لا تكفي المراهنة على حركة التاريخ
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لا تكفي المراهنة على حركة التاريخ

 فلسطين اليوم -

لا تكفي المراهنة على حركة التاريخ

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

غير عادي، المحفل، الذي تقيمه إسرائيل، لإحياء ذكرى «الهولوكوست»، بهدف استقطاب تعاطف بعض الزعماء والساسة. وهو محفل يشارك فيه أكثر من خمسين رئيساً، ووزيراً، ومندوباً عن مؤسسات دولية يجيئون إلى دولة الاحتلال، في مناخ سيادة منطق القوة وأنانية المصالح.والمسألة هنا هي مسألة حق القوة وليس قوة الحق الفلسطيني والعربي، فالدول وفق استراتيجياتها ولتحقيق مصالحها، لا ترحم ضعيفاً، ولا تحترم قيمة أو قانوناً. الضعف في هذا الزمان، وفي كل زمان، كان سبباً للتطاول على الحقوق، وكان سبباً في أكل عظم الضعيف قبل لحمه.

غير أن الوقوف على أسباب نجاح إسرائيل في استقبال هذا العدد من زعماء وسياسيي العالم، وهو أقل من عدد الدول التي تصوت إلى جانب إسرائيل في المؤسسات الدولية، يعود إلى حدّة عمليات الاستقطاب، والتزاحم لاقتسام غنيمة العرب، وهو انعكاس لمدى اتساع دائرة الأطراف المتنافسة لتحقيق مصالحها في هذه المنطقة، لجني الأسماك بدون عناء، طالما أن البحر في هذه المنطقة ينحسر على نحو كبير.على أن هذه مرحلة وتمرّ، فالتاريخ دول، وإن بدا بأن اسرائيل يمكن أن تتفاخر بوجود هذا الحشد، فإن ذلك ليس إلا جولة ومحطة، وأحد تعرجات حركة التاريخ الصاعدة، وأحد مظاهر الصراع المحتدم.

الحشد والتوقيت مناسب جداً لرئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي يحاول استغلاله، لتحسين صورته وشعبيته في الانتخابات المقبلة في آذار، إذ سيبدو على أنه يحظى باحترام المجتمع الدولي، مقابل منافس غر، لا رصيد له سوى خدمته في الجيش الإسرائيلي.يعلن نتنياهو، أنه سيستغل هذا الحشد للضغط أو إقناع، ضيوفه، بضرورة الوقوف إلى جانب إسرائيل، لمنع المحكمة الجنائية الدولية من مواصلة العمل على خط إزالة الاعتراضات القانونية، من أمام المحكمة لمواصلة التقدم نحو بدء التحقيق بجرائم حرب ارتكبتها إسرائيل. في الواقع فإن حضور هؤلاء الزعماء إلى إسرائيل لا يغير بالضرورة من مواقف دولهم إزاء دور الجنائية الدولية، فالمسألة هنا ليست مسألة إقناع بالكلام، طالما أن الوقائع على الأرض، ستحرج أي مسؤول دولي أمام شعبه، إن هو خالف الحقيقة.

بعض الدول أعلنت مسبقاً أنها لا ترى مشروعية لما تقوم به الجنائية الدولية، وتبدي استعداداً للتعاون مع النشاط الذي تقوم به الدبلوماسية الإسرائيلية، لوقف عمل المحكمة الدولية. هذه الدول التي تتزعمها الولايات المتحدة، تقف دائماً إلى جانب إسرائيل، في مختلف الأحداث والمواقف، والمحافل، انطلاقاً من مبدأ اصطفافها الى جانب دولة الاحتلال وسيحاول نتنياهو ايضا الضغط أو إقناع بعضهم بتغيير مواقفهم إزاء اعتبار القدس عاصمة موحَّدة لإسرائيل.

في المحصّلة فإن الجهد الإسرائيلي لم يتوقف عند حضور هؤلاء هذا المحفل، فمن كان عليه أن يغير موقفه وسياساته، كان قد فعل ذلك، من قبل، طالما أن الحلف الأميركي الإسرائيلي قد بدأ حملته منذ وقت طويل، لكن الاستجابة كانت محدودة.في الاطار العام، ولخلق مناخ تحضيري، تتنافس الأحزاب الإسرائيلية على تقديم وعودات، بشأن استعدادها للإقدام على اتخاذ قرارات واجراءات، للاعلان عن ضم غور الاردن، والمناطق الاستيطانية، في محاولة من جانبين:

أولاً، تريد إسرائيل أن تحضر المستمعين من الحضور الى انها، ستقدم على هذه الخطوة التي تخالف قرارات الشرعية الدولية.وثانياً، هي محاولة لشراء اصوات المستوطنين في الضفة الغربية والقدس. لا تدرك السياسة الإسرائيلية أن المسألة لا تتوقف على الإعلانات، والقرارات وحتى الإجراءات، إذ إن كل الأرض الفلسطينية تحت الاحتلال، الذي يستبيحها، ويطبق عليها ما شاء من القرارات والقوانين والإجراءات، لكن ما لا تستطيع إسرائيل فعله بدون أن تغرق في وحل العنصرية، والارهاب، هو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، ولكن رغم معرفتنا بهذه الحقيقة، إلاّ انه كم  المحذور الارتكان إلى ذلك فقط، إذ لا بد أن يصحو الفلسطينيون إلى أهمية الزمن، وإلى نوع وحجم الثمن، في حال استمر حالهم على ما هو عليه من انقسام وهوان.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

مسيرات العودة.. إلى أين؟

ماذا تنتظرون وعلى ماذا تراهنون؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تكفي المراهنة على حركة التاريخ لا تكفي المراهنة على حركة التاريخ



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 15:40 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 10:57 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

تعرّف على "Corolla" الجديدة كليا من "تويوتا"

GMT 21:54 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"Urban EV Concept" أول سيارة هوندا كهربائية

GMT 05:12 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحماية التاريخ

GMT 11:37 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

باحثون يكتشفون عظمة غامضة في جسم الإنسان

GMT 07:56 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 10:49 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات ريسبشن رائعة و جذابة تبهر ضيوفك

GMT 11:25 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

أحمد الشناوي يكشف سبب انتقادات حارس الأهلي له

GMT 09:28 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

كيف تكتشف مافي نفوس الأخرين وأنت صامت؟

GMT 07:00 2017 الثلاثاء ,19 أيلول / سبتمبر

بذخ أسطوري في أغلى حفلة زفاف لابن ملياردير أرمني

GMT 21:01 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيلسي يحصد جائزتَي أفضل مدرب ولاعب في "البريميرليغ"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday