ثمة ما ينبغي عمله أيضاً
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ثمة ما ينبغي عمله أيضاً

 فلسطين اليوم -

ثمة ما ينبغي عمله أيضاً

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

أسبوعان على تجاوز القرار، الذي أعلن نتنياهو بإصرار كبير، أنه سيقوم بالإعلان عن ضمّ أراضٍ في الضفة الفلسطينية، جعله ذلك يطأطئ الرأس، ولا يعود للحديث عن ذلك إلاّ لماماً.
الساحر يكابر، وينشر الاتهامات في كل اتجاه عن الفشل الذي أصابه، ولكنه يستمر في المعاندة.

ثمة أسباب عديدة لفشل نتنياهو حتى الآن في تنفيذ ما يؤمن بأنه إنجاز تاريخي له وللحركة الصهيونية وإسرائيل، لعلّ أهمها سببان؛ أولاً، التريث الأميركي، وثانياً، التعارضات داخل الحكومة.

من الواضح أن الإدارة الأميركية مترددة في منح إسرائيل الضوء الأخضر، بسبب ضغوط خارجية، وانشغالات داخلية، وتزايد المعارضة في صفوف الكونغرس.
الإدارة الأميركية منشغلة في مواجهة «كورونا» والآثار الاقتصادية العميقة التي رفعت مستوى البطالة إلى نحو 14%، وكبّدت الاقتصاد الأميركي خسائر هائلة.

وعلى الصعيد الخارجي تنشغل الإدارة الأميركية في مواجهة تجارية مع الصين بالإضافة إلى إيران، وتتخذ المزيد من العقوبات، التي لا تؤثر فقط على هاتين الدولتين وإنما تؤثر، أيضاً، على الولايات المتحدة ذاتها.

ثمة رؤيتان تتنازعان الموقف الأميركي، يعبر عن إحداهما السفير الأميركي المستوطن في إسرائيل ديفيد فريدمان، والأخرى يعبّر عنها جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب وأكثر من اشتغل في هذا الملف.

يستعجل فريدمان ويتحمّس لأن تعطي الإدارة الأميركية الضوء الأخضر لإسرائيل كي تقوم بمباشرة ضمّ أراضٍ في الضفة دفعة واحدة، أو بالتدريج فيما يرى كوشنر أن الضمّ أحادي الجانب، قد ينطوي على محاذير كثيرة ليست في مصلحة إسرائيل.

في إسرائيل تتزايد المعارضة لقرار الضمّ في الحكومة وخارجها، وقد بدأت المعارضة تعبّر عن ذلك من خلال التظاهر، وآخرها يوم الثلاثاء أمام مقر الحكومة في القدس حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب برحيل نتنياهو عن الحكومة.

عوامل عديدة تتضافر في محاصرة نتنياهو، الذي بدأت تتراجع شعبيته، ولم يعد يهدد بحل الحكومة والذهاب إلى انتخابات رابعة كان يعتقد بأنها ـ وحسب استطلاعات للرأي ـ ستؤدي إلى فوز اليمين بشكل كاسح يمكنه من تشكيل حكومة من دون «أزرق ـ أبيض»، الذي سيختفي من المشهد.

أزمة في الحكومة على خلفية الحوار حول قرار الضمّ، رغم أن الكل متفق من حيث المبدأ على الوجهة العامة وأزمة صامتة بين نتنياهو والأجهزة الأمنية والجيش حول استهتار نتنياهو بما يمكن أن يترتب من تبعات أمنية وسياسية لقرار الضم.

أزمة أخرى يظهر فيها نتنياهو ضعيفاً إزاء السياسة المتبعة لمواجهة جائحة «كورونا»، حيث تقترب أعداد المصابين إلى حافّة الخطر من فقدان السيطرة.
وفوق كل ذلك الآثار الاقتصادية الناجمة عن جائحة «كورونا»، وضعف قدرة الحكومة على احتواء الفقر والبطالة لدى فئات واسعة، والخسائر التي تتكبدها الشركات والتي لا تنقذها مليارات الدولارات التي يقول نتنياهو إنه سيخصصها لاحتواء الجائحة وتمكين المنشآت الاقتصادية والتجارية.

في هذا السياق لا يمكن لأحد أن ينكر أو يتجاهل أثر السياسة الفلسطينية النشطة في محاصرة إسرائيل، ونجاحها في استنهاض حملة دولية واسعة، رافضة ومقاومة لقرار وسياسة الضمّ بما في ذلك الكثير من حلفاء وأصدقاء إسرائيل، وتهديد الاتحاد الأوروبي باتخاذ عقوبات في حال أقدمت حكومة نتنياهو على تنفيذ قرار الضمّ.

لقد منحت السياسة الإسرائيلية التوسعية، وعنوانها الجديد الضمّ، الفلسطينيين فرصة جيدة، لإعادة فرض القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، ورفع مستوى وعي المجتمع الدولي إزاء حقائق الصراع، وتوسيع دائرة التضامن مع الشعب الفلسطيني.

لقد شكّل الصراع حول قرار الضمّ بروفة مهمة، لمدى قدرة الفلسطينيين على النجاح حين يوظفون على نحو جيد ما يمتلكون من أوراق قوة، رغم أنهم حتى الآن لم ينجحوا في معالجة الأزمة الأهمّ والأخطر وهي موضوع الانقسام.

إن هذا النجاح من شأنه أن يولّد حالة من الضغط الأشد والمسؤولية الأكبر على أطراف الانقسام الفلسطيني، حيث إن إنهاء الانقسام، سيشكل الضربة الأشد إيلاماً لنتنياهو وإسرائيل.
في كل الأحوال فإنه من غير المنطقي، أن يعتقد أحد أن هذا الإنجاز الذي يتحقق يمكن أن يثني نتنياهو عن تنفيذ قرار الضمّ، أو أن يراهن أحد على أن الإدارة الأميركية الراهنة ستظل على موقفها الراهن.

المعركة لا تزال مفتوحة، ومن المرجّح أن لا يمضي هذا العام، قبل أن ينفّذ نتنياهو قرار الضمّ على الأقل لبعض أهمّ الكتل الاستيطانية، إذ ليس من الحكمة تجاهل أن إسرائيل لا تقيم أي وزن أو اهتمام، لأي معارضة دولية إن كان في الأمم المتحدة أو خارجها طالما أنها تستقوي بالولايات المتحدة التي يقف على رأسها أسوأ ما مرّ في تاريخها من الرئيس ترامب.
الفلسطينيون في حالة دفاع هجومي، ومن المناسب عدم التوقف، ومواصلة تفعيل ما لديهم من أوراق قوّة، ومنها الآن تفعيل دور الجنائية الدولية، التي توشك على التحرُّك الميداني.

قد يهمك أيضا  

في معادلة تحرير الأرض والإنسان

خطوة لا تلامس حدود الخطر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثمة ما ينبغي عمله أيضاً ثمة ما ينبغي عمله أيضاً



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:42 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تحديد موعد إجراء قرعة دوري المحترفين والأولى

GMT 10:04 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الأطعمة الدهنية تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والدماغ

GMT 18:00 2017 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

أوزيل يرد على انتقادات جماهير أرسنال

GMT 03:12 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

ظلال عيون يناسب صاحبات البشرة السمراء

GMT 07:08 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

أشهر الأماكن للسياحة في روسيا خلال موسم الشتاء

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يفضّل جلوس رونالدو على مقاعد البدلاء أمام "أتلانتا"

GMT 14:19 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع دعوى قضائية ضد الملحن فارس اسكندر بعد تطاوله على الكعبة

GMT 17:01 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس الأولمبية الإسبانية يبرز قوة الرياضة لحل أزمة كتالونيا

GMT 17:32 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الصافي يمنح لاعبات «طائرة الأهلي» راحة من التدريبات

GMT 01:56 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي على إمام المسجد الأقصى

GMT 17:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"La Reserve Geneve" لقاء بين الرفاهية والكمال في آن واحد
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday