اللواء جبريل الرجوب

شدد اللواء جبريل الرجوب، نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، على ضرورة انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، من أجل بلورة إستراتيجية وطنية تحدد العلاقة مع الاحتلال، وترتكز على عمق عربي وإقليمي ودولي، وتتبنى النضال الوطني بكل أشكاله، مصرحًا "إذا نجحنا في كسر عقبة الانقسام وبناء رؤية إستراتيجية جديدة، سيكون بمقدورنا المحافظة على ما لدينا من مكتسبات ومنجزات".

وأشار الرجوب إلى أننا "نعيش في مرحلة هي الأصعب في تاريخ الشعب الفلسطيني، فالاحتلال يعيش حالة من الاسترخاء في ضوء استمرار الانقسام وانهيار المنطقة العربية والإقليم ودخولهما في صراعات وحروب لم تنته، إضافةً إلى انهيار ما يسمى عملية السلام بسبب حيادية المجتمع الدولي وتخلي الولايات المتحدة الأميركية عن دورها كوسيط للسلام"، مؤكدًا على ضرورة مراجعة التحربة الماضية واستخلاص الدروس والعبر، لا سيما أنه لا عودة إلى المفاوضات الثنائية.

وأكد أن نقطة الصدام بيننا وبين الاحتلال هي الاستيطان، وسنتوجه إلى الإقليم والمجتمع الدولي من أجل محاسبة إسرائيل على ذلك، وعلينا في "فتح" و"حماس" والشعب ككل اغتنام الفرصة التي وفرتها الانتفاضة الحالية من أجل تفعيل العامل الإقليمي والدولي، والاتفاق على برنامج وقيادة لهذه الانتفاضة، لا سيما أنها وهي في شهرها الرابع بلا أب ولا أهداف ولا برنامج سياسي.

جاء ذلك خلال حلقة نقاش نظمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية "مسارات"، ضمن سلسلة من حلقات النقاش بعنوان "ما العمل؟"، بمشاركة عشرات الشخصيات السياسية والأكاديمية والناشطة في مديني البيرة وغزة عبر نظام الفيديو كونفرنس.

وأدار مدير عام مركز مسارات، هاني المصري،  النقاش في البيرة، بينما أداره في غزة، مدير المركز هناك صلاح عبد العاطي،. وبين المصري أن "هذا النقاش يهدف إلى تبادل الأفكار والتوصيات وأساليب العمل لتجاوز المأزق الشامل الذي تمر فيه القضية الفلسطينية، فالأرض تضيع والمؤسسات تنهار والشرعية تتراجع، بينما تستكمل إسرائيل مخططها الاستعماري العنصري من خلال اقتناص هذه الفرص"، منوهًا إلى أن القضايا المطروحة للنقاش تشمل مرتكزات بناء الوحدة الوطنية والبرنامج السياسي وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير ومستقبل السلطة والحكومة في ضوء تطورات الصراع وكيفية دعم وتنظيم وتطوير الهبة الشعبية.

وانطلقت رؤية الرجوب من أن الهدف الإستراتيجي الفلسطيني يقوم على أن الدولة الفلسطينية المستقلة هي عنصر أساسي وعامل وجود في الصراع العربي الإسرائيلي، وأن الوحدة الوطنية هي المكون الأساسي للمجتمع الفلسطيني، وأن المقاومة بمفهومها كفكر ومقاومة وفق موازين القوى والظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني ما زالت لغة الحوار مع الاحتلال الإسرائيلي، ويجب أن تقوم السياسة الفلسطينية وإعادة العلاقة مع الاحتلال انطلاقًًا من كون إسرائيل عدوًا للفلسطينيين.