انتفاضة عكس السير
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

انتفاضة عكس السير

 فلسطين اليوم -

انتفاضة عكس السير

بقلم - عمرو الشوبكي

انتفاضة الشعب السودانى المستمرة منذ أكثر من شهر جاءت فى وقت سارت فيه معظم الثورات العربية فى طريق بناء نظم وأوضاع سياسية أسوأ مما كانت عليه قبل الثورات.

وإذا كان من الطبيعى أن ينتفض قطاع واسع من الشعب السودانى ضد نظام شاخ رئيسه فى الحكم 30 عاما، فقد بقى السؤال الكبير وهو ما مصير هذه الانتفاضة الشعبية العظيمة والسلمية والراقية فى ظل واقع عربى يقول معظم حكامه إن الثورات والانتفاضات كانت وبالاً على شعوبها وإن قطاعاً من الرأى العام يترحم على الأوضاع والنظم السابقة للثورات من مصر إلى ليبيا إلى اليمن، وحتى تجربة النجاح التونسية هناك تيار يرى أن الأوضاع فى عهد بن على كانت أفضل مما هى عليه الآن؟!

انتفاضة السودان تحمل رسائل وتحديات كبرى، فهى أولاً تعيد الاعتبار لـ«الطبيعى» أى من حق الشعوب أن تثور على حكامها إذا بقوا فى السلطة سنوات طويلة وفشلوا فى الاقتصاد كما فى السياسة، وفى نفس الوقت هى تثير التحدى الدائم، وهو أن الهدف ليس إسقاط النظام القائم إنما هو بناء نظام بديل.

والحقيقة أن معضلة السودان كبيرة ومركبة فهو بلد عانى من انقسامات عرقية أدت إلى انفصال جنوبه وهو يعانى من انقسامات مشابهة فى دارفور لا تزال تهدد وحدته، كما أنه يعانى من توظيف الدين فى السياسة، فالحكم هناك يدعى أنه إسلامى وتحالف مع الإخوان لفترة طويلة قبل أن يفض التحالف الرسمى بينهما ويبقى على عناصر إخوانية كثيرة داخل أروقة السلطة، وأنتج نموذجاً لا يدرس من الحكم الاستبدادى الذى وظف الدين للتنكيل بالخصوم والمعارضين وفى الفشل السياسى والاقتصادى.

ورغم أن الشعارات التى يرفعها الحكم فى السودان إخوانية وتتناقض مع شعارات نظم عربية كثيرة تدعمه إلا أن تيار إبقاء الأوضاع القائمة الذى يحكم معظم البلاد العربية دعم النظام السودانى فى مقابل تراجع تيار التغيير الذى بات قطاع منه غير متأكد من نتائج الانتفاضات الشعبية بعد أن اكتشف أن بعضها أنتج نظماً وأوضاعاً سياسية أسوأ من التى ثاروا عليها.

انتفاضة السودان يمكن أن تتلافى أخطاء وخطايا تجارب الفشل فى الثورات العربية وتحدد أولاً المسار البديل ببناء خط سير سياسى (وليس بالضرورة جبهة أو تنظيم أو أيديولوجية) قد يقبل باستمرار البشير فى السلطة وضمان عدم ترشحه مرة أخرى للرئاسة فى العام القادم، أو يتوافق على دعم أحد الوجوه شبه الإصلاحية من داخل النظام، خاصة فى ظل تداول أسماء من داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، يمكن أن تمثل جسرا آمنا بين النظامين القديم والجديد وسيكون وصولها للسلطة بفضل انتفاضة شعبية وليس عبر ترتيبات الأجهزة والدولة العميقة.

انتفاضة السودان قريبة من أن تقدم نموذجا ناجحا بشرط أن تعرف أن معارك التغيير والإصلاح هى معارك بالنقاط وليست بالضربة القاضية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة عكس السير انتفاضة عكس السير



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 13:29 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

"ساعة رضا" فيلم كوميدي يُقدم معالجة جديدة لآلة الزمان

GMT 04:25 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

الأحمر النابض يبرز أناقة وجرأة الرجل في الربيع

GMT 10:57 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

تعيش أجواء حماسية خلال هذا الأسبوع

GMT 21:48 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

"بورش" تستدعي أكثر 75 ألف سيارة حول العالم

GMT 03:07 2018 الخميس ,19 تموز / يوليو

آستون مارتن تطرح "وحشا" رياضيا جديدا

GMT 21:17 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

أرخص 10 طرز "كروس أوفر" لعام 2018 في أسـواق الإمارات

GMT 10:27 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

الرئيس عباس يستقبل وزير الداخلية الأردني

GMT 05:27 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

القضاة يبذل جهودًا للحصول على إعفاءات جديدة

GMT 00:46 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف 4 مقابر لأطفال في أسوان أحدهم مصاب

GMT 14:26 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

حمدان بن محمد يزور مقر دائرة التنمية الإقتصادية في دبي

GMT 02:53 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى عامر تبرز شرم الشيخ كمدينة سياحية عالمية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday