غزة – محمد حبيب
كشفت مصادر في قيادة حركة فتح في قطاع غزة، أن الهيئة القيادية العليا للحركة اتخذت قرارًا نهائيًا بتقديم استقالتها الجماعية إلى الرئيس محمود عباس بصفته رئيسا للحركة، وذلك في ظل عجز الهيئة عن تلبية احتياجات سكان القطاع، المتعلقة بالسلطة الفلسطينية، خاصة إعادة رواتب الموظفين المقطوعة، أو الحصول على درجات باقي الموظفين المتوقفة.
وقال مصدر قيادي كبير في تصريحات صحافية إن القرار اتخذ بإجماع أعضاء الهيئة كافة، خلال اجتماع عقد الأربعاء، وأن القرار "نهائي لا رجعة عنه، مشيرًا إلى إن الخطوة التالية ستكون بإرسال كتاب باسم جميع أعضاء الهيئة، ممهور بالتواقيع واعتماد مسؤول الحركة في غزة الدكتور زكريا الأغا، موجه للرئيس عباس وأعضاء اللجنة المركزية، يبلغهم بأن الهيئة باتت في حل من العمل التنظيمي، ويقدم شرحا وافيا لواقع التنظيم في القطاع في ظل ما واجهه طوال السنوات الماضية من مضايقات.
وحسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن القرار اتخذ بعد أن فاض بالجميع، وانتهاء قدرات أعضاء الهيئة على التحمل، وذلك بعد أن قامت مجموعة من الموظفين المقطوعة رواتبهم باقتحام مكتب الدكتور الأغا في مدينة غزة، واعتدت على أحد الموظفين بالضرب وحطمت محتويات المكتب، احتجاجا على عدم حل مشكلة رواتبهم المتوقف دفعها من قبل الحكومة الفلسطينية منذ سنوات.
وبسبب ذلك العمل أعلن الأغا الذي يرأس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير إغلاق المكتب، وسط تنديد بالحادثة من قبل حركة فتح ولجان اللاجئين في المخيمات، التي اعتبرت حادثة الاقتحام "عملا غير مسؤول، مشيرًا إلى أن الهيئة القيادية العليا أصبحت تشعر بـ"حالة عجز" تجاه حل مشاكل الموظفين وغيرها من مشاكل سكان غزة، التي لها علاقة بالسلطة الفلسطينية. وأوضح أن سكان غزة يعتبرون الهيئة القيادية العليا لحركة فتح "واجهة السلطة الفلسطينية في غزة."
وقال إنه منذ أن بدأت عملها في قيادة الحركة في غزة "لم نتمكن من إرجاع راتب أي موظف، ولم نقدم أي شيء للموظفين مستحقي الدرجات، ممن يراجعون الهيئة". وأضاف "لا أحد يساعدنا في السلطة الفلسطينية، وبتنا عاجزين عن فعل أي شيء، مشيرًا إلى تعرضهم في مرات سابقة لاعتداءات إلى جانب اقتحام مكاتب تتبع الحركة.
وأضاف "هناك خشية على حياتنا، والظروف التي يمر بها القطاع تدفع بعض الموظفين إلى خيارات أسوأ، وأن لا أحد من الهيئة يستطيع أن يفعل أي شيء أو أن يحل أي إشكالية لأي موظف في غزة، لعدم منحه أي صلاحيات حقيقية، في ظل معاناتهم من عدم الاكتراث بمطالبهم التي وجهت مرارا على شكل رسائل للقيادة.
وكان أحد موظفي السلطة الفلسطينية قد حاول قبل أسابيع الانتحار بإلقاء نفسه من فوق برج اتصالات مرتفع، غير أن تدخلات أعضاء الهيئة القيادية ورئيسها الدكتور الأغا، بالعمل على إعادة راتبه، حال دون ذلك، وأنزل الرجل من أعلى البرج، على أمل انتهاء مشكلته، كذلك سبق وأن نظم موظفون قطعت رواتبهم، ولا تعترف بهم السلطة الفلسطينية كموظفين رسميين، احتجاجات واعتصامات أمام مقرات المنظمة وحركة فتح في غزة.
وأكد المصدر القيادي أن استقالتهم نهائية وغير قابلة للعودة، وخاصة بعدما فقدوا القدرة على التحمل أكثر، ووجه انتقادات لقيادة السلطة الفلسطينية بعدم مساعدتهم في إنهاء هذه المشاكل التي يطالب بها سكان غزة، وأن الرجوع عن الاستقالة فقط يتحقق من خلال تلبية كل المطالب التي قدموها، ومن ضمنها إعادة رواتب الموظفين المقطوعة، وحل مشكلة موظفي 2005، وإعطاء باقي الموظفين درجاتهم. وأضاف "لن نقبل العودة وفق وعود كما كان الأمر بالسابق".
ويشتكي الموظفون في غزة من عدم حصولهم على درجاتهم التي يستحقونها وفق التسلسل الوظيفي، وتقول السلطة إن ذلك راجع لعدم وقوفهم على رأس عملهم. لكن الموظفين يؤكدوا أن قرار عدم دوامهم في الوظيفة طلب منهم من قبل مسؤولي السلطة عندما وقع الانقسام وأحكمت حماس سيطرتها على قطاع غزة
أرسل تعليقك