تنجح محافظة بيت لحم وكالعادة في إبراز نفسها نموذجا للعيش المشترك بين مسلميها ومسيحيها، وهذه المرة كانت من خلال تأسيس تكية مريم العذراء لتقديم العون ومساعدة فقراء ومحتاجي المحافظة.
في شهر تموز 2014 تأسست تكية مريم العذراء بقرار من محافظ بيت لحم جبرين البكري، لهدف سامي يكمن في تقديم الطعام لفقراء المحافظة بجهود المؤسسات الشريكة وبمتطوعين مسلمين ومسيحيين يعملون يدا بيد.
وتأمن التكية يوميا خلال شهر رمضان المبارك ما يقارب ألف وجبة طعام صحي لكافة المواقع الجغرافية في بيت لحم والقرى المحيطة، وتستهدف مرافقي المرضى في المستشفيات، وكل عائلة محتاجة لا تستطيع تأمين طعام إفطارها وسحورها دون خدش لكارمتها بحسب المحافظ البكري.
ويقول البكري لـ'وفا': 'في منتصف العام الماضي وبمجرد تعييني محافظا لبيت لحم تم البدء بتشكيل لجنة التكافل الاجتماعي من معظم مؤسسات العمل الخيري والاجتماعي في المحافظة، ومن ضمن أهدافنا هو تأسيس هذه التكية التي أصبحت مرجعية وعنوان للمحافظة بجهود المؤسسات الشريكة سواء كانت محلية أو إقليمية'.
وأوضح أن التبرعات تصل لنا من الإمارات وقطر والأردن وتركيا، إضافة إلى تبرعات من المؤسسات والشركات المحلية ورجال الأعمال وفاعلي الخير، الأمر الذي ساهم في ترسيخ عمل التكية على أرض الواقع لا سيما وأننا نعمل في كافة المناسبات الإسلامية والمسيحية.
وأضاف: أن عمل التكية أصبح ملفتا جدا لا سيما على صعيد المحتاجين والعائلات الفقيرة، ونعمل بكل جهد لتوفير الوجبات الغذائية ونحرص على أن تكون صحية وكافية، ونشرف على إيصالها لهذه الأسر، إضافة لقدوم بعض العائلات بشكل مباشر لمقر التكية لأخذ طعامها.
وأكد البكري أن إطلاق اسم مريم العذراء على هذه التكية له علاقة بإبراز فلسطين كبلد للعيش المشترك، داعيا إلى مزيد من التبرعات والمساعدات لتعزيز فكرة التكافل والتضامن الاجتماعي في المحافظة للوصول إلى جميع العائلات الفقيرة والمحتاجة.
وأشار إلى أن عددا من المتطوعين سيتواجدون يوم الجمعة المقبل في جميع مساجد وكنائس المحافظة لجمع التبرعات بالتنسيق مع وزارة الأوقاف لنفس الهدف.
بدورها، أكدت منسقة لجنة التكافل الاجتماعي في بيت لحم، رئيسة جمعية 'أمان' نجلاء الحاج، أن إطلاق اسم مريم العذراء على هذه التكية جاء لخصوصية المحافظة بنسيجها الإسلامي والمسيحي المتوارث عبر الأجيال.
وقالت 'نعمل بجهد لتأمين أكبر عدد من وجبات الطعام يوميا بشكل طازج، ونحرص على طرق تغليف آمنة وصحية، إضافة إلى توفير الخبز واللبن لإيصالها للأسر المحتاجة تحت إشراف المحافظ الذي يتواجد يوميا في مقر الجمعية ويشرف بنفسه على عملية إعداد الوجبات وإيصالها، بالشراكة مع عديد من المؤسسات والخيرين ورجال الأمن الوطني، ومتطوعي الهلال الأحمر.
ولفتت الحاج إلى أنه يوجد إقبال كبير على هذه التكية التي وجدت بالأساس لهدف تأمين وصول الطعام لكل محتاج وفقير بطريقة لائقة، مشيرة إلى أن التكية لا يقتصر عملها في رمضان فالعمل متواصل يومين بالأسبوع أيضا وفي كافة المناسبات الإسلامية والمسيحية.
وأوضحت أن تحضير الوجبات يتم في مقر جمعية 'أمان' الخيرية التي تعمل على مساعدة الحالات الإنسانية كما أن هناك لجنة مصغرة للتكية تعمل على توزيع الطعام، مكونه من وزارة الأوقاف ولجنة الزكاة، والمجالس القروية، والجمعيات الخيرية، وإقليم حركة 'فتح' بيت لحم، ويتم الاستعانة بسيارات الأمن الوطني.
من جانبه، قال جوزيف شاهين من مؤسسي جمعية 'أمان' ومتطوع في التكية، 'استطاعت التكية ومنذ تأسيسها تأكيد وجودها ورسالتها عبر عملها الإنساني الرامي لخلق حالة من التكافل الاجتماعي، لا سيما وأنها تغطي المحافظة والقرى المحيطة، داعيا إلى مزيد من التبرعات لتوسيع عملها ودائرة استهدافها، مؤكدا أن العمل التطوعي من أسمى الأعمال التي تسهم في ارتقاء المجتمع وتعزيز تضامنه.
أرسل تعليقك