لم تنضج الظروف بعد
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لم تنضج الظروف بعد

 فلسطين اليوم -

لم تنضج الظروف بعد

بقلم : رجب أبو سرية

على عكس ما يتعلق بملف إنهاء الانقسام، عاد وفدا «فتح» و»حماس» من القاهرة، دون إبداء الكثير من التصريحات، لا تلك التي تتعلق بما تم تحقيقه في ذلك الملف، ولا حتى بما يوحي باهتمام الجانبين، حيث تبدو مصر راعية الملف كما لو كانت أكثر اهتماماً من طرفي الحالة الفلسطينية الداخلية، وكأنها «تجبرهما» على الإقدام على فعل أمر لا يحبذان القيام به أو أنهما فقدا الأمل في إمكانية تحقيقه، كان الاهتمام بملف التهدئة أو الهدنة بين إسرائيل وحماس. 
فاجتماع المكتب السياسي لحركة حماس في غزة بكامل أعضائه تقريباً(باستثناء خالد مشعل)، لأول مرة في تاريخه كان بالأساس من أجل الإجابة على مبادرة نيكولاي ميلادينوف، الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، ذلك انه على ضوء توجه وفد «حماس» إلى غزة، عقد الكابينت الإسرائيلي اجتماعاً خاصاً، حيث ناقش الجانبان كلاً على حدة بالطبع، المبادرة المذكورة .
وبعد أن لاح أن هناك تقارباً بينهما أو أن كلا منهما يقترب من قبول الخطوط العامة للخطة الأممية، تراجعت إسرائيل فجأة، فيما ردت عليها «حماس» بإعلان قرارات اجتماع مكتبها السياسي التي أكدت على الإطار العام لسياسة الحركة تجاه معظم القضايا السياسية، ومنها بالطبع الإصرار على التعامل مع كل ما يخص ملف جثث الجنود الإسرائيليين والمواطنين الإسرائيليين الأسرى لدى «حماس» باعتباره جزءاً من ملف تبادل الأسرى، ولا يمكن أن يكون مقابل تخفيف الحصار.
ولم يكتف الجانبان، بالإعلان عن أن الاقتراب من المبادرة الأممية، ما زال بعيداً، بل إن إسرائيل عادت لتسخين جبهة الحدود مع قطاع غزة، خاصة حين أقدمت على اغتيال كادري «حماس» عشية إقامة الاحتفال القسامي بتخريج دفعة جديدة من منتسبي الحركة. 
المهم في الأمر، بأنه مقابل النجاح الفلسطيني في فرض الانكفاء على «صفقة القرن»، وأقله هو تراجع واشنطن عن تحديد موعد عن إعلانها، رغم أن تفاصيل الصفقة ما زالت متداولة عبر الأعلام، ربما من أجل أن لا يتم إهمالها تماماً، واعتبار أنها قد سقطت نهائياً، مقابل ذلك فإن الكل الفلسطيني ما زال عاجزاً عن إغلاق ملف الانقسام، ومقابل المقترح المصري، الذي أعلن عن تفاصيله ولكن بشكل غير رسمي، فإن رئيس الحكومة، أعلن بأن تمكين الحكومة قد تم تحديده بالسيطرة على جهازي الشرطة والدفاع المدني، ويبدو أن هذا التصريح جاء بهدف اختراق الاستعصاء القائم، وإظهار استعداد السلطة اتخاذ موقف أكثر ليونة، خاصة في ملف الأمن وهو الملف الأصعب على مهمة إنهاء الانقسام.
رغم أن «حماس» لم تنجح بعد في التوصل مع إسرائيل لا لتهدئة عادية ولا إلى هدنة طويلة الأمد، من شأنها كسر الحصار عن قطاع غزة، إلا أن مجرد نجاح مسيرة العودة، في تحريك ملف كسر الحصار، كذلك في إعادة التداول فيما يخص ملف تبادل الأسرى، والتي هي عادة ما تزيد من رصيد «حماس» السياسي، فقد ارتفع سقف خطاب «حماس» تجاه ملف إنهاء الانقسام.
وربما كانت «حماس» وجدت ضالتها في المقترح المصري نفسه الذي سارعت لإعلان موافقتها عليه، ومن ثم جعلت السلطة الفلسطينية في موقف صعب، حيث صارت مطالبة بدورها بإعلان قبولها له، فيما الرفض كان سيكون كارثياً، أما الحديث عن تعديلات فقد أظهر السلطة كما لو كانت هي التي تعرقل هذه المرة المصالحة، خاصة وأن المقترح جاء من مصر راعية ملف إنهاء الانقسام، وليس من أحد طرفيه ولا حتى من قبل جهة تعتبر حليفة أو صديقة لـ «حماس». 
رغم ما أعلنته الوزيرة الإسرائيلية عن البيت اليهودي ايليت شاكيد من أنه لا معنى لاتفاقية تهدئة مع «حماس» بدون عودة الجنود ونزع سلاح غزة، والذي بتقديرنا هو الذي أفشل التقدم على طريق التوصل لاتفاق في إطار مبادرة ميلادينوف، إلا أن الأمر لم يغلق تماما بين الجانبين، فأولا الخلاف حول هذه المسألة يدفع التحالف بين الليكود والبيت اليهودي بالذات إلى الانفكاك، بحيث يتم تبكير موعد الانتخابات، خاصة وأن شاكيد وزيرة العدل بالذات، بدأت تظهر كمنافس لبنيامين نتنياهو، وليس نفتالي بينيت، على زعامة اليمين في أية انتخابات برلمانية قادمة. 
وثانياً، ربما كان الوضع الداخلي لكلا الطرفين، وإن كنا نظن بأن اجتماع مكتب سياسي «حماس» وما منحه الجناح العسكري من تفويض للجناح السياسي بالموافقة على الصفقة، يشير إلى أن وضع «حماس» الداخلي أكثر نضجاً واستعداداً من الجانب الإسرائيلي، لذا فهو يحتاج لإنضاج، وهذا يكون من خلال الدخول في جولة من المجابهة العسكرية على حدود غزة .
هذا ما يفسر إطلاق «حماس» للبالونات الحارقة مجدداً، وليس في يوم الجمعة، للقول بأنها ليست عاجزة عن الرد، رغم أن إطلاق البالونات ليس هو الرادع للاغتيالات الإسرائيلية، حيث كانت «حماس» ترد عادة بإطلاق الصواريخ، فيما البالونات جاءت في سياق مسيرة العودة، ومع مرور الوقت قامت إسرائيل بإغلاق معبر كرم أبو سالم، للمطالبة بوقف إطلاق البالونات الحارقة والطائرات الورقية. 
لقد اتضح بأن إجراءات السلطة من جهة وإغلاق كرم أبو سالم، يجعل من غزة طنجرة ضغط ستنفجر سريعاً، لولا فتح معبر رفح، لذا فإن اليوم الجمعة سيظهر ما سيكون غداً، فربما يتجاوز رد فعل غزة قدرة «حماس» على ضبط خيوطها، بحيث يتم اقتحام الحدود مثلاً، أو إلحاق خسائر بشرية في صفوف الإسرائيليين، حينها  لن تعود هناك قدرة على خروج كل من قيادة «حماس» وحكومة نتنياهو من موقعة المواجهة بسلام، أو دون خسائر مباشرة تمس وضعهما السياسي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لم تنضج الظروف بعد لم تنضج الظروف بعد



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:42 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تحديد موعد إجراء قرعة دوري المحترفين والأولى

GMT 10:04 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الأطعمة الدهنية تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والدماغ

GMT 18:00 2017 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

أوزيل يرد على انتقادات جماهير أرسنال

GMT 03:12 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

ظلال عيون يناسب صاحبات البشرة السمراء

GMT 07:08 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

أشهر الأماكن للسياحة في روسيا خلال موسم الشتاء

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يفضّل جلوس رونالدو على مقاعد البدلاء أمام "أتلانتا"

GMT 14:19 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع دعوى قضائية ضد الملحن فارس اسكندر بعد تطاوله على الكعبة

GMT 17:01 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس الأولمبية الإسبانية يبرز قوة الرياضة لحل أزمة كتالونيا

GMT 17:32 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الصافي يمنح لاعبات «طائرة الأهلي» راحة من التدريبات

GMT 01:56 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي على إمام المسجد الأقصى

GMT 17:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"La Reserve Geneve" لقاء بين الرفاهية والكمال في آن واحد

GMT 02:05 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

بيبي ريكسا بفستان قصير وردي أبرز جسدها الرشيق

GMT 12:00 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عباس يستقبل طلبة كلية الشرف في جامعة النجاح

GMT 06:46 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرطة الاستراليةتعلن عن عمليات طعن متعددة في ملبورن

GMT 17:25 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محافظ قلقيلية رواجبة والنائب العام يبحثان عدة القضايا
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday