التخريب الممنهج لعناصر داعش في مدينة تدمر الأثريّة يطال معبدي بل وبال شامين
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

خبراء يرجِّحون استخدام المسرح الروماني لتنفيذ عمليات الإعدام العلنيّة

التخريب الممنهج لعناصر "داعش" في مدينة تدمر الأثريّة يطال معبدي "بل" و"بال شامين"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - التخريب الممنهج لعناصر "داعش" في مدينة تدمر الأثريّة يطال معبدي "بل" و"بال شامين"

القوس الضخم وسط الكثير من الهياكل والكنوز المفقودة
دمشق - نور خوام

كشف علماء الآثار خلال زيارتهم مدينة تدمر السورية الأثرية، بعد نجاح القوات الحكومية في استردادها من أيدي تنظيم "داعش"، عن تدمير اثنين من المعابد الرئيسية بشكل كامل، فضلًا عن تحطيم سلسلة من المقابر القديمة، بينما تحتفظ الكتل الحجرية الضخمة من قوس النصر الروماني العظيم بقوتها نسبيًّا، وهو ما يجعل من الممكن إعادة تشييده مرة أخرى. والمدينة التي كانت ذات يوم رمزاً لمقاومة الإمبراطورية الرومانية ولقرونٍ عدة رمزاً للتجارة والازدهار الدولي، أصبحت الآن في قلب الأحداث العالمية مرةً أخرى، وتشير المعلومات الأولية إلى أن القليل من الآثار القديمة للمدينة هو ما تضرر، وقام داعش بتحطيمها بعكس ما كان متوقعاً في السابق.

التخريب الممنهج لعناصر داعش في مدينة تدمر الأثريّة يطال معبدي بل وبال شامين

إلا أنه ومع ذلك، فإن اثنين من المعابد الرئيسية لـ"بل" و"بال شامين" يظهر عليهما الدمار بالكامل، حيث أظهرت الصور الجوية محو البناء للمعبد الرئيسي تماماً، فضلاً عن تحطيم سلسلة من المقابر القديمة، في الوقت الذي لم يتضح بعد المكان الذي أرسلت إليه الأنقاض، كما تظهر الكتل الحجرية الضخمة من قوس النصر الروماني العظيم الذي حطمه تنظيم داعش سليمة، وهو ما يجعل من الممكن إعادة تشييده مرةً أخرى.

كما أن عدم تدمير المسرح الروماني الرائع في المدينة ربما يرجع إلى استخدامه من قبل تنظيم داعش في تنفيذ عمليات الإعدام العلنية، في حين تظهر الكثير من المعابد الأثرية الأخرى في حالتها وأنه لم يتم المساس بها، وذكر المدير العام للمتاحف والآثار في سورية، مأمون عبدالكريم، بأن فريقاً من وزارته سيتجه إلى مدينة تدمر لتقدير حجم الخسائر، بمجرد انتهاء فرق التعامل مع الألغام من إزالة جميع المتفجرات التي زرعها المتطرفون قبيل فقدانهم السيطرة عليها. وأعرب مسؤول الآثار السوري السابق، عمرو العظم، عن أسفه من الأضرار التي لحقت بالموقع الأثري في تدمر، مشيراً إلى أنهم خسروا جزءاً من القطع الأثرية الأصلية ولكنهم لم يخسروها بالكامل بما يجعل من الممكن إعادة تجديدها مرةً أخرى.

التخريب الممنهج لعناصر داعش في مدينة تدمر الأثريّة يطال معبدي بل وبال شامين

وخاض داعش حملة للتخريب المنهجي والمخطط، من خلال وحدة خاصة باختيار الأهداف وتنفيذ عمليات التدمير، ومع ذلك فإن عمليات التخريب هذه لأجزاء من تدمر لا تمثل سوى نسبة صغيرة من التدمير الثقافي الكلي الذي يقوم به التنظيم، حيث جرى تنفيذ أعمال تخريب ممنهجة في العراق و سورية و ليبيـا لأكثر من 30 كنيسة وجامع ومقابر تاريخية يعود بعضها إلى القرن السابع الميلادي، كما تم استهداف المواقع الآشورية القديمة (وخاصةً التماثيل الوثنية الكبيرة) من قبل تنظيم داعش، الذي كان يرفض وجود أيّة تماثيل دينية أو مقابر أثرية من أي نوع فضلاً عن جميع الديكور الديني رمزي.

وتعرض التراث الثقافي العالمي إلى سلسلة من الانتهاكات على مر التاريخ، حيث سعى المتطرفون الدينيون والتقليديون في مصر القديمة خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد إلى تحطيم وتدمير المعابد التي كانوا يرفضون وجودها، كما أنه وفي القرن الأول الميلادي، فقد تم تدمير المعبد اليهودي العظيم في القدس عمدًا من قبل روما الوثنية، بينما في نهاية القرن الرابع الميلادي، قامت روما بتخريب وتدمير الكثير من المعابد الوثنية.

وقام الحكام المسلمون في القرنين الثامن والخامس عشر بتحطيم المعابد الهندوسية، شمال الهنـد، في ما قام المتطرفون من البروتستانت في أوروبا خلال القرن السادس عشر بتحطيم كمياتٍ هائلة من الفن الكاثوليكي، وتعرف حالياً بالمملكة العربية السعودية، فقد تعرضت بعض المعالم الدينية المهمة بما في ذلك المساجد إلى الهدم في مراحل مختلفة على مدار 200 عام مضت.

التخريب الممنهج لعناصر داعش في مدينة تدمر الأثريّة يطال معبدي بل وبال شامين

كما عانى التراث الثقافي البوذي أيضًا على يد المسيحيين الأصوليين في كوريا الجنوبية وكذلك حركة طالبان، حيث جرى تدمير 53 متر طولي من تمثال بوذا في باميان الواقعة في أفغانستان العام 2001، لتصبح مدينة تدمر آخر ضحايا التطرف الديني، ولكن المدينة الأثرية القديمة عانت بشكل أكبر في الماضي، حينما تمردت العام 273 ميلادية ضد رومـا وجرى تدميرها بشكلٍ كامل كعقاب وحشي على ما اقترفته، إلا أنه أعيد بناؤها نهاية المطاف ثم تعرضت مرةً أخرى بعدها العامين 1068 و1089 للدمار جراء الزلازل الضخمة، وأخيرًا عمل تيمورلنك قائد جيش المغول على تخريب المدينة العام 1400 ولكن سكانها واصلوا العيش هناك وسط الأنقاض حتى أوائل القرن العشرين.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التخريب الممنهج لعناصر داعش في مدينة تدمر الأثريّة يطال معبدي بل وبال شامين التخريب الممنهج لعناصر داعش في مدينة تدمر الأثريّة يطال معبدي بل وبال شامين



 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday