تواصلت الانتقادات الدولية لاعلان الجيش تسلم الحكم في بوركينا فاسو، في حين فشلت تظاهرة للمعارضة في واغادوغو الاحد تنديدا بحكم العسكر.
وقد دعت وزارة الخارجية الاميركية جيش بوركينا فاسو الى تسليم الحكم الى السلطات المدنية بعد سقوط الرئيس بليز كومباوري.
في هذه الاثناء، سيطر الجيش الاحد على التلفزيون الوطني في واغادوغو، كما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس.
واطلق جنود من فوج الحرس الرئاسي النار في الهواء في مدخل مبنى التلفزيون بعيد الساعة 14,00 (بالتوقيتين المحلي والعالمي) لتفريق الجموع، ثم سيطر عليه.
كما سيطر الجيش على ساحة لاناسيون في واغادوغو، وابعد منها الاف المتظاهرين الذين كانوا احتشدوا فيها.
وطوق الجنود الساحة لمنع وصول المتظاهرين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي ليل السبت الاحد "ندعو الجيش الى نقل السلطة فورا الى السلطات المدنية"، موضحة ان "الولايات المتحدة تدين محاولة الجيش فرض ارادته على شعب بوركينا فاسو".
واضافت المتحدثة ان الولايات المتحدة تدعو "السلطات المدنية" الى "استلهام روح الدستور في بوركينا فاسو والانتقال فورا الى انتخابات رئاسية حرة ونزيهة".
وينص الدستور الذي قال الجيش انه علق العمل به، على ان يتولى رئيس الجمعية الوطنية الحكم بالوكالة في حال حصول شغور.
ودعت الوساطة الدولية الثلاثية في بوركينا فاسو التي تقودها الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والمنظمة الاقليمية لغرب افريقيا، الى اقامة نظام انتقالي "يترأسه مدني" و"يتطابق مع النظام الدستوري"، ولوحت بفرض "عقوبات" اذا لم يحصل ذلك.
وقال مندوب الامم المتحدة لغرب افريقيا محمد بن شمباس في مؤتمر صحافي "نأمل في قيام نظام انتقالي يترأسه مدني ويتطابق مع النظام الدستوري، وإلا فالعواقب لا تخفى على احد. نريد ان نتجنب فرض عقوبات على بوركينا فاسو".
وتواجه بوركينا فاسو التي يبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة، الغموض حول مستقبلها السياسي منذ اطاحة الرئيس بليز كومباوري الذي كان يتولى الحكم منذ 27 عاما ولجأ الى ساحل العاج.
واعلن الجيش السبت تعيين احد ضباطه اللفتنانت كولونيل اسحق زيدا، المسؤول الثاني في الحرس الرئاسي، لترؤس النظام الانتقالي.
لكن "القوى الحية" في البلاد التي تضم احزاب المعارضة ومنظمات المجتمع الاهلي، رفضت فكرة الفترة الانتقالية العسكرية، وطالبت بحكم مدني، ودعت الى تظاهرة صباح الاحد.
الا ان التظاهرة في ساحة لاناسيون المكان الرمزي للتظاهرات الجماهيرية التي اسفرت الاسبوع الماضي عن اسقاط نظام كومباوري، منيت بالفشل لان عدد المشاركين فيها لم يتجاوز الالف، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.
ولم بشارك في التظاهرة زعيم المعارضو زيفيرين ديابري لانه كان مجتمعا مع مندوبين للجيش في الوقت نفسه، كما قال مقربون منه.
واكتفى رئيس حزب تلاقي الامل الصغير جان-اوبير بازييه بكلمة استغرقت دقائق، داعيا الناس الى "اليقظة للحفاظ على انتصار الشعب" معربا عن "الاستعداد لتحركات في المستقبل".
وكان الاستياء واضحا للعيان على وجوه المتظاهرين الذين شكل الشبان القسم الاكبر منهم، فيما استمرت التظاهرة نحو ساعة.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال التاجر كريم زونغو (28 عاما) "لا نريد ان يستولي الجيش على انتصار الشعب".
واعلن عبدالله تراوري العاطل عن العمل (33 عاما) اننا "نناضل اليوم من اجل تنحي اللفتنانت كولونيل زيدا". ولم يغادر "ساحة الثورة" كما سماها الشعب في الثمانينات، ايام الرئيس طوماس سنكارا الذي لا يزال حاضرا في ذاكرة الشعب البوركينابي.
وحرص الجيش منذ الجمعة الى طمأنة المواطنين، مؤكدا ان الفترة الانتقالية ستجرى بطريقة ديموقراطية بالتشاور مع المعارضة ومع المجتمع المدني، لكنه لم يوضح الاجراءات العملية التي سيعتمدها ولم يقنع جميع المواطنين.
أ ف ب
أرسل تعليقك