هذه المرة هناك فرق
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

هذه المرة.. هناك فرق

 فلسطين اليوم -

هذه المرة هناك فرق

بقلم - مكرم محمد أحمد

لا أعتقد أن الهجوم الغادر على أتوبيس الأقباط المصريين العائدين من زيارة دير الأنبا صمويل كان يضع ضمن أهدافه الوقيعة بين أقباط مصر ومُسلميها، لأن الجناة المجرمين باتوا على يقين من أن هذا الهدف أصبح مستحيل التحقيق، وأن العلاقات بين أقباط مصر ومُسلميها جاوزت أن تكون علاقات بين شقين من الشعب المصرى يقتسمان حقوق المواطنة المصرية، وأصبحت علاقات أخوة وطنية، ويُشكلان عائلة مصرية واحدة، وهذا بالضبط ما عاناة البابا تواضروس وهو يؤكد أن الجريمة الغادرة استهدفت مصر كلها، وهو أيضا ما عناه الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر عندما أعلن أن المصاب مصاب الأسرة المصرية كلها، لأن العلاقات بين أقباط مصر ومُسلميها تستعصى الآن على أى محاولات تستهدف تخريبها، بعد أن تيقن الجميع عبر تجارب مرة عديدة أنها نسيج وطنى واحد يستعصى على التفرقة..، شكرا للأزهر الشريف وشكرا للكنيسة القبطية الوطنية، وشكرا لسماحة ورجاحة العقل المصرى الذى يرفض التطرف والغلو والتعصب، ويؤمن إيمانا عميقا بأن الدين لله والوطن للجميع، وأن عناق الهلال مع الصليب الذى عشنا صورته الكبرى فى ساحة الأزهر الشريف إبان ثورة 1919 التى جمعت مصر كلها على قلب رجل واحد، سوف يبقى أبدا يصون وحدة مصر الوطنية. ومن المؤكد أيضا أن الهدف الأول للجناة من ارتكاب جريمتهم هو اختطاف عناوين الصحف الغربية فى مناسبة افتتاح منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ والتشهير الكاذب بهشاشة استقرار مصر، وإفساد فرحة المصريين بانعقاد المؤتمر فى هذه المدينة الجميلة التى سوف تعود بإذن الله قريبا لتصبح كما كانت أهم مقاصد العالم السياحية وأجملها. وحسنا وألف براوة على المصريين الذين واصلوا احتفالاتهم فى شرم الشيخ وكأن شيئا لم يحدث، ورُب ضارة نافعة لأن شباب العالم الذى تجمع فى شرم الشيخ فى مدينة آمنة رأى بعينه كيف يندحر وينتحر الإرهاب فى مصر الآن، ويذهب بعيدا إلى أقصى الجنوب فى مكان جد مُنعزل، ليسمع العالم صوته الواهن من دير الأنبا صمويل على مسافة أكثر من 500 كيلو متر من شرم الشيخ لمجرد أن يثبت أنه لا يزال موجودا، لكنه وجود كالعدم، وجود شاذ وتافه وجبان، وجود حان واقترب موعد اقتلاعه. 

وما يعرفه المصريون على وجه اليقين، أن جريمة دير الأنبا صمويل هى نوع من ردود الأفعال البائسة واليائسة ردا على الهزائم التى تلاحق جماعات الارهاب فى مصر على المستوى الميداني، حيث تم تدمير البنية الأساسية لجماعات الإرهاب فى سيناء وإخلاؤها من أوكار ومخازن وملاجيء وملاذات وكهوف وسط الجبال، كما جرى تصفية أكثر من 90% من كوادره القتالية فى داخل سيناء وخارجها آخرهم زعيمهم هشام عشماوى المطلوب الأول فى مصر، الذى ضبطه الجيش الوطنى الليبى فى مدينة درنة المنيعة التى كانت تسيطر عليها جماعة الإخوان، وسقطت أخيرا بعد أن حاصرها الجيش الوطنى الليبى لعدة أشهر قبل أن يتمكن من اقتحامها قبل أسابيع محدودة ليجد هشام عشماوى بين فلول المحاصرين، كما نجح المصريون فى قطع معظم خطوط إمدادات هذه الجماعات التى كانت تأتى بحرا عبر ساحل المتوسط الشمالى أو تأتى عن طريق الظهير الصحراوى من خلال حدود مصر البرية غربا، والأخطر من هزيمة الإرهاب الميدانية هزيمته الفكرية تحت ضغوط قوة مصر الناعمة وفى مقدمتها الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الوطنية، وكتائب المثقفين والكتاب والفنانين والمسرحيين الذين نجحوا فى فضح أفكار الارهاب وكشف أوجه تناقضها وإفلاسها، كما استطاعوا اجتثاث جذوره الشعبية ليصبح مكروها معزولا. ومن المؤكد اخيرا أن النُصب التذكارى الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شرم الشيخ لضحايا الإرهاب فى حضور شباب العالم وبينهم ضحايا عديدون لداعش، أبرزهم الفتاة العراقية اليزيدية التى مارسوا معها صورا من العدوان الوحشى باعتبارها واحدة من سبايا داعش، جعلتها تكرس نفسها حربا على هذه الجماعات، تطوف العالم تفضح جرائمهم القذرة، وهاهو النصب التذكارى رمزا لهزيمة الإرهاب الذى سوف ينكسر على صخرة الإرادة المصرية، لأنه لم يحدث فى تاريخ الأمم أن خرجت تظاهرة إنسانية قوامها 30 مليون مصرى تطالب باجتثاث الإرهاب كما حدث فى مصر يوم 30يونيو، وقد علمنا التاريخ أن الشعب إذا أراد شيئا فلابد أن يستجيب القدر.

نقلا عن الاهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه المرة هناك فرق هذه المرة هناك فرق



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 15:57 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

غضب إماراتي من "بريزنتيشن" بسبب إفساد تكريم "الفراعنة"

GMT 11:11 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل الأرضي شوكي

GMT 13:18 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

خافيير زانيتي يعلّق على تصريحات سيميوني ويشيد بمدرب "الإنتر"

GMT 04:04 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو يؤكد "تمزق قلبي" على هجوم بيتسبرغ في أميركا

GMT 17:40 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل عسكري وإصابة مدني في انفجار لغم في ليبيا

GMT 19:54 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

ماء الورد لتهدئة الأعصاب

GMT 05:01 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

إليكِ خطوات تطبيق المكياج البرونزي بشكل احترافي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday