برلين - فلسطين اليوم
شكل فحوصات النساء التي تكشف إصابة الجنين بمتلازمة داون، أزمة أخلاقية وحقوقية في ألمانيا، فمن جهة غالبية النساء استطعن تجنب إنجاب أطفال داون بعد الفحص بإجهاض الجنين، فيما عبرت أخريات عن استعدادهن لإكمال مراحل الحمل.
ولم يقف الأمر عن النساء بل تخطى لجمعيات حقوقية اعتبرت الإجهاض قتل لجنس بشري يجب ألا يتحول لحالة نادرة، فيما يناقش البرلمان الألماني تشريعات خاصة بتنظيم تلك الفحوصات وكيفية التعامل معها.
اقرأ أيضَا :
"The Four Biscuits" تهدف إلى تمكين الشباب المُصابين بمتلازمة داون
وعبرت إلزبيتا تشزيباك، المديرة الإدارية لمركز متلازمة داون في ألمانيا، عن القلق بخصوص هذه الفحصوات لأنها ستؤدي إلى "تراجع أعداد الأطفال المصابين بمتلازمة داون مستقبلا". ووفقا لبعض استطلاعات الرأي فإن فقط نحو 10بالمئة من النساء في ألمانيا عبرن عن استعدادهن لإنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون. ووفقا لبيانات مكتب الإحصاء الألماني فقد سجلت نحو 101 ألف حالة إجهاض في عام 2018، نحو 3800 منها لها علاقة بإصابة الجنين بالتثالث الصبغي.
وتراجع عدد المصابين يدفع الكثيرين إلى النظر إلى بمتلازمة داون كنوع من "الإعاقة التي يمكن تجنبها"، وإلى النظر المصابين كأنهم غير موجودين لانهم سيشكلون حالات نادرة، وهو ما سيتسبب في عزلتهم ومعاناتهم في مجتمعات يفترض أن يجد فيها كل شخص مكانه.
وتلجأ الكثير من النساء الحوامل إلى إجراء تحليل دم للكشف المبكر عن أشكال التثلث الصبغي. غير أنه يجب على النساء الراغبات في الاستفادة من الفحص دفع تكاليفه التي تبدأ من 130 يورو. ومن المتوقع أن تتحمل صناديق التأمين الصحي ابتداء من 2020 هذه التكاليف، نقلاً عن موقع التلفزيون الإخبار الألماني " إن تي في".
وتتزايد المخاوف لدى الكثيرين من أن يدفع تحمل صناديق التأمين تكاليف الاختبارات إلى تزايد عدد حالات الإجهاض في صفوف النساء الألمانيات. ففي عام 2012 أجري 75 ألف اختبار والعدد في تزايد مضطرد. وفي الصيف القادم من المنتظر أن تبت لجنة اتحادية مشتركة في ألمانيا إلى جانب الجمعيات العلمية والجمعية الطبية الألمانية ومجلس الأخلاقيات في مسألة تحمل صناديق التأمين الصحي للتكاليف.
وشهدت جلسة للبرلمان الألماني الخميس الماضي، خلافات حادةً بين الأحزاب السياسة الألمانية. وحتى داخل كل حزب من أحزاب الحكومة والمعارضة توجد آراء متباينة وخلافات بين المعارضين والموالين لهذا النوع من الاختبارات وتمويلها، حسب موقع صحيفة “فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ".
وصار بإمكان النساء الحوامل معرفة ما إذا كان الجنين مصابًا بتلازمة التثلث الصبغي21 (ويسمى أيضا تريسوم 21)؛ وذلك من خلال القيام بفحص بسيط للدم . ويقوم الأطباء بذلك عن طريق الخلايا الموجودة في دم الأم، إذ يأخذون عينات من دم الحامل بدءا من الأسبوع الحادي عشر، نقلاً عن موقع التلفزيون الإخبار الألماني " إن تي في".
يظهر بتريسوم 21 أو التثلث الصبغي 21 لدى الأجنة بسبب وجود خلل في الكروموسومات (هناك في المجموع 47 كروموسوم). ويطلق على هذا الخلل أيضا اضطراب وراثي لأنه يصيب الجينات؛ وهو ما يتسبب في ضعف في القدرات الذهنية والنمو البدني لدى الجنين. وبفضل الأبحاث الطبية تم كشف أنواع مختلفة عن التثلث الصبغي وهي:
ـ التثلث الصبغي13؛ ويصيب البويضة أو الحيوان المنوي. وفي هذا النوع الذي يطلق عليه أيضا متلازمة باتو يكون عدد الكروموسومات مرتفعا. ومن أعراضه صغر الرأس واليدين. لكن هذا النوع نادر الحدوث.
ـ التثلث الصبغي 18؛ ويعرف أيضا باسم متلازمة إدواردز وهو النوع الأكثر انتشارا في العالم. وفي هذا النوع تكون هناك زيادة في المجموعة 18 من الكروموسومات. وبسببه يموت غالبية الأجنة بعد ستة أيام على ولادتهم. وكلما تقدم سن الأم يزداد خطر ظهور التثلث الصبغي 18 لدى الجنين.
ـ التثلث الصبغي21 ؛ أو متلازمة داون هو أكثر انتشارا في صفوف الأطفال حديثي الولادة. ويزيد أيضا من خطر إصابة الجنين به مع تقدم الأم في السن. لكن الأطفال المصابون بهذا النوع يمكنهم العيش إلى ما يصل 70 سنة في المتوسط. وكشفت بعض الدراسات أن الذكور أكثر إصابة مقارنة بالفتيات.
ومن أعراض هذا النوع تأخر نمو الطفل بشكل عام.
قد يهمك أيضا:
مجدي بدران يؤكد أن وفاة الأم عقب الولادة أصعب أنواع اليُتم
"صباح القنال" يستضيف مجدى بدران للحديث عن أمراض الأهداب التنفسية