القدس المحتلة-فلسطين اليوم
كشف المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى الثلاثاء أن الاحتلال "الإسرائيلي" أقام مركزًا تهويديًا جديدًا في منطقة الأنفاق أسفل ومحيط المسجد الأقصى المبارك أو ما يعرف بأنفاق الجدار الغربي.
وأوضح المركز أن هذا يأتي باسم "الرحلة من القدس إلى القدس"، وهو عبارة عن قاعة أثرية إسلامية الأصل واسعة للترويج إلى ما يزعمون أنه تاريخ الشعب اليهودي منذ وجودهم في القدس قديمًا وحتى تشتتهم في أنحاء متفرقة في العالم لمدة ألفي عام.
وتحتوي القاعة على عشرات الحواسيب وشاشات العرض الكبيرة، ووضع في هذه الحواسيب برنامجٌ الكتروني خاص يحتوي على صور ومقاطع فيديو تمثيلية، شكلت فيلما يحكي –بحسب ادعائهم-قصة اليهود وارتباطهم مع القدس والأوضاع التي مروا بها بعد تشرذمهم في العالم، ويهدف المشروع إلى إيصال رسالة إلى "الإسرائيليين" والزوار تؤكد علاقة اليهود مع مدينة القدس، وفق ادعائهم.
ولفت إلى أن العمل بالمشروع استمر نحو 10 أعوام بمشاركة مجموعة من المؤرخين، والمخرجين والممثلين، بتبرع وتمويل من عائلات يهودية ثرية في الخارج، وسيعرض البرنامج باللغتين العبرية والإنجليزية، ومن المفترض أن يفتتح للجمهور العام قريبًا.
وكانت الصحافية سيفان رهف مائير تعمل في القناة الثانية "الإسرائيلية" نشرت مقالًا في صحف ومواقع "إسرائيلية" تحدثت فيه عن هذا المركز الجديد وبعض تفصيلاته على إثر زيارتها له ودخولها إليه عبر مدخلًا سريًا مؤقتًا.
وبين المركز الإعلامي أن ما يسمى بـ "صندوق إرث المبكى" أكد وجود المركز، وأشار إلى أنه موجود في منطقة ضمن أنفاق "الجدار الغربي، وأن فيه عشرات الحواسيب وشاشة كبيرة، لكنه رفضوا إعطاء تفصيلات دقيقة إضافية عنه حتى اللحظة.
وتقوم فكرة المشروع-بحسب مائير-على جلوس الزائر أمام شاشة مربوطة بحاسوب يحتوي على برنامج الكتروني فيلمي طُور خصيصًا لهذه المهمة مدته نحو ساعة من الزمن.
ويبدأ الزائر برحلة تاريخية افتراضية شخصية يقوم بتخطيط مساراتها كيفما يشاء، في مسارات مرسومة بعناية تبدأ بالوجود اليهودي في القدس ثم مراحل تشتتهم وتوزعهم في أصقاع الأرض والفترات التاريخية، وينتهي مسار الرحلة بالعودة الحتمية "الإسرائيلية" إلى القدس.
ولفت المركز الإعلامي إلى أن البرنامج الفيلمي التاريخي يبدأ "من مرحلة خراب الهيكل الثاني المزعوم، ثم طرد اليهود خارج فلسطين، ويعطى الزائر خيارات الرحلة المفترضة الشخصية، إلى بابل في العراق أو إلى مصر، ورحلة تمر بالمراحل التاريخية الفارسية واليونانية والرومية والبيزنطية والإسلامية وغيرها، لكن نهاية كل الرحلات الشخصية لجميع الزائرين تكون في رجوعهم ووصولهم إلى القدس بعد انقطاع عنها مدة ألفي عام.
وأكد عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل المحامي خالد زبارقة أن هذا اعتداءً صارخًا على المسجد الأقصى المبارك.
وشدد على أن المسجد الأقصى بكل ساحاته وحجارته وأروقته ومصاطبه وكل ما دار عليه السور إلى سابع أرض وإلى سابع سماء هو مسجد مكان مقدس حصري للمسلمين.
وتابع زبارقة، "محاولة الاحتلال إيجاد له موضع قدم عند حجارة المسجد الأقصى هي تضليل للرأي العام وتزييف للتاريخ وللواقع، وهذا بكل تأكيد لن يكون مقبولًا، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الاحتلال "الإسرائيلي" يريد أن يجر المنطقة بأسرها إلى حرب دينية سيكون هو الخاسر فيها".
أرسل تعليقك