غزة – محمد حبيب
وصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد كلمات عدد من رؤساء الوفود في افتتاح الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بالصادمة بعد أن تجاهل عدد من الذين تناوبوا الحديث في جلسة الافتتاح القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والحاجة الملحة لتسوية سياسية شاملة ومتوازنة للصراع، توفر الأسس والوسائل الضرورية لتحقيق العدالة الدولية القائمة على احترام قرارات الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها وتسهم في تجفيف منابع التطرف وفي وضع حد للحروب بالوكالة والزلازل المدمرة التي ضربت عددا من البلدان وزعزعت الأمن والاستقرار في المنطقة .
وفي الوقت الذي أشاد فيه بكلمات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبموقف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من المسجد الأقصى وموقف رئيسة البرازيل ديليما روسيف ، أضاف أن كلمة الرئيس الأميركي باراك اوباما بشكل خاص لم تفاجئ الرأي العام الفلسطيني بقدر ما فاجأت الذين كانوا يعلقون الآمال على دور بناء للإدارة الأميركية في دفع جهود التسوية السياسية للصراع الفلسطيني والعربي – الإسرائيلي إلى الأمام، وكأن المسلسل الطويل من الانحياز الأميركي الأعمى للسياسة العدوانية الاستيطانية التوسعية لحكومات إسرائيل ومن التعامل مع إسرائيل باعتبارها دولة استثنائية فوق القانون توفر لها الإدارة الأميركية ما يلزم من الحماية للإفلات من العدالة الدولية، والتجربة الحية من التهميش المتعمد للرباعية الدولية وللمجتمع الدولي، ليس كافيا للتوقف عن إسقاط الأوهام على الآمال بأن تلعب الإدارة الأميركية ولو لمرة واحدة دورا بناء ومحايدا ولو بالوقوف في الحد الأدنى على مسافة واحدة من طرفي الصراع .
وفي مواجهة هذه الأجواء الصادمة، وما تمليه على الجانب الفلسطيني من مسؤوليات كبيرة ، أكد تيسير خالد أن الوقت قد حان لطي صفحة الانقسام الأسود واستعادة وحدة النظام السياسي وتعزيز الوحدة الوطنية بانضواء جميع القوى السياسية والمجتمعية على اختلاف ألوانها تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية من أجل مواجهة التحديات ، ودعا في الوقت نفسه الرئيس محمود عباس إلى التدقيق في لغة ومضمون الخطاب الفلسطيني من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بحيث يتطابق السقف المرتفع في عرض واقع حال الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وفي بلدان اللجوء والشتات مع سقف مرتفع في الموقف وذلك بمصارحة الأمم المتحدة ، باعتبارها كانت أحد رعاة الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، بأن الجانب الفلسطيني وفقا لقرارات اللجنة التنفيذية وقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية معني بإعادة ملف الصراع والتسوية السياسية إلى الأمم المتحدة ، وملزم على أساس ذلك بإعلان وقف التنسيق الأمني بين الجانبين ووقف العمل باتفاق باريس الاقتصادي وبجميع الالتزامات التي تقيد حق الشعب الفلسطيني في ممارسة سيادته على أراضيه المحتلة بعدوان 1967 ، وبأنه استنادا إلى كل ذلك يدعو الأمم المتحدة انطلاقا من قرار الجمعية العامة الاعتراف بفلسطين دولة بعضوية مراقبة في الأمم المتحدة رقم 19/67 لعام 2012 ، إلى تحمل مسؤولياتها وإعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال مع تحديد سقف زمني لجلاء قوات الاحتلال ورحيل المستوطنين عن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفي مدى زمني لا يتجاوز العامين ، وذلك كأساس لمفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية توفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة بما فيها دولة فلسطين وتصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة .
في سياق متصل يصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لنيويورك للمشاركة في أعمال الدورة السبعين للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يلقي خطابا في الأمم المتحدة غدا الأربعاء ولقاء الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري وقادة في الجالية اليهودية الأميركية.
وسيكون خطاب نتنياهو هو الأول في الأمم المتحدة منذ توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب، ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو عن مكتبه أن "رئيس الحكومة سيحاول التعبير عن مشاعر مواطني إسرائيل بعد التوقيع على الاتفاق، وسيطرح على جدول الأعمال توقعات إسرائيل من المجتمع الدولي"، وذكرت الصحيفة أن من المرجح أن يتطرق نتنياهو إلى التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى وما وصفته بـ”الشغب والتحريض ضد إسرائيل” بهذا الشأن.
كما من المتوقع أن يوجه نتنياهو دعوته للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لاستئناف المفاوضات، وسيطالبه أولا بالتنازل أولا عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين والالتزام بدولة فلسطينية منزوعة السلاح.
أرسل تعليقك