الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين

 فلسطين اليوم -

الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين

ريما كتانة نزال
بقلم : ريما كتانة نزال

استلمت الدعوة لحضور حفل زفاف الأسير المحرر صلاح حسين وشيرين نزال في حفل استقبال الأسيرة المحررة «سماح جرادات». بطاقة عرس صلاح وشيرين كانت مختلفة عن أي بطاقة عرس أخرى تلقيتها، دعوة تقول: «يعلو الفرح على الجراح، معاً نهزم الزمن ونبدل قيود السجان برباط المحبة والوفاء»، وتستكمل الدعوة بأن العروسين يستقبلان المدعوين في الثالث عشر من حزيران ما بين الساعة السادسة وحتى انتهاء الحفل. نصٌ يَعِدُ فيه الداعيان الجميلان بسهرة جميلة ما طاب للمحتفلين المدى، مستندة إلى موعد الإفراج عن صلاح في الحادي عشر من حزيران.

نص العروسين يتطابق معهما، له وعاء فكري مندمج بإحكام مع الواقع المُعاش، صور العروسين بكامل بهائهما في مركز الدعوة، مشبعين بالفخر والاعتزاز. العروس توجه الدعوة لزفافها، لا تختفي خلف الحروف الأولى من اسمها، تعلن عن نفسها بحرية وثقة بخيارها الذي انتظرته سنوات طويلة وأنجبت منه قبل إشهار الزواج، الطفل «علي» نتاج رائع لحَمْل بلا دَنَس. لقد نذرت شيرين نفسها للحب وليس للأوراق الممهورة مع إخلاصها لحريتها وحرية الوطن، شيرين متأكدة أن هذه الحرية من تلك الحرية. رفاعة نسبها تتجسد بفعل الوفاء للخيار. الطفل الذي يتوسطهما ثمرة ناضجة للحب والوفاء لحسين في قلب الوطن.

وبالعودة إلى تفاصيل قصة ولادة «عليّ»، يتخذ الخطيبان شيرين وصلاح قراراً بإفشال خطة السجّان، قرار من المستوى المصيري في لحظة مصيرية ضمن مشهد ضبابي. المشهد الضبابي يخرج قراراً حاسماً معافى من أي شائبة. القرار الصحيح بمثابة تحلل حرّ من تعذيب السجان وتحكمه وهيمنته على تفاصيل حياتهما الخاصة، تجاوز مشروع عن المألوف، إنجاب «عليّ» قبل الزفاف، تحدي الزمن وتجاوزه بعد حسابات دقيقة للمسافات والتحديات.

سلطات الاحتلال العنصرية المتربصة شراً بصلاح وكل الأسرى في اللحظة الأخيرة وقبل تنفيذ الإفراج، تُقرر إعادة اعتقال المناضل دون سبب مفهوم، سوى التنغيص عليه وعلى عروسه وعلى الطفل الصغير الذي يشهد على عرس والديه، في نادرة من نوادر فلسطين. سبب تأجيل الإفراج غامض، بعد اعتقال دام ستة عشر عاماً.

ولا أضيف جديداً بالقول: إن إعادة اعتقال صلاح لا يخرج عن سياسة إعادة تعريف مصطلح التعذيب، ومنتوج عنصري من خزائن الفكر الصهيوني، التي تغيرت وتحولت وفق اعتبارات التحليل النفسي وتوجهات كيّ الوعي، متطلبات المزج بين التعذيب الجسدي بهدف الألم والوجع المادي الذي تظهر علائمه على الجسد، بينما التعذيب المعنوي الذي يترنح بين الشعور واللاشعور، وبين اليقين واللايقين، شبيه بالغياب عن الوعي وتشظي الروح والإحساس بالقهر غير المُعرّف كونه عذاباً مطاطياً يختلف ما بين شخص وآخر.

شعور «صلاح حسين وحرمانه من حضور حفل زفافه المنتظر لا يوصف. إنها النتيجة المتوخاة من الوصفة العنصرية المستهدف بها الأسرى. وصفة مركبة من مزيج القهر والعجز والحيرة.. تركبت تفاصيله في حالة «صلاح» بحرمانه من حضور زفافه المنتظر. لا بد أن خبر الحفل قد تسرب إليهم فأخذوا قرارهم الجهنمي.

مجموعة من الإجراءات اتخذت على عجل قضت بتحويل الأسير الذي أمضى كامل حكمه إلى سجن عسقلان وتمديد اعتقاله خمس أيام فقط كافية لتحقيق الهدف، قابلة للتحول إلى الاعتقال الإداري، قالت الصحف.
القرار السادي المتخذ لا يمكن تفسيره سوى بالاستمتاع والتلذذ بوجع وألم الأسير الذي أوشك أن يتحرر. وهي مسألة ليست بغريبة على سلوكات وعقلية المحتل.. ألم حين يلتقط جنودهم الصور مع الشهداء على مسرح الجريمة، ضاحكين بما اقترفته أياديهم الملوثة بالدماء.

مقاومة أهداف التعذيب المعنوي تتم بمعرفتها أولاً مع أهدافها، ومن ثم التعامل معها لإفشالها وتفويت الفرصة عليهم للتلذذ بعذابات الأسرى، وهي مُدْركة من قبل الأسرى. فمن الأسر تخرج الدروس النضالية، مخاض طويل سينتهي لا محالة بكسر إرادة المحتل وعنجهيته البغيضة، ومنعه من صهر الوعي وتذويبه، وقهر الفرد الذي يتحول إلى قهر جماعي للشعب، هذه النتيجة التي يبحثون عنها، كيّ الوعي الفردي والجماعي.

يعتقد المحتلون أنهم نجحوا في إفشال فرح شيرين وصلاح، وأنهم انتصروا بإرادة الجلاد على الضحية، لكنهم واهمون تماماً لأنهم مهما ابتكروا من أدوات القمع لن يتمكنوا من منع الفرح القادم لشعبنا لا محالة، رغم قتامة اللحظة وعنصرية المحتل المُغتر بساديته.

قد يهمك أيضا :   

حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار

  فـي الـحـجْـر الـمـنـزلـي مع الشهيد خالد نزال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:06 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير داخلية بوينس آيرس يستقيل من منصبه

GMT 01:24 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

النجم جورج وسوف يحيي حفلة غنائية في فرنسا

GMT 21:04 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

نجم الفريق تامر صيام يحسم موقفه من هلال القدس

GMT 05:49 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد نؤكد خوض تجربة المسلسل الكارتوني لأول مرة

GMT 07:21 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

6 أخطاء شائعة يجب تجنبها عند إنشاء "كملة سر" صعبة

GMT 10:51 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

هنري جاك يواصل إبداعه في مجموعة Les Classiques de HJ

GMT 00:18 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة تحضير مشروب التمر هندي بالكركديه

GMT 06:07 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

الصبار يحميك من السرطان ويحافظ على صحة بشرتك

GMT 06:41 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

عمليات التجميل ترتفع بنسبة 200 % بين النساء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday