القدس المحتلة – وليد ابوسرحان
احتل خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله الساحة الإعلامية في إسرائيل، إذ طغى ذلك الخطاب على كل القضايا المطروحة على الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل.
وواصلت محطات التلفزة والصحف ووسائل الإعلام في إسرائيل انشغالها، الليلة الماضية، والسبت، بتحليل مضامين خطاب حسن نصر الله، وتفسير ما جاء بين سطوره، وقراءة الرسائل التي حملها ذلك الخطاب، الذي جاء في أعقاب رد "حزب الله" على الغارة الإسرائيلية، التي استهدفت عددًا من مقاتليه، قبل حوالي أسبوعين في القنيطرة السورية.
وجاء خطاب نصر الله، الجمعة، في حفل تأبين شهداء القنيطرة، وتمّ بثه مباشرة من طرف محطات التلفزة الإسرائيلية. لاسيما أنه تزامن مع دخول عطلة السبت عند الإسرائيليين، وجاء عقب عملية "حزب الله"، التي استهدفت رتلاً من العربات العسكرية الإسرائيلية، ظهر الأربعاء، في مزارع شبعا، ما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 7 آخرين.
وترجمت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بصورة سريعة بعض المقتطفات من الخطاب، فيما حرصت بعض محطات التلفزة على بث خطابه حيًا، مع الترجمة الفورية، وكان على رأسها موقع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، وموقع صحيفة "يديعوت احرونوت"، اللذان بثا الخطاب كاملاً.
واعتبر المختص بالشؤون اللبنانية الدكتور عمري نير أنَّ "نصر الله بدا فخورًا جدًا بالمجموعة التي نفذت العملية، وبشكل عام مسرور من ردة فعل الجمهور في لبنان"، مبرزًا أنَّ "حزب الله بشكل عام لا يخفي رغبته بفتح جبهة إضافية في الجولان، وأيضًا إبقاء إسرائيل مرتدعة من رد أقوى من اللازم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية".
وأضاف "يجب النظر إلى ما جرى منذ يومين، وما جرى قبله في الجولان، على أنه جزء من محاولة وضع قواعد لعبة بين إسرائيل وحزب الله، غير القواعد التي حددت بعد العام 2006، والقرار 1701 وعلى أرض الواقع" ، مشيرًا إلى أنَّ "نصرالله قال كلمته ومشى، وفي الأثناء بقي على المسؤولين الإسرائيليين استخلاص العبر، بعد أن ذُكر في إسرائيل قبل الخطاب، أنهم ينتظرون كلمة السيد نصرالله كي يبنوا على الشيء مقتضاه".
يذكر أنَّ نصر الله أكّد، في خطابه، أنَّ "حزب الله" لم يعد معنيًا بقواعد الاشتباك مع إسرائيل، لاسيّما بعد الاعتداء على عناصره، في القنيطرة السورية. معتبرًا أنَّ "الجيش الإسرائيلي عاجز عن مواجهة المقاومة وفعلها الميداني. إسرائيل هذه هي التي هزمنها في 2006، وفي غزة، هي أوهن من بيت العنكبوت، ولن تكون غير ذلك".
أرسل تعليقك