كهوف النكسة للذكرى الـ48 حكايات الولادة والخوف الثلاثاء
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

كهوف النكسة للذكرى الـ48 حكايات الولادة والخوف الثلاثاء

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - كهوف النكسة للذكرى الـ48 حكايات الولادة والخوف الثلاثاء

مهاجرة ناصر
رام الله - فلسطين اليوم

بعد 67 عاما على فقدان الفلسطيني لـ78% من أرضه، وهو ما عرف بعام النكبة (1948)، تأتي الذكرى الـ48 لنكسة العام 1967، والتي فقد فيها ما تبقى من الأرض (22%)، وهي الضفة الغربية وقطاع غزة.

ورغم فقدان الأرض كاملة، لم يتوقف الفلسطيني يوما عن غرس فلسطين في روحه، وظل يلاحق البلاد التي ضاعت منه عام 1948، مُطلقاً أسماءها على الأبناء، والمحال التجارية والمناسبات الاجتماعية والاقتصادية والرياضية والثقافية والوجهات السياحية، وجاءت النكسة لتعطي البعض أسماء تلائم الظرف والحالة المزاجية التي كانت.

ولم تختلف النكسة كثيراً عن النكبة، بل أجمعت أن لكل فلسطيني على هذه الأرض حكايته، وتقول مهاجرة ناصر (48 عاما)، من دير قديس في محافظة رام الله والبيرة: ولدتني أمي داخل مغارة 'خلة ربيعة'، في الخامس من حزيران 1967، وحين كبرت بضع سنوات بدأت أعرف قصتي، وقصة اسمي الغريب، وإلى الآن وبعد مرور 48 عاما، ما زال الناس في الشارع والعيادة والجسر وكل مكان أذهب إليه، يسألونني عن اسمي، فأخبرهم أني ولدتُ يوم الحرب.

وتضيف مهاجرة بحس فكاهي وخجول: أخبرني أبي أنه احتار في اسمي، في وقت سيطر على مزاجه الظرف الذي كان سائداً، وقال أنه كاد يُسميني 'حربية'.

أم إياد (56 عاما)، شقيقة مهاجرة والتي تكبرها بثمانية أعوام تذكر التفاصيل، فتقول: بقينا خمسة أيام داخل المغارة، وكان معظمنا من النساء والأطفال وبعض العجائز، أما الشباب فهرب معظمهم إلى الأردن. لم يدخل الجيش الإسرائيلي بلدتنا في الأيام الأولى، لكن الناس كانت خائفة مما قد يحدث، ولا تتوقع إلا أشياء سيئة، كأن يقوموا بذبح النساء والأطفال في مجازر شبيهة بما حدث في نكبة 1948، وحين عدنا للبلدة وجدنا القمح الذي جمعناه قد حرقه اليهود.

تضيف أم إياد: بجانب المغارة التي اختبأنا فيها، كان هناك نبع ماء، فنذهب نحن الطفلات الصغيرات لملأ الماء تحت مراقبة أمهاتنا، اللواتي كنّ يصرخن علينا لنسرع، وكنا ننام على الأرض حين تمر طائرة عالية في السماء، خوف أن ترانا فتقصفنا، وكان ممنوع علينا أن نبكي، هكذا قالت النساء الأكبر منا كي لا يستدل الجيش على مكاننا، وكانت النساء تقول لأمي: 'أسكتي مهاجرة'، في حين كان عمر مهاجرة ساعات. عشنا أيام خوف ورعب.

وفي مغارة أخرى قريبة، حيث كانت المغُر والكهوف تخص عائلة واحدة أو جيرانا خرجوا سوية، عاش شريف عوض (48 عاما) من دير قديس، نهاره الأول، ويقول: حدثتني أمي أنها ولدتني ليلة الرابع من حزيران، وبعد ساعات خرجوا لمغارة في طرف قريتنا خوفا من الحرب، وهناك بفعل الرطوبة والخوف الكبير الذي شعر به الناس الذين حشروا في المغارة الصغيرة، حسّ أخي الكبير أن القلب عندي توقف، وبفعل الفوضى التي كانت سيدة الموقف، قال الناس لأبي أنني 'مُت'، ولا بد من دفني سريعا، فخطفتني امرأة من البلدة تُكنى أم محمد، وخرجت بي إلى باب المغارة لوقت قصير، ثم عادت مسرورة وهي تقول: 'الولد عايش، الولد بتنفس'، وبفعل الصدمة أخرجت ثديها سريعا وأرضعتني، وصارت أما ثانية لي، والتي جعل وجودها في تلك الساعة وجودي الآن حيا، ولي أطفالي.

مجازر 1948 دفعت العائلات للاحتماء بالكهوف

تقول نوال سلامة (56 عاما) من عناتا: ذهبت يوم الخامس من حزيران 1967 إلى مخبز أحمد عبد الجواد في وسط عناتا، وكان عمري ثماني سنوات، وما أن وصلت المخبز حتى لحقت أمي بي، وكان أهل البلدة جميعهم على باب المخبز لأنهم سمعوا أن الحرب ستقع، فاشتروا جميع الخبز. حملتني أمي مع الخبز وركضت بي، وكانت العائلة بانتظارنا وذهبنا إلى كهف 'أم الدرج' قرب عين فارة، بين عناتا وحزما، والآن أقيم عليه معسكر 'عناتوت' الإسرائيلي، وكانت في وسط البلد دبابة مدفعية أردنية، وكنا نسمع أصوات قذائف قريبة من القدس، وطائرات تحوم فوقنا، دون أن ندري ما الذي حصل، لكن الناس كانت تقول إن كل شيء في عناتا تدمر، وحين هدأت الحرب عدنا بعد ستة أيام إلى البلدة وكان الجيش الإسرائيلي بداخلها، فيما كان أكثر من نصف سكانها في ذلك الوقت قد نزح إلى الأردن، ونحن تركناها بعد شهر وذهبنا إلى للعيش مع أبي الذي كان يقيم في العقبة، ونقلتنا حافلة تابعة لشركة 'الياسيني'، ورفض جدي الذهاب معنا ولحقنا بعكازه إلى الحافلة وهو يهدد جدتي ويتوعدها إن رحلت، وبقينا هناك خمس سنوات ثم عدنا إلى عناتا.

يسرا الحاج علي (78 عاما) من قرية جماعين في نابلس، كانت أول من غادر بيتها يوم الخامس من حزيران، منذ اللحظة الأولى التي شاعت فيها أخبار الحرب. تقول يسرا: كان زوجي مغتربا في فنزويلا، فحملت أطفالي وبعض الملابس والطعام وخرجت. أوقفني الجيران وطلبوا مني البقاء، لكن شدة خوفي على أطفالي جعلتني لا أتردد في الخروج والاختباء في كهف قريب لستة أيام، وسمعت من الناس أنه في السابع من حزيران كانت هناك سيارات عسكرية ومسلحون في منطقة على مشارف البلدة يسمونها 'العقبة'، فذهب الناس إليهم ظنا أنهم جيش عربي جاء ليدافع عن البلدة، وحين عرفوا أنهم يهود هربوا بعائلاتهم إلى الكهوف.

نكسة حزيران لم تكن فلسطينية فقط، إنما احتلت فيها سيناء والجولان، بعد حرب نشبت بين مصر وسوريا من جهة، والقوات الإسرائيلية من جهة أخرى، واستمرت ستة أيام.

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كهوف النكسة للذكرى الـ48 حكايات الولادة والخوف الثلاثاء كهوف النكسة للذكرى الـ48 حكايات الولادة والخوف الثلاثاء



هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 06:18 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 03:58 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ضيفي الكبدة إلى وصفة الأرز بالمكسرات لطعم لذيذة

GMT 18:01 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

عالم الأمومة المفخخ

GMT 06:43 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

نيزات أميري أول قائد أوركسترا من النساء في إيران

GMT 18:48 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

بورصة فلسطين تغلق تداولاتها على ارتفاع
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday