فـي ظـلال الـهـزيـمـة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

فـي ظـلال الـهـزيـمـة...!

 فلسطين اليوم -

فـي ظـلال الـهـزيـمـة

أكرم عطا الله
بقلم : أكرم عطا الله

لم تكن نتائج حزيران 67 مجرد نكسة كما أطلق عليها من أراد التخفيف من وطأة المأساة، بل كانت نكبة ربما أكبر من تلك التي حدثت قبلها بعشرين عاماً عندما تم احتلال الجزء الأكبر من فلسطين، ففي النكبة الأولى لم تكن هناك دول عربية وجيوش عربية تخوض معاركها المستقلة وتمنع طرد الفلسطينيين إذ كانت تلك الدول حينها تحت الاستعمار أو الوصاية.
لكن السؤال الذي أصاب من عايشوا تلك الأيام الأكثر سواداً في تاريخهم كما يصفهم الصديق نبيل عمرو في روايته الرشيقة «وزير إعلام الحرب» الذين انتقلوا خلال ثلاثة أيام من النشوة ثم للشك ثم الوقوع في بئر الإحباط، أيام لم تكن كافية للسقوط من نشوة النصر لقاع الهزيمة، هو السؤال الذي ظل حائراً كيف تمكنت دولة صغيرة حديثة العهد كتلتها البشرية لم تكن قد اكتملت بعد من هزيمة ثلاثة جيوش عربية تساندها قطاعات من جيوش أخرى في ظرف أيام؟
والسؤال الآخر الآن بعد صدمة الهزيمة واقتطاع تلك الدولة الصغيرة لمساحات شاسعة من الدول العربية رفعت تلك الدول شعارات كبيرة أولها إزالة آثار العدوان وثانيها تحقيق التوازن الاستراتيجي وقد سخرت كل إمكانياتها على امتداد عقود.
وأما آثار العدوان فقد ترسخت وأعيدت فقط سيناء وهي تلك المساحة الهائلة التي بالقطع لم يكن لدى إسرائيل جيش لتغطيها، لكن الجولان بقيت في قبضة إسرائيل بل ضمتها بعد خمسة عشر عاماً من الاستيلاء عليها.
أما القدس فلم تعد مادة للنقاش بينها وبين الدول العربية أو حتى مع الفلسطينيين والضفة الغربية  تستعد إسرائيل لضمها بمعنى أن آثار العدوان ترسخت وسقط شعار العرب الأول ميدانياً وبقوة الفعل.
وكذلك شعار التوازن الاستراتيجي لا يتسع المقام هنا لمزيد من الهزيمة للقول إن إسرائيل أصبحت الرقم الأهم في معادلة الشرق الأوسط وبين الدول العربية، بل إن الدول التي حلمت يوماً أن تبني توازناً مقابلها لاستعادة فلسطين باتت تتقرب من إسرائيل مع ترسخ أقدام حزيران بل إن إسرائيل سبقت العرب في هذا التوازن وبات من الواضح بعد ثورة المعلومات والتكنولوجيا أن الهوة ازدادت بعشرات السنين بينها وبين العرب ولا أمل باللحاق.
وهنا ربما يمكن الإجابة عن السؤالين بتفسير واحد لأن سبب الهزيمة هو ذاته الذي يتمدد على مساحة تاريخنا، وهي طبيعة الدولة العربية التي أنشئت بعد الاستعمار وهي التي لا تزال قائمة ببنيتها البدائية البعيدة عن مفهوم الدولة الحديثة وبالنسق القبلي البعيد عن بنية المؤسسة، تلك المؤسسة وحدها القادرة على منع الهزائم أو إزالة آثارها إن تمت وكذلك ملاحقة التطور والاختراعات والتكنولوجيا والعلم وكل شيء.
وهو نفس العقل العربي والبنية العربية الجاهزة للهزيمة في كل وقت عندما نطل على شكل البناء السياسي القائم مقارنة بما هو قائم في إسرائيل من مؤسسة ندرك تماماً ليس فقط لماذا انهزم العرب، بل ندرك أيضاً لماذا يقف العرب جاهزين لأي هزيمة قادمة وهو ما رأيناه في الإقليم الذي اهتز في العقد الأخير ليطيح بدول ترنحت أمام عصابات وليس أمام جيوش.
اكتشاف سر النكبة أو النكسة أبعد من قدرات عسكرية أو أعداد جيوش لأن الفعل العسكري للدول هو نتاج أو انعكاس لباقي قطاعات الدولة من صحة وتعليم وتكنولوجيا ومؤسسة وقانون يحاسب حتى الرئيس ورئيس الوزراء، ومجتمع يشعر بأن الدولة هي دولته وليست دولة الحزب الحاكم وهنا حين يصبح الفرد في المجتمع لديه هذا الشعور يدافع عن نفسه، وهناك فرق بين أن يدافع عن دولة هو غريب فيها أو عنها أو يشعر بانعدام الأمن والعدالة والمساواة كمواطن أو دولة للحزب الحاكم ثم يصبح مطلوباً منه أن يدافع عن ذلك.
ربما تقدم التظاهرات في الولايات المتحدة صورة عن أزمة الدولة العربية وبنيتها. فقد اندفعت كل الولايات الأميركية للشوارع سلباً ونهباً والبعض حمل الأسلحة وقام بعمليات تخريب لا مثيل لها وكان شكل الدولة أو المؤسسة لافتاً في التعاطي مع التظاهرات، وهو أن الشرطة لم تبطش بالمتظاهرين هذا أولاً وأن بعض حكام الولايات رفضوا الاستجابة لأوامر رئيس أحمق تسبب بزيادة العنصرية بنشر الجيش وأن الجيش حتى عندما انتشر في بعضها لم يقم بعمليات قمع كالتي حدثت في الدول العربية. هذا الأمر مدعاة للتفكير مطولاً فلماذا؟
السبب يكمن في دولة المؤسسات وأن الشرطة هي شرطة الشعب وليست شرطة الرئيس أو الحزب الحاكم، وأن الجيش هو جيش الشعب وليس جيش الرئيس وأن المؤسسة مؤسسة الشعب بكل إمكانياتها.
هل هذا يكفي لأن يدافع المواطن عن دولته؟ وهل ما لدينا من بنى قديمة يكفي لمسلسل الهزائم الذي بدأ في حزيران وأسس لحزيرانات لم تنتهِ بعد وما زالت ترافقنا؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فـي ظـلال الـهـزيـمـة فـي ظـلال الـهـزيـمـة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 09:03 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الدلو" في كانون الأول 2019

GMT 15:09 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 14:01 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 09:27 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 13:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 06:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تفقد السيطرة على الأمور بعض الوقت

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 19:02 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

استعملي هذا المستحضر للحصول على الإشراق والتألق

GMT 00:54 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هاشم زكي يُجسّد لون الحرب ومآسيها في لوحاته الزيتية

GMT 07:36 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

طريقة تحضير الشاي المثلج

GMT 15:43 2017 السبت ,11 شباط / فبراير

علي ربيع يكشف لإسعاد يونس عن أسرار "مسرح مصر"

GMT 07:23 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

نائب ترامب سيحضر حفل تنصيب بايدن
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday