لم تعد المخاطر بالنسبة للأردن تتوقف عند انفلات الأمن على طول حدوده الشمالية مع سوريا والشرقية مع العراق، بل تضاعفت بعد الهجوم الذي استهدف مكتب دائرة المخابرات العامة في البقعة شمال عمان، إلى مخاطر في الداخل.
الأردن الذي يقع تحت ضغط أمني واقتصادي هائل منذ تفجر الصراع في سوريا قبل ثلاثة أعوام، واقتراب تنظيمات مسلحة من مناطقه المحاذية للعراق، يعيش في خوف من أن تمتد يد التطرف إلى الداخل فيصبح من الصعب التفريق بين المدني والمتشدد.
وتتعزز مخاوف الأردن مع ازدياد المشكلات المتعلقة بمخيمات اللاجئين السوريين إذ تقوم الحكومة الأردنية بإجراءات أمنية لتتأكد من عدم وجود متشددين بينهم. فيما يراقب الأردن بقلق ما يجري في العراق وسيطرة جماعات مسلحة على مناطق محاذية لحدوده.
وتزداد هذه المخاوف في ظل احتمال أن تدفع الأوضاع العراقيين إلى اللجوء للأردن الذي يؤوي أكثر من 1.3 مليون سوري فروا من الصراع الدائر في بلدهم منذ أزيد من خمسة أعوام.
إجراءات احترازية
هذه التطورات دفعت ببرلمانيين أردنيين للضغط على الحكومة لاتخاذ قرار بإغلاق الحدود مع العراق وسوريا.
وهناك مطالب للحكومة الأردنية بالتفرغ لتحصين الجبهة الداخلية والعمل مع الأمم المتحدة على إقامة مخيمات للاجئين داخل المناطق المحايدة بين البلدين.
وقال وزير الإعلام الأردني الناطق باسم الحكومة محمد المومني، لوسائل الإعلام إن "كافة الأجهزة المعنية في الأردن تأخذ إجراءاتها الاحترازية الضرورية".
على المستوى الأمني والعسكري، يرى الخبير الاستراتيجي فايز الدويري أن الأردن غير مؤخرا من قواعد الاشتباك على طول الحدود المنفلتة مع سوريا وأصبح يستخدم لأول مرة الطائرات المقاتلة في منع التسلل والتهريب.
وذكر أن الجيش الأردني دمر العديد من العربات القادمة من سوريا حاولت اجتياز حدوده وبات يستخدم الطائرات العمودية في رسالة واضحة لمن يريد دخول البلاد بشكل غير شرعي.
ونوه الدويري إلى أن هناك عداء تاريخيا بين عمان وتنظيم القاعدة في العراق، مما يحتم على السلطات الأردنية مزيدا من الحيطة والحذر بعد اقتراب داعش من حدودها.
وكانت عمان قد ساهمت في القضاء على مؤسس التنظيم أبو مصعب الزرقاوي.
هواجس داخلية
يعد هجوم البقعة بمثابة فتيل حرب اشتعلت بين المملكة وتنظيم داعش، بعد أن نجحت الأردن في مارس الماضي في تكفيك أحد أكبر الخلايا التابعة للتنظيم في مدينة إربد.
ويؤكد خبراء أمنيون في عمان، أن هناك مؤشرات واضحة تشير إلى عناصر مرتبطة بخلية إربد وهي "داعشية" وقد نجحت الأجهزة الأمنية في 3 مارس، في عملية نوعية من إجهاض مخطط تخريبي، كانت تخطط لتنفيذه داعش ضد الأردن.
ويرى البعض أن داعش يسعى للانتقام من إعدام إحدى قياداتها "ساجدة الريشاوي" بعدما فشلت في المفاوضة مع الأردن واستردادها مقابل الكساسبة، وساجدة هي كانت جزء من مخطط لتفجيرات ثلاثة عام 2005 بالأردن.
فتبقى احتمالية أن يشن التنظيم المتشدد أو أي عناصر تابعة له أي هجوم، ما يعد أكبر الهواجس التي يخشى من أن تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.
نقلا عن أ.ف.ب
أرسل تعليقك