كورونا وشيوخ من زمن الطاعون
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون

 فلسطين اليوم -

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون

زكرياء الابراهيمي
بقلم : زكرياء الابراهيمي

ينشط العقل الديني زمن الأزمات، ويجد في مصائب الأمم ومآسيها مناسبات لإنتاج أغاليط وترهات تقتات على الخوف والقلق الذي يميز الأمم والشعوب في أزماتها عادة، لم يشذ بعض تجار الدين في المغرب عن هذه القاعدة، ولم يكتفوا بالبحث في تاريخ للدين لا يعرفون أسانيده إلا هم، واختيار ما يناسبهم من وقائع وأحاديث وآيات يفسرون بها سبب الوباء والبلاء. بل اجتهد بعض كبار جهالهم في رفض قرار سيادي يكفله الدستور لرئيس الدولة بالمغرب باعتباره ملكا وأميرا للمؤمنين، ويسانده أغلب رجاح العقول، بل وأفتى المجلس العلمي بالمغرب بإغلاق المساجد بالمغرب، مثلما أفتت الكثير من الهيئات الدينية في العالم بنفس الفعل.

لن نناقش جهل هذا الشيخ بالدين، ولن نعتبر خفته في إطلاق الأحكام والتحريض على العنف بعدما جعل من المغرب دار حرب، مسألة ذات بال، فهو كأي معتوه، لا يسمع الناس كلامه ولا يثقون في أحكامه، وهذا بالفعل ما قام به المغاربة الذين عابوا على أبو الجهل إسهاله، وضحكوا من كلام شيخ إحدى الجماعات السياسية، مثلما تندروا بكل الأشكال على كثير من تجار الدين من الرقاة والدعاة والمتظاهرين بالتدين من كل نوع. وإنما سنسعى عبر هذه الحلقات إلى تفكيك الخطاب الديني حول الأوبئة والأمراض والمسائل التي فكر فيها، والأحكام والفتوى التي أنتجت طيلة تاريخ هذا العقل بالمجتمعات المسلمة، والتي عبرت في الغالب عن الشرط التاريخي التي أنتجته بما شرط لم يكن للعلم ولا للطب الموقع الذي عليه اليوم في مجال إنتاج المعرفة بالعالم، ولا الحاجة إلى إنتاج معرفة سياسية حول الأوبئة كالتالي كانت فالماضي.

إن النصوص التي أنتجها الفقهاء والمؤرخون والإخباريون والرواة من كل نوع وجنس، تعبر من جهة أولى عن عصرها، وتجيب على أسئلة أهلها، وهي على قلتها تقدم الكثير من النماذج على ضعف ما يعتقده هؤلاء حقائق لا شك فيها، نتحدث هنا عن بذل الماعون في فضل الطاعون لابن حجر، وأحكام الطاعون للرهوني، أقوال المطاعين للمشرفي، ما رواه الواعون في أخبار الطاعون للسيوطي...إلخ. تطرح هذه النصوص نفس الأسئلة تقريباً وتقدم نفس الإجابات، عن طبيعة الطاعون والوباء وسبب الإصابة به، عن الفرق بين وجوده كابتلاء ووجوده كعقاب، عن حقيقة استثناء الوباء لمكة، وعن الهروب من الطاعون، والدعاء برفعه، وعن وجوده كقضاء وقدر....إلخ.

لا يعلم أبو النعيم ربما أن عمر ابن الخطاب لم يدخل الشام بسبب حيطته من الطاعون، وربما لم يعلم أن الحنابلة حرموا حتى الدعاء برفعه، وأن ابن يحي السوسي دعا فقط إلى الصبر، ما لا يعلم أن هوميروس قبلهم جميعاً اعتبر أن الطاعون ليس إلا عقابا من الإله أبولون للإغريق بسبب حصارهم الطويل لطروادة.

لا نحتاج أبو النعيم ولا غيره للإفتاء في الحرام والحلال والجائز والمكروه والممنوع وخلافه من الأحكام الفقهية، نحتاج اليوم علماء يفكرون في حلول عملية لملايين المغاربة يعيشون على وقع الخوف من المرض والحاجة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون كورونا وشيوخ من زمن الطاعون



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 22:13 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"تحديد موعد النظر في شكوى فلسطين ضد "الفيفا

GMT 19:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

غياب كنكوني والعازمي عن مباراة برقان وكاظمة

GMT 12:54 2017 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

ظافر العابدين ينتهي من تصوير المسلسل البريطاني Fearless

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 21:53 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

ضعف الأظافر وتساقط الشعر دليل عن نقص الفيتامينات في جسدك

GMT 10:05 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء الأسيرات المحتجزات في أسوار سجون "الاحتلال "

GMT 11:38 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستخبارات العراقية تعتقل 3 من قيادات داعش في الأنبار

GMT 19:37 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

رياض المالكي يعلن إعتراف كولومبيا بدولة فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday