فلسطينيو الداخل بمقدورهم
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

فلسطينيو الداخل بمقدورهم!!

 فلسطين اليوم -

فلسطينيو الداخل بمقدورهم

عبدالناصر النجار
بقلم : عبد الناصر النجار

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تغطية عنصريته وخطاياه تجاه فلسطينيي الداخل بخطاب إعلامي مناقض لما سمعناه منه دائماً، وكذلك في حملته الانتخابية للكنيست في الجولات السابقة، من خلال محاولة الاستمالة وتقديم جزرات عفنة لهم؛ للحد من تصويتهم بالانتخابات المقبلة في بداية آذار.
نتنياهو الذي رفع شعار» العرب يريدون تدمير دولة اليهود» كان يعمل لتحريض اليمين الإسرائيلي للتصويت بكثافة في انتخابات نيسان الماضي، وهذا ما حصل، ولم يستشعر الفلسطينيون في الداخل الخطر الداهم تجاه وجودهم وصمودهم على أرضهم، فتقاعسوا عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، ولم تصل نسبة تصويتهم حاجز الـ 49%، وطفت الخلافات الداخلية والانقسام السياسي فكانت النتيجة الحصول على 9 مقاعد فقط للكتلتين المتنافستين مقابل 12 مقعداً في انتخابات الكنيست قبل أربع سنوات تقريباً.
وخلال انتخابات الإعادة، في أيلول الماضي، وإثر ضغوط مكثفة من أجل الوحدة والتعلم من درس الفشل السابق، ووقف الصراعات الداخلية، تمكّن فلسطينيو الداخل من الحصول على 13 مقعداً، وهو ما حطم أحلام نتنياهو في تشكيل حكومة برئاسته، وممارسة ضغط على منافسه رئيس كتلة «أزرق أبيض» بيني غانتس والحصول على مجموعة من الوعود، خاصة فيما يتعلق بموضوع المساواة.
من الأسباب الرئيسية لارتفاع نسبة تصويت فلسطينيي الداخل تأكدهم من خطورة اليمين الإسرائيلي ليس باتجاه قضاياهم الحياتية فقط، بل في وجودهم برمته، وأيضاً للحد من التدهور السياسي، مع التسريبات الأولية لـ»صفقة القرن» وتبعاتها عليهم، وعلى القضية الفلسطينية بشكل عام.
الإعادة الثانية لانتخابات الكنيست، في الثاني من شهر آذار المقبل، أكثر من حاسمة وربما الأهم في تاريخ الفلسطينيين في الداخل الذين عانوا من الإجراءات العنصرية ابتداءً من الحكم العسكري في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، ومصادرة أكثر من 90% من أراضيهم لصالح الاستيطان وحتى اليوم، بعد إعلان «صفقة القرن» التي تضمنت بنوداً باقتلاعهم، والكشف عن مخطط إسرائيلي بموافقة أميركية في التخلص من أكثر من 300 ألف مواطن فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية، ونقلهم إلى إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية، مع ملاحظة أن مخطط النقل يتعلق بالسكان وليس بأراضيهم المصادرة بعد العام 1948.
«صفقة القرن» تتحدث عن التخلص من سكان قرى كفر قرع وعرعرة وباقة الغربية وأم الفحم وقلنسوة والطيبة وكفر قاسم والطيرة وكفر برا وجلجولية، واستثناء سكان قريتين هما جيت وزيمر لموقعهما الإستراتيجي حسب النظرة الإسرائيلية.
بعد الكشف عن المخطط التهجيري بدأت عاصفة الاستشعار بالخطورة تتحرك وإن كانت ببطء. فاليمين العنصري الإسرائيلي بقيادة نتنياهو يجهد للتخلص من فلسطينيي الداخل لإعادة ما يطلق عليه التوازن الديموغرافي في منطقتي المثلث والجليل، على الرغم من فشل كل الحكومات الإسرائيلية السابقة منذ العام 1948 وحتى اليوم في تحقيق مثل هذا التوازن غير المبرر وغير الأخلاقي.
والمعلومات تشير إلى أن البنود المتعلقة بمنطقة المثلث في «صفقة القرن» هي في الأساس رؤية لنتنياهو، وهو الذي طلب من كوشنر وفريقه من عرابي الصفقة إدراج هذا التوجه العنصري نحو أهالي المثلث.
مع اقتراب الانتخابات الجديدة للكنيست، وجد نتنياهو نفسه متورطاً بمعاداة فلسطينيي الداخل، ما تسبب بردة فعل عكسية في الانتخابات السابقة، وأصبح نتنياهو على يقين بأهمية الصوت العربي الذي سيكون حاسماً، ما جعله يتراجع تكتيكياً ولفظياً عن مواقفه السابقة، وإعلانه أن الحكومة الإسرائيلية لم توافق على التبادل السكاني، ونافياً نقل سكان المثلث (حتى الآن)، ولكن دون نفي فكرة النقل كما وردت في الصفقة التي يمكن تطبيقها لاحقاً.
ثم بدأ نتنياهو يقدم جزراته العفنة إلى الفلسطينيين في الداخل من خلال تغريداته حول موسم الحج، داعياً إلى رحلات مباشرة من مطار اللد إلى العربية السعودية، وتخفيض كلفة السفر إلى أقل من 50% من الكلفة الحالية، بل أكثر من ذلك استخدم في إحدى تغريداته آية قرآنية وباللغة العربية، وبدا كبيت الشعر الذي مطلعه «برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا».
الجزرات العفنة التي يقدمها نتنياهو لفلسطينيي الداخل هي انقلاب زمني على الخطاب السياسي السابق؛ بعدما تبين له أن التحريض العنصري ضد العرب جاء بنتيجة عكسية وكارثية بالنسبة له.
وعليه فإن الفلسطينيين في الداخل أمام مفصل تاريخي: إما تفتتهم بعدم المشاركة في الانتخابات، أو زيادة قوتهم للحفاظ على وجودهم وتصديهم لـ»صفقة القرن» ومنع نكبة ثالثة للشعب الفلسطيني.
المطلوب صحوة شاملة، خاصة من أهالي قرى المثلث التي يجب أن تلقن العنصريين درساً من أجل مستقبل أطفالهم.
في الثاني من آذار، سيسجل التاريخ مواقف فلسطينيي الداخل ليهبوا للوقوف سداً منيعاً أمام سياسة التهجير والحفاظ على الوجود والتصويت بنسبة لا تقل عن 85% وليس 60%. و في حال حصول القائمة الموحدة على ما يزيد على 15 مقعداً في الكنيست - وهذا ممكن - سيذهب نتنياهو وعنصريته ليس للبيت ولكن للسجن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطينيو الداخل بمقدورهم فلسطينيو الداخل بمقدورهم



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:42 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تحديد موعد إجراء قرعة دوري المحترفين والأولى

GMT 10:04 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الأطعمة الدهنية تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والدماغ

GMT 18:00 2017 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

أوزيل يرد على انتقادات جماهير أرسنال

GMT 03:12 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

ظلال عيون يناسب صاحبات البشرة السمراء

GMT 07:08 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

أشهر الأماكن للسياحة في روسيا خلال موسم الشتاء

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يفضّل جلوس رونالدو على مقاعد البدلاء أمام "أتلانتا"

GMT 14:19 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع دعوى قضائية ضد الملحن فارس اسكندر بعد تطاوله على الكعبة

GMT 17:01 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس الأولمبية الإسبانية يبرز قوة الرياضة لحل أزمة كتالونيا

GMT 17:32 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الصافي يمنح لاعبات «طائرة الأهلي» راحة من التدريبات

GMT 01:56 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي على إمام المسجد الأقصى

GMT 17:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"La Reserve Geneve" لقاء بين الرفاهية والكمال في آن واحد

GMT 02:05 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

بيبي ريكسا بفستان قصير وردي أبرز جسدها الرشيق

GMT 12:00 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عباس يستقبل طلبة كلية الشرف في جامعة النجاح

GMT 06:46 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرطة الاستراليةتعلن عن عمليات طعن متعددة في ملبورن

GMT 17:25 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محافظ قلقيلية رواجبة والنائب العام يبحثان عدة القضايا
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday