الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الاستيطان الصامت.. والبصاق العنصري في زمن «كورونا»

 فلسطين اليوم -

الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا»

عبدالناصر النجار
بقلم : عبدالناصر النجار

المشاهد التي التقطت لجنود الاحتلال في شوارع الخليل ليلة الجمعة، وهم يتعمدون البصق على أبواب السيارات المتوقفة تثير الاشمئزاز وتعبر عن انحطاط أخلاقي غير مسبوق.
ما هي الرسالة التي يريد جنود الاحتلال إيصالها من خلال هذه الأفعال الشاذة والحقيرة.. هل يريدون التأكيد أنهم يرغبون في إصابة الفلسطينيين بالوباء، في زمن «الكورونا»، وهم يعلمون أن الفيروس ينتقل بشكل أساسي من خلال اللعاب والبصاق.

بلدية الخليل، منذ اللحظة التي اكتشفت فيها الفعلة الإجرامية سارعت إلى الإيعاز إلى طواقمها بتعقيم المنطقة التي لوثها جنود الاحتلال. حتى الآن لا يوجد تعقيب من سلطات الاحتلال على تصرفات جنودها، كيف لا وهي تتمنى أن تضيع هذه الأفعال بين تطورات «كورونا» المتلاحقة، بحيث لا تثير الرأي العام العالمي في خضم هذا الوباء العصيب.

لكن تصوروا لو أن كاميرات المراقبة الإسرائيلية المنتشرة في كل مكان رصدت مجموعة من العمال الفلسطينيين في تل أبيب مثلاً تبصق على مقابض أبواب المحال التجارية أو الصرافات الآلية.. ماذا سيكون رد الفعل، وكيف ستخرج عناوين وسائل الإعلام الإسرائيلية؟؟! وما هي العقوبات التي كانت ستفرض على الفلسطينيين، وكيف كانت ستنشر هذه الصور في أنحاء العالم؟!

بالنسبة للفلسطينيين على وزارة الخارجية، ومختلف المؤسسات الفلسطينية الفاعلة إيصال هذه التسجيلات إلى المجتمع الدولي، للكشف عن كيفية تصرف جنود الاحتلال في زمن «الكورونا» … وعلى وسائل الإعلام الفلسطينية والصحافيين أيضاً فضح هذه الممارسات العنصرية والخطيرة. في الجانب الآخر من زمن «الكورونا» نلاحظ الحملات الاستيطانية الشرسة والصامتة في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في الأغوار الشمالية، حيث يعمل المستوطنون على الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي هناك، وتصعيد الاعتداءات على المواطنين والرعاة القابضين على الجمر.

حكومة الاحتلال تستغل انشغال العالم بالوباء لتنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة كبناء ١٩ ألف وحدة في القدس المحتلة. بما في ذلك منطقة مطار قلنديا، حيث أعلنت سابقاً عن نيتها إقامة وحدات استيطانية لمجموعات من المتدينين اليهود. لكن الأخطر أيضاً هو البدء بالخطوات الفعلية للبناء في منطقة (إي 1) التي كانت دول العالم كلها تمارس ضغطاً على حكومة الاحتلال لعدم الاقتراب استيطانياً منها، لأنها تقتل أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.. ولكنها اليوم تدير ظهرها للعالم، وتبدأ تنفيذ المشاريع الاستيطانية في المنطقة.

في الوقت نفسه، تكثف سلطات الاحتلال العمل لربط مستوطنة «معاليه أدوميم» بالمستوطنات الأخرى جنوب القدس، وأصبح واضحاً أن سلطات الاحتلال ستعزل القدس بشكل كامل عن محيطها الفلسطيني، بعد إقامة جدار إسمنتي بدل الأسلاك الشائكة في منطقة الشيخ سعد وصور باهر جنوب القدس المحتلة. في الوقت نفسه، نشهد تكثيفاً في عمليات الهدم والتدمير للمنازل والمساكن الفلسطينية خاصة في المناطق المجاورة للمستوطنات، أو تلك التي تقع في مناطق «ج»، حيث تحاول سلطات الاحتلال السيطرة عليها وضمها في المستقبل القريب.

عمليات الهدم تتم دون سابق إنذار كما كان الوضع سابقاً، ولا تعطي حتى مجالاً للذهاب للقضاء الإسرائيلي على الرغم من العلم المسبق أن هذا القضاء جزء من الآلة العنصرية الإسرائيلية.
إذن، هي إجراءات للتخلص من أكبر قدر ممكن من المنازل والمساكن والحظائر والمشاغل في المناطق المصنفة «ج» في مقدمة للاستيلاء عليها. أيضا، خلال الأسابيع الماضية كثف المستوطنون اعتداءاتهم على الأراضي الزراعية والممتلكات الفلسطينية في كل منطقة يمكنهم الوصول إليها دون رادع مستغلين الوضع الذي تمر به المنطقة جراء وباء «كورونا».

ومن جرائم المستوطنين خلال الأيام الماضية قطع أكثر من ١٢٠٠ شجرة زيتون وكرمة في منطقة الخضر ووادي فوكين جنوب بيت لحم، وهي أراض يحاول المستوطنون منذ سنوات طويلة الاستيلاء عليها ولا يتركون شكلاً من أشكال الاعتداءات إلا ويستخدمونه في سبيل تهجير المزارعين لتسهيل عملية السيطرة عليها. جرأة المستوطنين ازدادت بشكل كبير بحماية من قوات الاحتلال حيث هدموا منزلاً قيد البناء في بورين في منطقة «ب» وهذه سابقة خطيرة، إضافة إلى تدمير وتفكيك خيام وبركسات عائلات بدوية في خرب ابزيق وعين الحلوة والبقيعة والديوك في الأغوار التي تخطط سلطات الاحتلال لضمها بحسب صفقة القرن المشؤومة.

أمام هذا الوضع الخطير مطلوب من الجماهير والسلطة وضع خطة عاجلة للتصدي لهذا الانفلات الاستيطاني والعنصري الإسرائيلي، الذي يحاول استغلال الوضع بشكل خبيث.
حتى في زمن إعلان الطوارئ وعدم القدرة على الحركة، لا بد من إيجاد مقاومة خلاقة للتصدي لهذا السرطان الاستيطاني، علماً أن «زمن كورونا» لم يعد معروفاً متى سينتهي، هل خلال شهر أو سنة، ولا يمكن الارتهان سوى على ذاتنا من أجل مواجهة الاستيلاء على أراضينا بصمت.

قد يهمك أيضا : 

  صفقة الضم

   صفقة ترامب تخلخل القانون الدولي والعلاقات الدولية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا» الاستيطان الصامت والبصاق العنصري في زمن «كورونا»



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:42 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تحديد موعد إجراء قرعة دوري المحترفين والأولى

GMT 10:04 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الأطعمة الدهنية تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والدماغ

GMT 18:00 2017 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

أوزيل يرد على انتقادات جماهير أرسنال

GMT 03:12 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

ظلال عيون يناسب صاحبات البشرة السمراء

GMT 07:08 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

أشهر الأماكن للسياحة في روسيا خلال موسم الشتاء

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يفضّل جلوس رونالدو على مقاعد البدلاء أمام "أتلانتا"

GMT 14:19 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع دعوى قضائية ضد الملحن فارس اسكندر بعد تطاوله على الكعبة

GMT 17:01 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس الأولمبية الإسبانية يبرز قوة الرياضة لحل أزمة كتالونيا

GMT 17:32 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الصافي يمنح لاعبات «طائرة الأهلي» راحة من التدريبات

GMT 01:56 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي على إمام المسجد الأقصى

GMT 17:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"La Reserve Geneve" لقاء بين الرفاهية والكمال في آن واحد
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday