الفيلة تعلم أن جسدها العملاق يمثل أزمة كبيرة

أظهرت دراسة من جامعة كامبريدج، أن الفيلة حيوانات تدرك أن جسدها العملاق، يعدّ عقبة في حل المشكلات، وغالبًا لا تتطور هذه القدرة لدى الأطفال من البشر، حتى سن الثانية على الأقل، وعادة ما يتم اختبار الوعي الذاتي لدى الحيوانات والأطفال الصغار، باستخدام التعرف على الذات في المرآة، لمعرفة ما إذا كانوا يدركون أنها تمثل انعكاسا لهم أم لا، ولم يستطع فعل ذلك سوى عدد قليل من الحيوانات، مثل القردة والدلافين والعقعق، إضافة إلى الإنسان.

وأوضح النقاد أن اختبار المرآة محدود في قدرته على إظهار الأفكار المعقدة والتفاهم، وربما يكون أقل نفعا في اختبار الحيوانات، التي تعتمد بشكل أقل على الرؤية عن غيرها من الحيوانات.

وطور باحثون من جامعة كامبريدج اختبار العصا والسجاد، وطُلب من الأطفال دفع عربة تسوق مرتبطة بسجادة كانوا يقفون عليها، وأدرك الأطفال أن أجسادهم تعيق إتمام العملية، وأنه يجب عليهم عدم الوقوف على السجاد ليتمكنوا من سحب العربة. وقال الدكتور جوش بلوتنيك، الباحث الزائر في كامبريدج ومؤسس مؤسسة Think Elephants International الخيرية "إنه اختبار مخادع بسيط لكن آثاره عميقة جدا، تدرك الفيلة أن أجسادها تقف عقبة أمامها لذلك ابتعدوا عن السجادة حتى يتمكنوا من استكمال المهمة، وفي اختبار مماثل تبين أن الأطفال ليس لديهم هذه القدرة حتى عمر عامين، ما يعني أن الفيلة تدرك ذلك، ولديها مستوى من الفهم الذاتي وهو أمر نادر في المملكة الحيوانية".

وطلب الباحثون من الفيلة الآسيوية المشي على سجادة، والتقاط عصا وتمريرها إلى مُجرب في مقابل مكافأة الحصول على الغذاء، وكانت العصا مربوطة بالسجادة، ما يعني أن وزن جسم الفيل منعه من تمرير العصا للباحث ما لم يبتعد عن السجادة، ووجدت الدراسة أن 42 من أصل 48 من الفيلة، ابتعدوا عن السجادة أثناء التجربة في المتوسط، ويظهر ذلك إدراك الفيلة أن أجسامهم تقف عقبة في طريق حل المشكلات، وكان حجم العينة 12 فيلًا في مؤسسة الفيل الآسيوية في تايلاند، وأجريت 10 تجارب حتى نجح الفيل في تمرير العصا إلى المُجرب في 5 محاولات متتالية، ووضع الاختبار الدكتور بلوتنيك وزميلته راشيل ديل.

وأضافت ديل "تعتبر الفيلة من الحيوانات الأكثر ذكاء، ولكن ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الأدلة العلمية التجريبية لدعم هذا الاعتقاد، نحن نعرف على سبيل المثال، أنهم قادرون على التعاون والتعاطف مع القدرة على التعرف على أنفسهم في المرآة، إنها قدرات غير عادية في الحيوانات ونادرة. ونشرت الدراسة التي تم تمويلها من قبل الجمعية الملكية في مجلة  Scientific Reports.