مقدونيا - فلسطين اليوم
داهمت الشرطة في مقدونيا مقرا لعدد من الألبان المسلحين في مدينة أويمانوفو على الحدود بين صربيا وكوسوفو اليوم السبت، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الشرطة على الأقل وجرح عشرين آخرين، وفق ما أعلنت وسائل إعلام مقدونية.
وقال نائب وزير الداخلية في مقدونيا إيفو كوتيفسكي في سكوبي إن قوات الشرطة شنت صباح اليوم السبت هجوما على مقر "لإرهابيين مسلحين" قدموا من "دولة مجاورة".
وأضاف كوتيفسكي أن المجموعة المكونة من حوالي 70 فردا اختفت داخل المنطقة بمساعدة الألبان المحليين وخططوا لهجمات على المرافق العامة وعلى ثكنة عسكرية في المنطقة.
وكانت المدينة التي يكاد يكون جميع سكانها من الألبان أغلقت باستخدام المدرعات، فيما حلقت المروحيات في سماء المنطقة.
وقال سكان المنطقة إن تبادلا لإطلاق النار وقع بين الجانبين.
ولم تتأكد بعد أنباء إضافية ذكرتها وسائل إعلامية عن مقتل ضحايا مدنيين.
وحركت صربيا قوات أمن إضافية لها تجاه الحدود مع مقدونيا، فيما دعا الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش مجلس الأمن الوطني للاجتماع غدا الأحد.
وهزت انفجارات وإطلاق نار كثيف بلدة أويمانوفو في شمال مقدونيا اليوم بعد أن بدأت الشرطة عملية ضد ما وصفتها بأنها "مجموعة مسلحة"، ما زاد المخاوف من حدوث اضطراب في الجمهورية اليوغوسلافية السابقة بعد أشهر من أزمة سياسية.
وقال موظفون في القطاع الطبي إن أربعة ضباط على الأقل أصيبوا بجروح خطيرة بعد أن نفذت وحدات خاصة تابعة للشرطة تدعمها عربات مدرعة عملية في ضاحية ببلدة أويمانوفو على بعد 40 كيلومترا شمالي العاصمة سكوبي كانت شهدت اشتباكات أثناء تمرد مواطنين من أصل ألباني عام 2001.
ومن المرجح أن تزيد الأحداث القلق في الغرب بشأن الاستقرار في مقدونيا، حيث تواجه الحكومة مشاكل بسبب مزاعم المعارضة عن تجسس بشكل واسع النطاق واساءة استغلال السلطة على نطاق واسع.
وبدأت المعارضة احتجاجات صغيرة لكن يومية مطالبة باستقالة رئيس الوزراء المحافظ نيكولا جروفسكي وهددت بحشد الالاف يوم 17 ايار (مايو) الجاري.
ويخشى مراقبون أن يحاول القادة السياسيون من الطرفين زيادة حدة التوتر العرقي كأسلوب ضغط.
وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية دون الخوض في تفاصيل أن الشرطة بدأت العملية "استنادا إلى معلومات بشأن مجموعة مسلحة".
وأضاف كاتفسكي في مؤتمر صحفي أن المسلحين كانوا يخططون "لأعمال إرهابية "وأنهم "تسللوا" إلى البلاد من دولة مجاورة لم يسمها.
وتقدر نسبة الألبان في مقدونيا التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة نحو 30 في المئة. وحمل مسلحون السلاح في 2001 واشتبكوا مع قوات الأمن قبل أن يلعب الغرب دور الوسيط في اتفاق سلام يعرض على الأقلية الألبانية مزيدا من الحقوق والتمثيل ودخول الساحة السياسية.
لكن تنفيذ الاتفاق كان بطيئا ويستعر التوتر من حين لآخر.
وبغض النظر عن العرق يشعر كثيرون في مقدونيا بالإحباط بسبب الوتيرة البطيئة للنمو والاندماج مع الغرب في ظل تعثر مساعي البلاد للانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بسبب نزاع طويل الأمد مع اليونان على اسم البلاد.
وينادي حزب تقرير المصير القومي في كوسوفو ثالث أكبر أحزاب البلاد "بإيقاف القمع الشرطي والعسكري للألبان في مقدونيا".
كما تسكن أقلية ألبانية كبيرة الجهة الأخرى من الحدود مع مقدونيا تعارض تقليديا قرارات بلجراد.


أرسل تعليقك