حول سياسة الانتظار ونظرية قلة الحيلة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

حول سياسة "الانتظار" ونظرية "قلة الحيلة"

 فلسطين اليوم -

حول سياسة الانتظار ونظرية قلة الحيلة

غسان زقطان
بقلم : غسان زقطان

ثمة استرخاء غير مفهوم يكتنف الجهات المعنية بالتحرك بكل ما يتعلق بقرار المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية «فاتو بنسودا»، وتحويل قرار مباشرة إجراء التحقيقات بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في فلسطين الى «الهيئة التمهيدية».الحقيقة، يصعب إحالة هذا الاسترخاء الغريب لـ»الحكمة» والتروي، ولا ينبغي وضع مثل هذا التحرك على رفوف الانتظار التي تكدست عليها أفكار وقضايا ونوايا، لا شك في وطنيتها، انتظار أفقدها ملامحها وفعاليتها وقدرتها على التواصل مع الواقع والمتغيرات، انتظار بدّد الكثير من مناطق العمل وإمكانيات الإنجاز.الانتظار ليس دائما حكيما، ثمة

انتظار ينبع من حكمة الخائف وتردده، ومن عجز الأدوات و»قلة الحيلة».في السياسة، لا يوجد شيء يمكن تسميته «قلة الحيلة».عندما تتحمل مسؤولية البحث عن العدالة، وتتولى مهمة الدفاع عن حقوق الشعب ومستقبله، لا ينبغي أن تضع في قاموسك «قلة الحيلة» و»الانتظار» بمفهوم «لا بد أن تحدث معجزة تغير الأمور».هناك ثغرة واسعة تحولت الى سمة في المشهد السياسي الفلسطيني، ثغرة تفصل بين الموقف السياسي المعلن، وبين أدوات التعبير عن هذا الموقف وترجمته الى حالة شعبية في الشارع وتحرك دولي ضاغط، فجوة مؤلمة تسببت في قطار العثرات الذي صعدنا إليه منذ

محطة «أوسلو»، وتفاقم مع الانتفاضة الثانية ثم انقلاب «الإخوان المسلمين»، وبلغ ذروته مع «الانقسام».نظريا، يمكن الحديث عن بنية واضحة وشجاعة في الموقف الفلسطيني من «صفقة القرن» وإدارة ترامب ومبعوثيها، رغم قصور الأدوات، موقف يستمد قوته وجدارته مما تبقى، وهو قليل على أية حال، من حضور منظمة التحرير الفلسطينية في وعي الناس والعالم.حضور اتضح خلال العقد الأخير انه يعاني، بدوره، من انفصام حاد بين وعي الناس، أو أغلبيتهم، الذي يرى في المنظمة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب، ووعي النخبة السياسية التي ترى في المنظمة إناء للفصائل، مع التأكيد

على أن «النخبة» هنا تعبير دارج لا أكثر.«الاسترخاء» الذي أشير إليه، بمعنى أكثر دقة حالة عدم الفعالية التي تعيشها مؤسسات السلطة الفلسطينية، هي النتيجة الوحيدة التي يمكن الحصول عليها في ظل انعزال السلطة وافتراقها عن هموم الشارع وهواجسه، الانعزال عن الشارع هو انعزال عن مكونات الصراع مع الاحتلال، هو خروج غير آمن من هذا الصراع. وهذا ينفي دون شك سبب وجود السلطة نفسها.الوصول الى «محكمة الجنايات الدولية» يمثل نقطة مفصلية في مجريات الصراع مع الاحتلال، وهي ليست وليدة قرار الانضمام الى المحكمة الدولية وتقديم الملفات الثلاثة؛ الاستيطان

والأسرى ومقتلة مسيرات العودة، الملفات الثلاثة ستفتح حقبة جديدة في مقاومة الاحتلال فيما لو قرر القضاة الثلاثة في الهيئة التمهيدية المباشرة في فتح التحقيقات.وهي، المواجهة، محصلة لتراكم طويل من التضحيات والصبر والعمل بدأ منذ عشية «النكبة»، وشاركت فيه قوى ومؤسسات وأفراد على مدى أكثر من جيل، ولمواصلته ينبغي توظيف المشاركة الممكنة الأوسع والتحرك على أكثر من مستوى، إذ سيكون من المحزن احتكاره وتفسيره والتعامل معه على غير ذلك الضوء وبعيدا عن تلك الحقيقة.

قد يهمك ايضا : 

  غسان زقطان يطلق روايته الجديدة "حيث اختفى الطائر"

  اختيار غسان زقطان رئيسًا فخريا لأيام "الأدب العربي" في برلين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول سياسة الانتظار ونظرية قلة الحيلة حول سياسة الانتظار ونظرية قلة الحيلة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 01:04 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء آثار يعلنون عن حمامات بها أنظمة صرف صحي

GMT 15:37 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال يعتدي على طلبة الخضر في بيت لحم

GMT 11:44 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

ترجمة "غوغل" تُثير غضب المتظاهرين في هونغ كونغ

GMT 05:36 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

وفاة الابنة الوحيدة للفنان الراحل رشدي أباظة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday