خواطر من حرب حزيران 1967
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

خواطر من حرب حزيران 1967

 فلسطين اليوم -

خواطر من حرب حزيران 1967

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

الهزيمة كانت لها نتائج وتأثيرات لاتزال أغلبيتها الأكبر والأهم متواصلة حتى الآن.

لن أكتب عن ذلك، ما أكتبه خواطر عن المناسبة مازالت حية في ذاكرتي عن تلك الأيام عندما كنت طالباً بالقاهرة.
* كغيري من الناس كنا نعيش حالة من الثقة بالنصر تصل حد الابتهاج المبكر بالنصر والهزيمة الماحقة لدولة الاحتلال. وكانت تغذي هذه الحالة وسائل الاعلام العربية والمصرية منها بشكل خاص.
ركوباً على موج هذه الحالة، بادر بعض الطلاب من نابلس الى محاولة تشكيل مجموعة من الطلاب يكملون حمولة سيارة / سيارات أجرة للعودة بها براً عبر الأراضي المحررة الى مدينة نابلس. كنت واحداً ممن عُرضت عليهم المبادرة.
* قبل ظهر يوم اندلاع الحرب كنت وصديق لي في زيارة الى بيت طالبات في «مدينة نصر» الحي المشهور بعماراته العالية على الطريقة الروسية.
كان مقر هيئة اركان القوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت يقع على أطرافه.
اثناء تواجدنا في صالة الاستقبال خرجت الطالبات من غرفهن مبتهجات بخبر بدء الحرب. كان هناك زائرة من بيت طالبات آخر في نفس الحي، طلبت مني وصديقي مرافقتها لتعود الى ذلك البيت سيراً على الأقدام.
 خلال طريق العودة كانت هناك طائرات حربية تخترق الأجواء وكان الناس يختبئون منها.
أحدى الطائرات أطلقت زخات من الرصاص لسبب وباتجاه هدف لا نعرفهما، بعد مرور الطائرة وصفاء الجو خرج واحد من الناس مما يشبه المكمن الأرضي المتواضع جدا وقال بصوت مسموع تماماً «الله، همّ وصلوا هنا إزاي» كان قول ذلك الرجل كأول ماء بارد يسقط على رؤوسنا الحارة الواثقة بالنصر.
لكننا وبسرعة، تجاوزنا سؤال ذلك الرجل واستمرينا العيش في عالم التفاؤل والثقة بالنصر.
فقط مع انتهاء الحرب ونتائجها عاد السؤال للدق فوق رؤوسنا كبقية الأسئلة حول لماذا وكيف.
* في اليوم الثاني للحرب، نجح تيسير قبعة، نائب رئيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين، في الحصول على موافقة الجهات المصرية المعنية بقبول متطوعين من الطلبة الفلسطينيين للمشاركة في القتال.
كنت عضوا في الهيئة الإدارية لفرع الاتحاد في القاهرة، وتولينا مسؤولية الدعوة.
حددنا مكان اللقاء في مكتب منظمة التحرير القريب من ميدان رمسيس بوسط البلد.
في أول يوم تجمع فقط مئات قليلة بسبب صعوبة الاتصال والإبلاغ.
في الاستمارات التي وزعت علينا لملئها كان هناك سؤال حول نوع التدريب الذي تلقاه المتطوع، الجميع أجاب «راقي» مع ان الغالبية الساحقة لم تكن أمسكت سلاحاً في حياتها.
عندما اخبرت تيسير بتلك الحقيقة اجابني بان ذلك ليس مهم فجميع المتطوعين جامعيون، وأنا مستعد ان اعلمهم استعمال السلاح (البندقية) في الباص في الطريق الى مواقعنا.
انتظرنا في مكتب المنظمة، من الصباح حتى المساء، باصات الجيش لتنقلنا الى المعسكرات او المواقع، ولم تصل فعدنا لبيوتنا.
في اليوم التالي عدنا الى مكتب المنظمة. وزاد عددنا مئات أخرى وانتظرنا طول النهار ثم عدنا لبيوتنا كاليوم السابق. تكرر الامر ليوم او يومين آخرين وكل يوم كان عددنا يزداد.
لكن لا الباصات وصلت ولا نحن التحقنا بأي موقع ... والبقية معروفة.
* بعد انتهاء المعارك وعودة الجنود الى معسكراتهم ومواقعهم. اتيحت لي وانا في دوار المطار رؤية عساكر عائدين من جهة المطار متجهين الى البلد(القاهرة).
كان هناك اكثر من شاحنة محملة بالعساكر. وكان هناك مئات كثيرة من الناس قد تصل الى آلاف تجمعت في الميدان بالصدفة او بمناداة بعضهم لبعض من اهل المنطقة وجوارها (مصر الجديدة).
كان مشهد الجنود محزناً. كانوا يبدون كسيري النفوس مطأطئي الرؤوس، هيابين من ملاقاة الناس. لكن أصالة المصريين واعتدادهم وثقتهم بأنفسهم كانت تطغى على مشهد الجنود:
بكلام عاطفي وبهتافات عفوية ترحيبية صادرة من القلب، ومشفوعة بدموع مقدرة للجنود ومعتزة بهم ومفتخرة بدورهم وشجاعتهم وبدورهم ومشجعة لهم على رد الصاع.
وكأنّ الجنود كان يأملون بمثل هذا اللقاء بل ويرجونه، فجاء تجاوبهم سريعاً عاطفياً مؤثراً ومتشجعاً. وكانت دموع التأثر بالمشهد تملأ عيون الجميع.
* شاهدت خطاب الرئيس عبد الناصر الذي أعلن فيه التنحي عن المسؤولية على جهاز تلفزيون فرع القاهرة لاتحاد الطلاب مع عشرات من الطلاب.
بعد انتهاء الخطاب وما أحدثه من صدمة في النفوس لم أرغب البقاء في سكني لوحدي فوافقت على دعوة الأخوين قبعة (علي وأمين) الذهاب معهم الى سكنهم في مصر الجديدة. هذا يعنى أن نستقل الباص العمومي من ميدان التحرير، والمرور بشوارع رئيسية بالقاهرة أهمها وأطولها شارع رمسيس.
وهذا ما أتاح لنا رؤية الناس بمجموعات قليلة لكن كثيرة العدد تخرج من مناطق سكنها  الشعبية المحيطة بالشارع على غير هدى وبدون أي جامع يجمعها او يوجه حركتها، وبشكل يعجز أي حزب أو جهة مهما كانت على تنظيم خروجها وتوجيهه.
أولئك الناس كانوا البداية لملايين المصريين والمقيمين الذي احتشدوا في المشهد العظيم في ميدان التحرير يعلنون رفضهم تنحي عبد الناصر، ويقررون في الجوهر إعلان رفضهم للهزيمة.
كنت وآلاف من الطلاب الفلسطينيين والعرب وسط تلك الجموع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خواطر من حرب حزيران 1967 خواطر من حرب حزيران 1967



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 13:29 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

"ساعة رضا" فيلم كوميدي يُقدم معالجة جديدة لآلة الزمان

GMT 04:25 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

الأحمر النابض يبرز أناقة وجرأة الرجل في الربيع

GMT 10:57 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

تعيش أجواء حماسية خلال هذا الأسبوع

GMT 21:48 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

"بورش" تستدعي أكثر 75 ألف سيارة حول العالم

GMT 03:07 2018 الخميس ,19 تموز / يوليو

آستون مارتن تطرح "وحشا" رياضيا جديدا

GMT 21:17 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

أرخص 10 طرز "كروس أوفر" لعام 2018 في أسـواق الإمارات

GMT 10:27 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

الرئيس عباس يستقبل وزير الداخلية الأردني

GMT 05:27 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

القضاة يبذل جهودًا للحصول على إعفاءات جديدة

GMT 00:46 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف 4 مقابر لأطفال في أسوان أحدهم مصاب

GMT 14:26 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

حمدان بن محمد يزور مقر دائرة التنمية الإقتصادية في دبي

GMT 02:53 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى عامر تبرز شرم الشيخ كمدينة سياحية عالمية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday