كشفت مصادر أمنية مطّلعة أن السلطات المصرية, تدرس آلية فتح معبر رفح, من الجانبين من أجل سفر المواطنين الفلسطينيين والتخفيف عن أهالي قطاع غزة وأشارت المصادر إلى أنّ السلطات المصرية قررت فتح المعبر خلال الأيام المقبلة, في خطوة إستباقية من أجل تقديمها إلى وفد "حماس" المتواجد حاليًا في القاهرة هذه الأيام.
وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها, أنه يجرى دراسة آلية جديدة من أجل فتح المعبر يتم بموجبها إعادة فتحه تدريجياً, وصولاً إلى عمله كالمعتاد، وتتضّمن الآلية إعادة العمل على معبر رفح البري بفتحه مرتين في الشهر كل مرة لمدة ثلاثة أيام, ثم فتحه ثلاثة أيام لكل أسبوع, وصولاً إلى إعادة العمل مدة 8-10 ساعات يوميًا.
وأكّدت المصادر, أنّ هذه الآلية مرتبطة إرتباط كامل بمجريات الأوضاع الأمنية في سيناء, مشيرةً إلى أنه لا يمكن السماح لسفر المواطنين الفلسطينيين في حال وجود عمليات عسكرية في منطقة سيناء, خوفاً على حياتهم .
وسيسمح في بداية آلية فتح المعبر بسفر الحالات الإنسانية والطلبة والمرضى وحملة الجوازات الاجنبية والاقامات. وبموجب الآلية الجديدة سيقوم الجانب الفلسطيني بإرسال كشوفات بأسماء المسافرين قبل السفر لتدقيقها ومعرفة من يسمح لهم بالسفر حتى لا تكون هناك إشكاليات بأسماء من يسمح لهم بالسفر والغير مسموح لهم بالسفر.
ويتواجد وفد من حركة "حماس" في القاهرة يضم شخصيات هامة في الحركة, و يصفهم المراقبون بأنهم من أصحاب القرار المتنفّذين في الحركة، وخاصةً أنهم وصلوا بعد إتهام "حماس" بأنها دربت منفذي عملية إغتيال النائب العام المصري, المستشار هشام بركات وإعتبر محللون سياسيون أن تحسن العلاقات بين النظام المصري, وحركة حماس, سينعكس بالإيجاب على أهالي قطاع غزة, في الأمور الحياتية اليومية كفتح معبر رفح البري، وإمكانية تسهيل دخول البضائع إلى القطاع.
وتوجّه وفد قيادي بارز من حركة حماس إلى القاهرة يوم أمس السبت، في محاولة لإصلاح العلاقات مع مصر بعد سنوات من التوتر والقطيعة إبان سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر , إضافةً إلى الإتهام الأخير من قبل وزير الداخلية المصري لحركة حماس بالمسؤولية عن إغتيال النائب العام.
ويضُم وفد حماس الذي وصل القاهرة محمود الزهار، وعماد العلمي، وخليل الحية، على أن يلتحق ويترأس الوفد نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، الذي سيصل من العاصمة القطرية, الدوحة ومن المقرر أن يبحث الوفد، مع مسؤولين في المخابرات العامة المصرية, ملفات هامة تتعلق بعلاقة حماس مع مصر, وإعادة فتح معبر رفح.
وتعلّق (حماس) آمالا كبيرة على زيارة وفدها إلى القاهرة التي تهدف لإعادة ترتيب العلاقات بين الطرفين، بعد حالة من التوتر الشديد التي رافقت اتهام الداخلية المصرية إلى جماعة الإخوان المسلمين وحماس بالتورط في إغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات الذي قُتل إثر إستهداف موكبه بسيارة مفخخة في 29 حزيران/يونيو من العام 2015.
وأكّد, الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف, على أنّ الثقة المتبادلة أساس لنجاح زيارة وفد حماس لمصر، مشيرًا إلى أن إنهاء حالة التشكيك بين الطرفين عامل جيد لإعادة ترتيب العلاقات.
وشدد الكاتب السياسي أن تحسن العلاقات بين حماس ومصر مصلحة متبادلة تصب في صالح مصر وصالح القضية الفلسطينية، موضحًا أن حماس بحاجة إلى مصر كبوابة رئيسية إلى قطاع غزة التي من خلالها يمكن تخفيف الحصار الإسرائيلي الجائر والتخفيف عن كاهل السكان، بالإضافة إلى وزن مصر السياسي في المنطقة.
وبيّن الصواف أن مصر تحتاج حماس من ناحيتين الأولى: أن حماس لها وزنها في القضية الفلسطينية ولاعب أساسي في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والثانية تتمثل في حماية أمنها في الحدود الشمالية، قائلاً: مصر ترى بشكل خاطئ أن لـ حماس يد في الأحداث الأمنية التي تقع في سيناء حيث من مصلحتها إعادة ترتيب العلاقات؛ وفقاً لرؤيتها.
وشدّد الصواف على أن تحسن العلاقات المصرية – الحمساوية سينعكس إيجابيًا على قطاع غزة على الصعيد الإنساني والاقتصادي، مشيرًا إلى أن هدف زيارة حماس إلى القاهرة إلى جانب ترتيب العلاقات بحث إمكانية فتح معبر رفح البري ويأمل الصواف أن يصل الطرفين إلى تفاهمات وعلاقات مميزة من شانها التخفيف من الأزمات التي يعانيها أهالي غزة وإتفق الكاتب والمحلل السياسي, أكرم عطا لله مع سابقه في أن عودة العلاقات المصرية – الحمساوية سيعكس آثارًا إيجابية على أهالي قطاع غزة.
وقال: "حماس تحكم قطاع غزة، ومصر تتعامل مع حماس كذراع للإخوان المسلمين، وكانت للأسف لحماس بعض المؤشرات الخاطئة مع التعامل السياسي مع مصر خاصة إبان صعود وسقوط مرسي من الحكم، لذلك ساءت العلاقات وتحمل أهالي غزة الجزء الأكبر من المعاناة التي من بينها إغلاق المعبر (..) لذلك عودة العلاقات سينعكس إيجابيًا على سكان غزة.
وعزا أسباب الزيارة إلى شعور الجميع أن قطاع غزة أوشك على الإنفجار من جرّاء الحصار والإجراءات الإسرائيلية بحقه، ولإدراك حماس وتركيا أن أية تسهيلات, أو إجراءات من شانها تخفيف المعاناة عن غزة يجب ان تمر عبر مصروأوضح أنّ تركيا تدرك تمام الإدراك، وأوصلت لحماس رسالة واضحة مفادها أن أي مقترح أو تسهيل يجب ان يتم عبر بوابة مصر، لذلك تنبهت حماس منذ شهر تقريبًا وتعمل في هذا الإطار على تحسين العلاقة لكن عطا لله إستبعد أن تحقق الزيارة نجاحًا أو فشلاً تامًا أو نهائيًا، مشيرًا إلى أن هدف الزيارة الحالي "استكشاف مواقف" قد تُبنى عليها لقاءات لاحقة
أرسل تعليقك