المنطقة المأزومة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

المنطقة المأزومة

 فلسطين اليوم -

المنطقة المأزومة

بقلم : عمرو الشوبكي

استقالة رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى من الرياض مشهد غير متكرر فى العالم العربى، ذلك أن يستقيل رئيس حكومة لديه ظهير شعبى وسياسى وفى بلد لديه هامش ديمقراطى (وليس منشقاً عن النظام كما فى الدول الاستبدادية) فى عاصمة دولة أخرى ولو شقيقة، فى وقت يمر فيه هذا البلد بأصعب عملية انتقال للسلطة منذ تأسيسه وحتى الآن أمر يثير تساؤلات أكثر مما يقدم أى إيجابيات.

يقيناً الوضع فى لبنان والمنطقة ملتهب بعد أن تجاوز حزب الله الخطوط الحمراء التى كانت تضمن حداً أدنى من التعايش بين الفرقاء اللبنانيين، وتحول إلى دولة فوق الدولة ترهن لحساب إيران قرار لبنان فى الحرب والسلام، ويتحول من حزب مقاوم إلى ميليشيا طائفية لن تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل كما يتوهم البعض، إنما ستحارب من أجل إيران والطائفية فى سوريا والعراق ولبنان واليمن حتى أصبح يمثل وجهاً آخر للجماعات الإرهابية السنية مع فارق رئيسى أن حزب الله ظل محافظاً على قدر من الشعبية (حتى لو خسر جزءاً منها) داخل بيئته الشيعية الحاضنة فلم يقتل أهله وطائفته مثلما فعل الدواعش فى كل المناطق السنية التى سيطروا عليها.

أن يرهن لبنان معظم معادلاته الداخلية فى السعودية وإيران دليل أزمة، وأن يذهب رئيس وزرائه للبلد العربى الأكثر مواجهة لإيران فى وقت أزمتها يطرح تساؤلات حول علاقة هذا الذهاب بأزمة السعودية الداخلية.

والسؤال: هل أراد الحكم البازغ فى السعودية أن يلعب بالورقة الإقليمية واللبنانية فى صراعاته الداخلية وفى المواجهة التى شهدتها البلاد بين الجناح القادم للحكم والجناح الذى يعتبر نفسه أحق بالحكم؟ وإلا لماذا جاء سعد الحريرى إلى السعودية فى هذا التوقيت الغريب؟

مدهش أن يأتى رئيس وزراء ويقول إن حياته مهددة فى بلده، إلى بلد آخر مهدد أيضاً بتحديات داخلية وخارجية، شهد توقيف 66 أميراً و4 وزراء حاليين وعشرات من كبار رجال الأعمال حتى شهدنا سقوط طائرة على متنها أمراء وقادة سعوديون (بينهم الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز آل سعود).

المشهد الداخلى السعودى مقلق، حيث مثل أصعب عملية انتقال للسلطة تمر بها البلاد منذ نشأتها الحديثة، ويقيناً الطريقة الإقصائية التى تم التعامل بها مع «مراكز القوى» المناوئة للملك القادم (محمد بن سلمان) مقلقة. صحيح أن هناك من يرى أنه لا بديل عنها فى أى صراع على السلطة فى بلد غير ديمقراطى، وهو أمر شهدنا ما هو أكثر قسوة منه فى بلاد أخرى، أو كما ذكرنى أحد الأصدقاء بمشهد الصراع على السلطة فى مصر عام 1971 بين الرئيس السادات ومعارضيه فوصفهم بمراكز القوى وسمى إقصاؤهم بثورة التصحيح والحرب على الفساد، وهو فى حقيقته كان صراعاً على السلطة.

أهمية السعودية بالنسبة لمن يتفقون أو يختلفون معها كبيرة، فنحن أمام بلد حقق تقدماً اقتصادياً وتنموياً كبيراً وصار البلد العربى الأكثر تأثيراً فى محيطه الإقليمى، صحيح أن كيان الدولة فى السعودية غير مهدد تهديداً وجودياً ولكن الصراع على السلطة هذه المرة هو الأخطر والأصعب منذ تأسيسها. فحفظ الله شعبها وجنب منطقتنا المأزومة مزيداً من الحرب والدمار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنطقة المأزومة المنطقة المأزومة



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 18:29 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

أسماك الوطواط العملاقة تغزو شواطئ غزة

GMT 09:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 09:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 04:57 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

الخلاف بين ترامب و"نيويورك تايمز" يسبب البلبلة

GMT 06:44 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

هل الرياضة تحسن قدرة الأطفال على التفكير؟

GMT 05:02 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مقادير وطريقة إعداد "كعكة اللبن"

GMT 02:11 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تجنب تناول السكريات والموز يقي من الحموضة

GMT 10:58 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

اكتشاف محاولة لتهريب قطع أثرية مصرية إلى العراق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday