دمشق - نور خوام
لا يمكن إلقاء اللوم في تفاقم كارثة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا على التقدم القاتل لتنظيم داعش فقط، أو هجمات القوات الحكومية أو حتى الثوار الذين يرغبون في تنحيته، فسورية الآن أصبحت ساحة حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية وروسيا وتركيا، لاسيما بين الرؤساء لتغذية الأنا، أي صراع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أو بين السلطان والقيصر، وليس من المبالغة القول إن الصراع في سورية لديه القدرة على أن يصبح حربًا عالمية ثالثة.
والرجلان، مدفوعان بطموحاتهما الإمبريالية، ليس لديهما نية السعي إلى السلام في سورية، إلا وفق شروطهما، وهو بالفعل نزاع دولي يشمل مقاتلين من إيران والمملكة العربية السعودية، وقطر، والشيشان، وباكستان، بالإضافة إلى الشيعة من العراق ولبنان.
لذلك أصبح اللاجئون سلاحًا في حد ذاته، وأزمة المقاتلين تتغذى بلا هوادة على أمل إجبار الحكومات الغربية على دعم هذا الجانب أو ذاك، وسبق وأن وعد الرئيس السوري بشار الأسد، الأسبوع الماضي، بأن سورية ستشنّ الحرب حتى تستعيد كل شبر من البلاد، وقليلون من يصدقون ذلك، إذ هناك خطط لعقد اتفاق سلام برعاية الولايات المتحدة، وتشير المؤشرات الأولية إلى أن أزمة المهاجرين في أوروبا ستكون هذا العام أسوأ من الماضي، وما يصل إلى نصف مليون شخص من جميع الجهات قتلوا في الحرب في سورية، فضلاً عن نزوح الملايين داخليًا، أو ما هو أسوأ، فهم يقبعون في مراكز احتجاز الأجانب البائسة.
ومن جانبها، تشعر تركيا بأنها تخوض معركة بقاء على قيد الحياة، فهي تريد منع القوات الكردية في سورية والعراق من الانضمام مع السكان الأكراد في إنشاء دولة خاصة بهم، وهو ما يعني تقطيع أوصال تركيا، لكن أردوغان حريصًا أيضًا على إزالة الأسد، والذي طالما عانت تركيا من خلافات معه بشأن موارد المياه، والجهاديون الأجانب الذين سمحت لهم تركيا بالعبور إلى سورية للقتال مع جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وداعش.
أرسل تعليقك