات مع امكانية تاسيس "ميليشيات شعبية" والعفو عن قسم من المحاربين.
واعتبر عديدون ان اقرار هذا القانون ليس سوى "استسلام "من قبل السلطات الاوكرانية بعد سلسلة اخفاقات عسكرية بمواجهة هجمات المتمردين المدعومين بقوات روسية، بحسب كييف والغرب.
وسيبحث مجلس الامن الوطني قطع امدادات الغاز عن المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
وكان رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك قال الجمعة الماضي "سنطرح هذه المسالة امام مجلس الامن، هناك نحو مليار دولار لن نتمكن من اعادة تحصيلها ترسل الى الاراضي الخاضعة لسيطرة الارهابيين الروس".
على الصعيد الدولي، انضمت الولايات المتحدة الاحد الى الانتقادات الاوروبية ضد انتخابات الانفصاليين ملوحة بعقوبات جديدة ضد روسيا لاعترافها بنتائج التصويت.
وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الامن القومي "كما قلنا مرارا، بامكان روسيا ان تختار (...) اذا استمرت موسكو في تجاهل الالتزامات المتفق عليها في مينسك وواصلت اجراءاتها الخطرة والمزعزعة للاستقرار، فان الثمن بالنسبة لروسيا سيزداد".
وفي تحد لتحذيرات الغربيين، اعلنت روسيا "احترامها" خيار الشعب ودعت كييف الاثنين الى "التخلي عن العمليات العسكرية" في الشرق مؤكدة ان قادة التمرد الذين تم انتخابهم اصبحوا يتمتعون بالشرعية اللازمة للحوار مع السلطات الاوكرانية.
ونقلت صحيفة "بيلد" الالمانية الثلاثاء عن وزير الخارجية الاوكراني بافلو كليمكين ان سلطات كييف تعتزم "استعادة" المناطق الشرقية بعد الانتخابات الانفصالية.
وقال "بعض المناطق في شرق اوكرانيا تخضع فعلا لسيطرة الارهابيين الموالين لروسيا والقوات الروسية. لكنها مناطق اوكرانية وسنستعيدها".
أ ف ب
أرسل تعليقك