بدا الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الخميس متفائلا بعد خمسة اشهر من الحرب في شرق بلاده معتبرا ان الاسوأ في النزاع قد ولى، داعيا روسيا الى وقف دعم النزعات الانفصالية لدى الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا.
وقبل شهر من انتخابات تشريعية مبكرة، اغتنم بوروشنكو اول مؤتمر صحافي كبير له منذ انتخابه في نهاية ايار/مايو للاعلان عن ترشح بلاده للانضمام الى الاتحاد الاوروبي بحلول 2020 في خطوة يتوقع ان تثير غضب روسيا عشية استئناف مفاوضات حول الغاز بين روسيا والاتحاد الاوروبي واوكرانيا في برلين.
وفي حين بدا ان الهدنة مطبقة في شرق اوكرانيا منذ السبت اثر مفاوضات مينسك بين الروس والاوكرانيين والمتمردين، قتل جندي اوكراني الخميس اثر اطلاق قذيفة قرب ماريوبول على بحر آزوف.
بيد ان حدة المعارك لا يمكن مقارنتها بالفترة التي سبقت وقف اطلاق النار في 5 ايلول/سبتمبر.
وبحسب الامم المتحدة قتل 3200 مدني وعسكري في المعارك منذ نيسان/ابريل.
وقال بوروشنكو انه "لا شك في ان القسم الاساسي والاكثر خطورة من الحرب ولى بفضل بسالة جنودنا" الاوكرانيين.
واكد الرئيس الاوكراني ايضا ان خطة السلام التي اقترحها "ستنجح" رغم رفض المتمردين قبول عروض كييف السياسية.
وكان برلمان كييف صادق الاسبوع الماضي على مبادرة من بوروشنكو تخص مبدأ منح "الوضع الخاص" الذي يضمن حكما ذاتيا اكبر للمناطق الانفصالية الموالية لروسيا وعفوا مشروطا عن المقاتلين.
لكن الانفصاليين الذين ينوون تنظيم انتخابات رئاسية خاصة بهم، رفضوا العرض الذي ينص على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر بعد اسبوع على الانتخابات التشريعية المقررة في اوكرانيا في 26 تشرين الاول/اكتوبر.
واعرب بوروشنكو عن الامل في الا تعترف موسكو بالانتخابات التي ينوي الانفصاليون تنظيمها.
لكن وفي حركة لا تخلو من تحد وقع الرئيس الاوكراني الخميس مرسوما لاغلاق الحدود البرية مع روسيا يرمي الى منع "مخربين" روس من الدخول بالسيارة الى الاراضي الاوكرانية.
وان كان اغلاق الحدود يرمي بحسب كييف الى وقف تدفق الرجال والعتاد من روسيا فان مفعول هذا القرار سيكون محدودا لان الانفصاليين الموالين لروسيا يسيطرون على جزء (260 كلم) من الحدود البرية بين روسيا واوكرانيا التي تمتد على الفي كلم.
وقدم بوروشنكو الذي جمع ثروته من تجارة الشوكولا وانتخب واوكرانيا على حافة الافلاس لتوجيهها الى اوروبا بعد الاطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، خطة لاصلاحات اقتصادية واجتماعية.
والهدف هو تمكين بلاده في ظرف ستة اشهر من تقديم ملف الانضمام الى الاتحاد الاوروبي الامر الذي احد يتطرق اليه بجدية في بروكسل في حين ان فكرة انضمام تركيا تثير جدلا وان الاتحاد الاوروبي بالكاد يهضم انضمام دول اوروبا الوسطى اليه.
وبين اولويات مشروعه الاصلاحي مكافحة الفساد واصلاح القضاء وقوات الامن والاستقلال في مجال الطاقة وسياسة اعادة تنظيم وتخفيف الضرائب على الشركات.
وفي خطوة اضافية باتجاه الغرب طلب بوروشنكو رسميا من الحكومة التخلي رسميا عن وضع عدم الانحياز الذي تتبناه هذه الجمهورية السوفياتية السابقة وهو اجراء يمهد الطريق امام انضمامها على الامد الطويل الى حلف شمال الاطلسي.
وصادقت اوكرانيا الاسبوع الماضي على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي ما اثار استياء موسكو التي تخشى من ان يؤثر ذلك على علاقاتها التجارية التاريخية مع جارتها. وقررت كييف تاجيل بدء تطبيق اتفاق التبادل الحر مع بروكسل الى نهاية 2015 لتبديد مخاوف موسكو على ما يبدو.
وفي النزاع حول الغاز سيلتقي الاوكرانيون والروس والاوروبيون الجمعة في برلين.
وعلقت موسكو في حزيران/يونيو امدادات الغاز لاوكرانيا بعد ان رفضت كييف السعر الاعلى -- 485,5 دولارا لكل الف متر مكعب -- الذي فرضته روسيا اثر الاطاحة بالرئيس يانوكوفيتش.
وتحاول المفوضية الاوروبية ايجاد حل موقت بحيث تدفع اوكرانيا سعرا مختلفا في الشتاء والصيف. وقال رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسنيوك الثلاثاء "سنحاول التوصل الى تسوية لكن من الصعب جدا الحصول على تسوية مه الجانب الروسي".
في الاثناء اعلن قيادي من المتمردين ان هناك نية لاجراء مشاورات مع سلطات كييف بشان "التزويد" بالطاقة مع اقتراب فصل الشتاء بما في ذلك ملف الفحم الحجري الشائك.
وقال اندري بورغين لوكالة فرانس برس "ان هذه المباحثات ستتطرق الى مسالة التزويد بما في ذلك الفحم الحجري والكهرباء".
واوضح دون ان يحدد اي موعد لهذه المباحثات "من غير الوارد بحث اتفاقات سياسية".
واضاف "انهم (السلطات) بحاجة الى فحمنا".ويتوقع ان تبحث هذه المشاورات بين السلطات والمتمردين مجال الكهرباء حيث يسيطر كل طرف على محطات تغذي مناطق تابعة للطرف الآخر، بحسب ما اوضح القيادي الانفصالي.
أرسل تعليقك