الاديان والحرب الدينية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الاديان والحرب الدينية

 فلسطين اليوم -

الاديان والحرب الدينية

د. حنا عيسى

الدين، مصطلح يطلق على مجموعة من الأفكار والعقائد التي توضح بحسب معتنقيها الغاية من الحياة الكون، كما يعرّف عادة بأنه الاعتقاد المرتبط بما وراء الطبيعة الإلهيات، كما يرتبط بالأخلاق، الممارسات والمؤسسات المرتبطة بذلك الاعتقاد. وبالمفهوم الواسع، عرّفه البعض على أنه المجموع العام للإجابات التي تفسر علاقة البشر بالكون. وفي مسيرة تطور الأديان، أخذت عددا كبيرة من الأشكال في الثقافات المختلفة وبين الأفراد المختلفين. أما في عالم اليوم، فإن عددا من ديانات العالم الرئيسية هي المنتشرة والغالبة. كلمة دين تستعمل أحيانا بشكل متبادل مع كلمة إيمان أو نظام اعتقاد، ولكن الدين يختلف عن الاعتقاد الشخصي من ناحية أنه يتميز بالعمومية. معظم الأديان تنظم السلوكيات.
والدين إيمان وعمل، إيمان بوجود قوى خارقة فوق طبيعة البشر العقلية، ولهذه القوى تأثير في مجرى حياة الإنسان . وعمــل في أداء فرائض وشعائر وطقوس معينة.
أديان: جمع دين، والدين في اللغة بمعنى: الطاعة والانقياد.والدين في الاصطلاح العام: ما يعتنقه الإنسان ويعتقده ويدين به من أمور الغيب والشهادة.
• يمكن إجمال مميزات الأديان كافة بعدة نقاط:
• الإيمان بوجود إله أو كائنات فوق- طبيعية. معظم الأديان تعتقد بوجود خالق واحد أو عدة خالقين للكون والعالم، قادرين على التحكم بهما وبالبشر وكافة الكائنات الأخرى.
• التمييز بين عالم الأرواح وعالم المادة.
• وجود طقوس عبادية يقصد بها تبجيل المقدس من ذات إلهية وغيرها من الأشياء التي تتصف بالقدسية.
• قانون أخلاقي أو شريعة تشمل الأخلاق والأحكام التي يجب اتباعها من قبل الناس.
• الصلاة وهي الشكل الأساسي للاتصال بالله أو الآلهة وإظهار التبجيل والخضوع والعرفان.
• رؤية كونية تشرح كيفية خلق العالم وتركيب السماوات والأرض. بعض الأديان تحتوي على آلية الثواب والعقاب، أي كيف ينظم الإله شؤون العالم.
• شريعة أو مباديء شرعية لتنظيم حياة المؤمن وفقا للرؤية الكونية التي يقدمها هذا الدين.
ويجتمع الدين والفلسفة في مناطق عديدة، بالأخص في دراسة ما وراء الطبيعة الميتافيزيقيا) وعلم الكون (الكوزمولوجيا) حيث يقدم كل دين إجابته المميزة للأسئلة الميتافيزيقة والكونية عن طبيعة الوجود والكون والإنسانية والمقدسات).
* الحرب الدينية
كانت الحرب بسبب الدين هي النموذج السائد في حروب العصور الوسطى والقديمة وكان الدين في تلك الفترة هو السبب والمحرك الرئيسي للحرب وكانت الحروب تعد نزاعات يتجلى فيها تفوق الهة بعض الشعوب على البعض الاخر وكانت تعتبر حروب خاصة بالالهة نفسها وبيان لتفوقها.
ويطلق اسم "الحروب الدينية في أوروبا" على سلسلة من المعارك الاوروبية التي حدثت في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي بعد ظهور حركة الإصلاح البروتستانتية. ورغم أن الدين لا يدخل أحيانا كسبب مباشر، إلا أن جميع هذه الحروب كانت مرتبطة بالتغير الديني في تلك الفترة والصراع والتنافس الذي أدى إليه. واستمرت الحروب الدينية بصورة متعاقبة لمدة مئة وواحد وثلاثين سنة بين عامي (1517 - 1648 م)، وجرت في سويسرا، فرنسا، ألمانيا، النمسا، بوهيميا، هولندا، إنكلترا، سكوتلندا، إيرلندا، والدنمارك.
والحروب الدينية لا تختلف في أسبابها وتداعيتها عن أية حروب أخرى، إلا في الجانب الفكري لها، حيث الحرب الدينية تتم تحت لواء الدين وتخاض باسم الإله وإعلاء كلمته في الأرض. وهذا أخطر ما فيها، كون كل طرف ديني يعتبر أنه يتحدث باسم الإله وبالتالي يملك الحقيقة والحق في إفناء الأخر ولا يقبل النقاش ولا المساومة. ولاغرابة في ذلك إذا علمنا أن الفكر الديني يرفض العقل والمنطق والنقاش، ورجال الدين الذين خاضوا تلك الحروب إعتبروا ما قاموا به شيئ مقدس، ومن هنا كانت حروبهم أخطر وأعنف وأطول من سواها. وإلى جانب ذلك هناك أسباب إخرى تجمع بين جميع الحروب ومن أهم هذه الأسباب: الأسباب الإقتصادية، الأسباب الإجتماعية والأسباب السياسية.
والحروب الدينية والطائفية عمياء ومليئة بالحقد والكراهية ورفض الأخر نهائيآ، والكراهية خطرة جدآ وخاصة عند عامة الناس، الذين يملكون وعيآ محدودآ. والحقد والكراهية تمنع الناس المتحاربين من الإحساس بأي شعور بالذنب أو حتى تأنيب الضمير، فيما يقومون به من مجازر وأعمال وحشية تفوق التصور بحق الطرف الأخر.
وما الحروب الدينية الا حروب ايديولوجيات سياسية لاحزاب وجماعات مالية او اقتصادية من اجل تكريس النفوذ، فابشع الحروب الدينية تلك التي دارت رحاها في اوربا وبالتحديد في فرنسا بين الكاثوليك والبروتوستانت، في احدى وقائعها يتكلم المؤرخون عن تشرد ثلاثمائة الف بروتستانتي في شوارع فرنسا بحثا عن ملاذ آمن، فهي حروب كانت في حقيقتها صراع نفوذ بين قوى مجتمعية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاديان والحرب الدينية الاديان والحرب الدينية



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

"الفار المكار"

GMT 18:04 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيمون تتحدث عن فيلم "يوم حلو ويوم مر" فى "بالعربى"

GMT 01:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

حركة طالبان "تتمسك بسلاحها" في شهر رمضان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday