رواية الأسياد لحسن كمال واقعية سحرية بنكهة مصرية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

رواية "الأسياد" لحسن كمال واقعية سحرية بنكهة مصرية

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - رواية "الأسياد" لحسن كمال واقعية سحرية بنكهة مصرية

رواية الأسياد
القاهره ـ فلسطين اليوم

يتباين الفضاء السردي وتأويلات النص بعدد من يتلقونه٬ كما يرتبط هذا التأويل بقناعات وموقف متلقيه ورؤيته للعالم والموجودات٬ ونادرة هي النصوص الأدبية التي يقف متلقيها حائرًا أمامها٬ وكثيرة هي الأسئلة التي يخرج بها بعدما ينحيها جانبًا ويبدأ الاشتباك معها.تنتمي رواية "الأسياد" للكاتب الطبيب٬ حسن كمال لهذا اللون من الكتابات بدءًا من العنوان "الأسياد" والكثير من الدلالات فكما أصطلح في الوعي الجمعي المشرقي تحديدًا علي أن الأسياد هم الجان٬ الأسياد مالكين مفاتيح السلطة

والسطوة والقوة٬ الأسياد هم الطبقة الخفية المجهولة التي تحرك العالم من وراء ستار، الأسياد بالمعني الاستعماري الكلاسيكي الرجل الأبيض الذي مازال يحتكر ولو حتي لاشعوريا امتيازه بكونه الأفضل والأعلي مرتبة في سلسلة البشر٬ فمن الرواية نقرأ: "إذا بحثت في الخرائط عن كل البلدان التي كانت تحتلها إنجلترا فستجد بلدة صغيرة تشكلت بعد الحرب العالمية اسمها من ثلاثة أحرف من لغة أهل البلد اختصارًا لنفس الكلمة تجمع جنود أجانب.وفي موضع آخر: "هنا صنعنا دجالا وصنعنا

الشيخ عثمان والآن نصنع الشيخ بشير"، وهي لعبة الأمم الجديدة انتهاء الاستعمار العسكري المباشر الذي عاد في صورة الفتنة بين الشعوب بورقة الأديان وزرع بذورالشقاق بين بعضها البعض أو داخل أصحاب الدين الواحد بلعبة المذاهب.تدور أحداث الرواية في قرية "دجا" أقصي جنوب مصر وكغيرها من المناطق المنسية المهمشة كونها لا تنتمي للعاصمة أو المدن الكبري٬ الأسياد عن مصر الكبيرة المترامية الأطراف التي لا نعرف عنها شيئًا٬ وعن مصريين يعيشون بيننا لكننا نجهلهم

ونجهل وجودهم.تستدعي ذاكرة متلقي "الأسياد" ملامح كل من "صقر الحلواني" في عصفور النار و"معلا قانون" في "غوايش"٬ الإثنين لم يتورعا عن التضحية بصلة الرحم والدم في مقابل السيطرة والنفوذ بل وتستدعي مئات القصص عن قتل الآباء والأشقاء في الصراع علي الحكم والملك والسطوة بالمعني الأشمل. فـ"بشير" بطل الرواية وموقفه السلبي يرفض المشيخة باحثًا عن خلاص فردي ويترك ورائه شقيقه الأصغر "ناندو" حتي يذبح في الوقت الذي كان كان يمكنه استغلال

إذعان وخضوع أهالي قريته لمن يشغل منصب المشيخة في تغيير ما توارثوه من ظلمات الجهل والدجل والمعتنقات الفاسدة، وهو ما استمر حتي بعد فناء القرية بأهلها وتمت إعادة إنتاجه في صورة "جنة" وابنتها عسلية لكن في صورة جديدة لم يحاول بشير أن يكون بإيجابية "إسماعيل" بطل قنديل أم هاشم الذي تغلب علي أنانيته وعاد مرة أخري ليحطم الخرافات ويبدد جهل الدجل والشعوذة٬ وتنصل من مسئوليته: "بعضهم ينتظرون شيئًا ما رآه في عيونهم" وحتي عندما ظن أنه أفلت

من مصير أهالي دجا والحبس داخل سجن الخرافات والجهل كان يعيد سيرة والده "عرفات" الذي هرب هو الآخر تاركًا وراءه زوجته وولديه للفرار مع الفرنسية التي تركته بعد خمس سنوات من زواجهما٬ ولم يكن بعظمة أمه "أروكا" التي ضحت بأنوثتها وقبلت بأن يعاملها الجميع ليس فقط كرجل وإنما كشيخ "امرأة لعنتها المشيخة"٬ ولا في إخلاص "شهلي" وإصراره علي حفظ الكيان الأكبر "دجا" نفسها من الفوضي والخراب. بشير يحمل هو الآخر شطر من الازدواجية تجلي في

موقفه دائم التذبذب من حبيبته "نور"، والتي تحسمه هي في النهاية.وبعيدًا عن ابتذال قولبة الرواية ومحاولة اختزالها في الأسقاط علي الواقع المعيش نجح الكاتب ببراعة أن يخلق تاريخ قرية كامل من نسج خياله بداية تأسيس المدينة مرورًا بالمآسي والأحقاد بواقعية سحرية يحلو للجميع التغني بها وقصرها علي ماركيز!

قد يهمك أيضا:  

حكايات الرحالة البرتغالي "إيسا دي كيروش" عن افتتاح قناة السويس

مناقشة وتوقيع كتاب " انا اسمي ماما" للكاتبة "دينا الغمري"

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية الأسياد لحسن كمال واقعية سحرية بنكهة مصرية رواية الأسياد لحسن كمال واقعية سحرية بنكهة مصرية



 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر

GMT 19:38 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

تنظيم داعش يهاجم مواقع لجبهة النصرة في مخيم اليرموك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday