انفصال الأكراد
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

انفصال الأكراد

 فلسطين اليوم -

انفصال الأكراد

بقلم : عمرو الشوبكي

صوّت حوالى 93% من أكراد العراق لصالح انفصال إقليم كردستان عن الجمهورية العراقية، رغم الصعوبات الكثيرة التى مازالت تواجه الإقليم من أجل تحقيق استقلاله عما تبقى من الجسد العربى.

إن النقاش حول قضية الأقليات القومية والعرقية فى العالم العربى حديث شائك، لأنه كثيرا ما يدفع البعض لتكرار حديث المؤامرة الذى يحول المنطقة كلها إلى مفعول به ويجعلها فى صورة العاجز عن أى مقاومة أو فعل، ولو ببناء نموذج تنموى وديمقراطى فى الداخل يواجه تحديات الخارج.

يقينا الأكراد قومية أخرى غير العربية والتركية والفارسية، وليس مطلوبا أن يعيشوا قهرا تحت حكم أى قومية أخرى كما جرى لفترات طويلة، خاصة أن تاريخهم الحديث هو تاريخ صراع دائم مع كل القوميات التى حاولت أن تذيب هويتهم القومية.

صحيح أن هناك قوميات كثيرة ذابت فى قوميات أخرى، وهناك من تحولت «أقصى أمانيها» إلى الحصول على حكم ذاتى، أو احترام لغتها وخصوصيتها الثقافية فى ظل سيطرة (وحكم) قومية أخرى، بمعنى أنه لا توجد قاعدة تاريخية تقول إن كل القوميات أسست دولا مستقلة، ولا كلها ذابت فى قوميات أخرى، ويصبح من الصعب فصل العوامل الجيوسياسية عن الحق الأخلاقى فى تقرير مصير أى قومية دينية أو عرقية.

إن الدولة الكردية المستقلة وارد نجاحها فى العراق رغم الصعوبات الحالية، نظرا لضعف الدولة العراقية، ولكنه مستحيل نجاحها فى تركيا أو إيران نظرا لقوة الدولة والنظام السياسى هناك.

فالمؤكد أن استفتاء أكراد العراق مستحيل أن يقوم به أكراد تركيا أو أكراد إيران، ولكن ربما يقوم به فى المستقبل أكراد سوريا، فالأمر لا يخضع فقط لصحة الموقف الأخلاقى والقانونى بضرورة إعطاء حقوق المواطنة الكاملة للأقليات المختلفة وحقها الثقافى فى التعبير عن عاداتها وتقاليدها وتعلم لغتها، وهو ما انتزعه جزئيا معظم أكراد المنطقة، إنما أيضا لاعتبارات سياسية داخلية وخارجية كثيرة.

يقينا الأكراد قومية أخرى غير العربية، هذا واقع تاريخى وثقافى لا علاقة له بالمؤامرة، ويقينا أيضا أن من حق الأقليات القومية أن تحصل على كامل حقوقها الثقافية، أما حقوقها السياسية فهى قد تكون حكما ذاتيا كما جرى فى كردستان العراق أو انفصال كامل عن العراق كما صوت مؤخرا الأكراد، وهنا نكون انتقلنا من مساحة الحق المطلق (حق كل قومية فى التعبير عن نفسها ثقافيا ودينيا ولغويا) إلى مساحة الاجتهاد النسبى، أى الاختيار بين الحكم الذاتى أو بناء دولة مستقلة.

اعتراض الكثيرون على انفصال الأكراد لا يرجع لأنهم جزء من مؤامرة صهيونية فى خصر الأمة العربية، وغيره من الكلام الفارغ الذى يسىء لنا كعرب أكثر مما يسىء للأكراد، إنما بسبب توقيت الانفصال الذى يستغل ضعف الدولة العراقية، كما أنه يضم أقاليم متنازع عليها مثل كركوك والموصل، ويدفع أطرافا غير عربية- أى تركيا وإيران- لمزيد من التدخل فى الصراع الدائر فى العراق.

علينا أن نقر بمبدأ حق تقرير المصير للأكراد وليس المؤامرة، ولكن الشكل السياسى لهذا التقرير لا يعنى بالحتم والضرورة، وكما علمتنا تجارب التاريخ أن يكون نهايته دولة مستقلة، فالاتحاد الفيدرالى بين قوميات متعددة خيار أيضا ضمن خيارات أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفصال الأكراد انفصال الأكراد



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:29 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتشف اليوم خيوط مؤامرة تحاك ضدك في العمل

GMT 23:37 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء

GMT 10:04 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

أسطورة ليفربول يدافع عن محمد صلاح

GMT 09:44 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

قلعة "سيسينغورست" تكشف عن قصة حب غير تقليلدية

GMT 11:40 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

باسل خياط ينشر صورًا برفقة زوجته تكشف استمتاعهما بوقتهما

GMT 05:24 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

نجيبكِ على أهم أسئلة الموضة الشائعة على "غوغل"

GMT 06:56 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

خبير يؤكّد تضرّر مستوى البحث العلمي الرياضي

GMT 01:53 2017 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

عادل إمام يوضح أن وجود الشباب في أعماله يسعده
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday