النمور السيبيرية

زاد عدد النمور السيبيرية بشكل ملحوظ فى الصين حيث تمت ولادة 110 نمر صغير هذا العام فى حديقة النمور السيبيرية فى مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقى البلاد التى تعد أكبر قاعدة لتكاثر وتربية تلك النمور بطريقة اصطناعية فى العالم.

وبحسب ليو دان، وهو احد الخبراء بالحديقة، فإنه يتم اختيار عدد محدد من النمور للانجاب كل عام اعتمادا على قاعدة بيانات الحمض النووي التى تحتوي على معلومات عن كل النمور في الحديقة وذلك لضمان الا يكون هناك اى انخفاض فى تعدادهم.

جدير بالذكر انه عندما قامت الصين ببناء قاعدة هيلونغجيانغ لتربية النمور السيبيرية فى عام 1986 كان عدد النمور الموجودة بها 8 فقط اما الان فيصل تعدادهم نحو الالف.

وتنتشر النمور السيبيرية بصورة رئيسية فى المنطقة الباردة بشمال شرقى الصين وسيبيريا الروسية، وقد ادرج صندوق الحيوانات البرية الدولي هذا النوع من النمور ضمن قائمة الحيوانات العشرة المهددة بالانقراض فى العالم التى يعد اشهرها على الاطلاق دب الباندا.

وتعد النمور السيبيرية الاكبر حجما والاكثر قوة من بين جميع أنواع النمور. ويمتلك هذا النمر فروا هو الأكثر سماكة وطولا دون سائر النمور حيث يساعده على تحمل درجات الحرارة المنخفضة في فصل الشتاء. و قد يصل وزن الذكر البالغ من النمور السيبيرية إلى 360 كيلوغراما، ويمكن للنمر السيبيري أن يدق عنق خنزير بري بعضة واحدة من أنيابه، وعادة ما يميل هذا النوع من النمور للكسل بالنهار ويكون قليل الحركة، لكن بمجرد حلول الظلام تدب فيه الحيوية والنشاط ويخرج للصيد اذا ما كان فى بيئته الطبيعية فى البرية.

وبحسب ما يقوله العلماء المتخصصون حول حياة النمر السيبيرى الذى يعيش فى الغابات السيبيرية ، فإن هذا الحيوان كسائر النمور يميل للعزلة و الوحدة، ومنطقة نفوذه فى الغابات تشغل مساحات شاسعة تصل في العادة إلى مائة كيلومتر مربع، لا تسمح فيها بتسلل الدخلاء، و خصوصا الذكور الأخرى من أبناء فصيلتها. وهي تحدد منطقة نفوذها بإنتظام، من خلال التبول وكذا بآثار الخدوش التي تخلفها بمخالبها على لحاء الأشجار. ويختلف لون فروها تبعا للمواسم، حيث يصبح أكثر إشراقا في فصل الشتاء.

وعادة ما تجذب إناث النمور السيبيرية الذكور برائحة خاصة عند إستعدادها للتزاوج. وبعد مرور مائة يوم من عملية التزاوج تضع الأنثى من صغير إلى ثلاثة. وتولد الصغار وهي عمياء حيث تتكفل أمها بالعناية بها من 18 إلى 20 يوما بحرص وعناية كبيرة تصل الى حد الاستعداد للموت فى سبيلها. وببلوغ الأشبال السنتين، تترك أمها لتجد لها مناطق نفوذ خاصة بها. ويزن صغير شبل النمر السيبيري عند بلوغه الشهرين ستة كيلوغرامات، ومنذ هذه السن يبدأ في الإقتيات على اللحوم، وعند بلوغه ثمانية أشهر يبدأ في تعلم الصيد عن طريق مراقبة الأم.