نتنياهو وتحديات خطة الضم
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

نتنياهو وتحديات خطة الضم!

 فلسطين اليوم -

نتنياهو وتحديات خطة الضم

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

يهدد نتنياهو غانتس، إمّا الموافقة على الضم أو التوجه لانتخابات جديدة ويبدو للوهلة الأولى وكأن التوجه الأول يناقض الثاني، في حين أنّ كلاً من هاذين الخيارين منفردين أو مجتمعين يخدمان مصلحة نتنياهو المباشرة، فالضم هو مشروع حياة نتنياهو والانتخابات القادمة مضمونة لصالحه، خيار الضم يُدخل نتنياهو التاريخ، ليس فقط باعتباره صاحب أكبر مدة في رئاسة الحكومة الإسرائيلية منذ قيام دولة الاحتلال عام 1948، بل إنّ الضم يُدخله التاريخ كمحقق للنبوءات التوراتية، خطة الضم تأتي في ظل إدارة أميركية موالية وداعمة، ما يجعلها فرصة تاريخية لا يمكن تعويضها، خاصة وأن نتنياهو يضع في الاعتبار أن تسفر الانتخابات الرئاسية القادمة عن فوز بات محتملاً لبايدن الذي تحدث صراحة عن رفضه لخطة الضم، بينما تنفيذ هذه الخطة الآن وليس غداً يؤدي إلى واقع جديد يفرض نفسه على أي إدارة أميركية جديدة، لهذه الأسباب وغيرها ما زال نتنياهو يضع تنفيذ خطة الضم كأولوية لجهوده في هذه الفترة، وسيفرضها رغم كل ما يقال عن التحديات التي تواجه هذه الخطة، سواء لجهة الخلافات داخل حكومته ومعارضة مجلس المستوطنات، أو لجهة تعارضات مع الرؤية الأميركية لتنفيذ الخطة، ناهيك عن ردود فعل المجتمع الدولي الغاضب والعربي المناهض، وأولاً وفوق كل ذلك الرفض الفلسطيني القاطع لهذه الخطة.

فيما يتعلق بعائق الخلافات داخل حكومته، فيبدو للوهلة الأولى أنّ بإمكان نتنياهو الحصول على الأغلبية المطلوبة لإقرار الخطة من دون الحاجة لأصوات أزرق - أبيض، إلاّ أنّ بعض الانزياحات في سياق التكتل اليميني الداعم لنتنياهو في الساعات الأخيرة تشير إلى أنه لم يعد يملك العدد الكافي من الأصوات اللازمة لدعم تنفيذ الخطة، وذلك بعد أن أبدى حزب "شاس" معارضته لتأييدها إلاّ في حال موافقة "أزرق- أبيض" عليها، وأن صوتاً واحدا ربما يؤثر على نتيجة التصويت لإقرار خطة الضم، وهو صوت مستشاره الأسبق الشريك الحالي وخصمه في الائتلاف يوعاز هندل الذي بات يلعب دور بيضة القبان في سياق إقرار الحكومة لخطة الضم، أمّا بشأن رفض قيادة مجلس المستوطنات فإن نتنياهو نجح في شقها، حيث بات عدد أكبر من قادة المستوطنات يدعم خطة الضم.

يراهن نتنياهو على انقسامات داخل إدارة ترامب، وهي التي أدت إلى الدعوة لاجتماع ربما تم عقده بالفعل مع نشر هذه المقالة، وبصرف النظر عن أي قرار بهذا الشأن فإن ارتباك إدارة ترامب لأسباب باتت معروفة تجعلها أقل قدرة على مناكفة حليفها الأبرز، من هنا فإن اشتراطات إدارة ترامب قد لا تشكل عائقاً حقيقياً أمام نوايا نتنياهو في تصميمه على تنفيذ خطة الضم.

يعتمد نتنياهو كما كل أسلافه السابقين في رئاسة الحكومة على سياسة فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين وعلى المجتمعَين الدولي والعربي، ربما تكون هناك خلافات حادة تصل إلى درجة عقوبات، لكن ما يبقى من ذلك كله هو الخريطة الجديدة بعد تنفيذ خطة الضم، موقف الاتحاد الأوروبي هو الأكثر تحدياً لخطة الضم إلاّ أنّ البرلمان الأوروبي صوّت قبل أيام قليلة على اتفاقية "السماوات المفتوحة" وهي إشارة واعدة بالنسبة لنتنياهو بإمكانية احتواء أي عقوبات قادمة من قبل الاتحاد الأوروبي الذي نجح في فرض عقوبات على روسيا عندما ضمت أوكروانيا، ولكن على ما يبدو أنها لن تنجح في فرض عقوبات جدية على نتنياهو في حال قيامه بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، أما بالنسبة للمنظومة العربية فإن سياسات الأمر الواقع التي أشرنا إليها حولت سياسة المقاطعة العربية ضد إسرائيل من 1948 إلى سياسة تطبيع في الأوقات الراهنة، هذه التحولات فرضتها سياسة الأمر الواقع التي انتهجها نتنياهو والتي من المؤكد أنه سيبقي عليها لمواجهة تحديات الضم القادمة.

تخوفات كبار الجنرالات المتقاعدين وعمداء الأبحاث في معهد دراسات الأمن القومي من ردود فعل فلسطينية غير مسبوقة يعتقد نتنياهو أنه بإمكانه احتواؤها ولا يخشى من التهديد بانهيار السلطة، كما يمكن له التعامل مع أي خطوات جدية يتخذها الأردن باتجاه مراجعة اتفاقية وادي عربة.

وإذا لم تنجح عملية الضم لسبب او لآخر إذا ما كان نتنياهو مصراً على تنفيذها بالكامل، وهو أمر موضع شك أيضاً، فإن التوجه لانتخابات جديدة حسب تهديده لغانتس يخدم مصالحه كما بات واضحاً من نتائج استطلاعات الرأي، والخلاصة أن نتنياهو ليس في مأزق وهو الرابح أينما كانت الوجهة، حتى لو فشل مخطط الضم مؤقتاً فإنه الأقدر على تحميل مسؤولية هذا الفشل على غيره، كما يبدو من خريطة التقاطعات والاستقطابات السياسية بهذا الشأن.

قد يهمك أيضا :

«عائلة نتنياهو» تلوّح بسيف الانتخابات المبكرة

هل تعلق حكومة نتنياهو في شباك «الميزانية»؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو وتحديات خطة الضم نتنياهو وتحديات خطة الضم



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 23:28 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

طريقة إعداد وتحضير بودينغ الشوكولاتة بالنعنع

GMT 02:30 2015 الأحد ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة نيكول سابا تتضامن مع الكينج لدعم السياحة

GMT 01:03 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

وليد علي يتمسك بمجاله الإعلامي ويرفض العمل في السياسة

GMT 17:01 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

الحكومة الروسية تقرّ استراتيجية الطاقة حتى 2035

GMT 14:25 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

فتاة تنصُب فخًا في عيد ميلادها لفضح خطيبها الخائن

GMT 07:23 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

Silkor" "تطلق باقات ورود الزفاف الجديدة والمميزة

GMT 13:17 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يصل برلين في زيارة رسمية تستغرق 4 ايام

GMT 19:41 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

خطوات روتينية للوقاية من جفاف البشرة في الشتاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday