سانت ماري - فلسطين اليوم
يأمل مستكشفون اميركيون ان يكونوا عثروا على كنز القرصان الشهير وليام كيد العائد الى القرن السابع عشر قبالة سواحل مدغشقر بعدما انتشلوا الخميس سبيكة فضية وزنها 45 كيلوغراما من حطام سفينة.
وتقوم شركة انتاج بريطانية بتصوير عمليات البحث كلها التي تتم تحت اشراف عالم الاثار باري كليفورد. الا ان الامر يثير قلق اليونيكسو التي تخشى من ان الاجراءات العلمية الصارمة الضرورية لتفتيش موقع مهم كهذا تهمل لمراعاة مصلحة مروجي المشروع التجارية.
وقالت اولريكه غيرين الخبيرة في علم الاثار البحرية في اليونيسكو "نحن امام فريق تصوير يتدخل مباشرة في موقع اثري. يجب عدم السماح بذلك".
وقد اخرج باري كليفورد شخصيا من قاع البحر السبيكة الفضية التي كانت قابعة في "خليج القراصنة" قبالة جزيرة سانت ماري الصغيرة في شمال شرق مدغشقر. وقد سلمها الى الرئيس هيري راجاوناريمامبيانين الذي اتى لحضور الحدث مع اعضاء من حكومته وسفيري الولايات المتحدة وبريطانيا.
واوضح باري كليفورد "لقد اكتشفنا 13 سفينة في خليج القراصنة وعملنا على اثنتين منها على مدى عشرة اسابيع هما +فاير دراغن+ و+ادفانتشر غالي+ سفينة الكابتن كيد".
ومضى يقول "بعد 15 عاما من الابحاث والمهمات في مدغشقر، قمت اخيرا باكتشاف رائع. فخلال تفتيش السفينة التي اعتقد انها +ادفانتشر غالي+ العائدة لكابتن كيد عثرت على سبيكة فضة. وكل الادلة تشير الى انها جزء من كنز كابتن كيد. هذا اكتشاف لا يصدق لفريقي وخصوصا لمدغشقر وتاريخ العالم".
ولد وليام كيد الملقب كابتن كيد في غرينكوك في اسكتلندا في 22 كانون الثاني/يناير 1645 وتوفي مشنوقا في لندن في 23 ايار/مايو 1701. وقد ورد ذكره في ادب ادغار بو وفي الثقافة الشعبية الاميركية فضلا عن القصص المصورة والعاب الفيديو.
ويبحث صائدو الكنوز في العالم باسره عن كنزه الهائل منذ سنوات عديدة.
وبدأ كابتن كيد مسيرته في مجال القرصنة في خدمة التاج الانكليزي. وكان بصفته هذه مكلفا مطاردة القراصنة قبل ان يتحول هو نفسه الى قرصان.
وعلى متن "ادفانتشر غالي" المجهزة ب34 مدفعا فيما عدد طاقمها يجاوز المئة، زرع كيد الرعب على المحيطات جامعا بين 1696 و1698 كنزا من الذهب والحرير والمجوهرات. واوقف في نهاية المطاف واعدم شنقا.
ومنذ ذلك الحين يعد مصير السفينة وكنزها احد اكبر الغاز الاثار البحرية.
وقالت محطة "هيستوري" التلفزيونية التي ستبث فيلما وثائقيا عن عمليات البحث هذه، في بيان، ان هذه السبيكة "قد تكشف اخيرا الموقع الذي ترقد فيه سفينة الكابتن كيد الرئيسية +ادفانتشر غالي+ مع كنزها المفقود".
واضافت "بالاستناد الى الدراسات الاولية للمؤشرات الواردة على السبكية يرى الخبراء انها شبيهة بتلك الموجودة على السبائك التي يعتقد انها ضمن كنز كيد. وينبغي اجراء تحليل معمق لتأكيد هذه النتائج الاولية".
الا ان هذه الحماسة لم تطمئن الامم المتحدة.
واكدت غيرين من اليونيسكو "نحن قلقون جدا. نحن امام تدخل سريع جدا في موقع اثري من دون اي ضمانات علمية".
ومضت تؤكد ان اليونيسكو لا تقول ان الامور لم تتم حسب الاصول الا انها سترسل فريقا الى الموقع بطلب من سلطات مدغشقر للتحقق من نوعية عمليات البحث.
وهي حذرت "لا ينفع ان نكتشف كنزا اذا ادى الامر الى تدمير الموقع الاثري المحيط به. لا يمكن القضاء على تراث برمته في سبيل الوصول الى الكنز فقط".


أرسل تعليقك