تسييس الجوع والغذاء
آخر تحديث GMT 08:55:12
 فلسطين اليوم -
الجيش الإسرائيلي يعلن تفعيل الإنذارات في وسط إسرائيل إثر إطلاق صاروخ من اليمن وفتح تحقيق في الحادث انطلاق صفارات إنذار في مناطق متعددة من إسرائيل من الجنوب وحتى الوسط الخارجية القطرية تؤكد بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة يوم الأحد الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت المحلي وزارة الداخلية الفلسطينية تعلن عن انتشار قواتها في جميع مناطق قطاع غزة فور بدء تنفيذ اتفاق وقف الحرب خمسة شهداء من عائلة واحدة في قصف إسرائيلي جنوب غزة وارتفاع حصيلة العدوان إلى عشرات الآلاف منظمة الصحة العالمية تعلن خطة لإدخال مئات الشاحنات يوميا إلى غزة لدعم الاحتياجات الإنسانية وتحسين النظام الصحي وزير جيش الاحتلال يلغي أوامر الاعتقال الإداري ضد المستعمرين الإرهابيين في خطوة تواكب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مستعمرون ينصبون "كرفانا" على أراضي قرية قصرة جنوب نابلس في إطار استيلاء مستمر على الأراضي الفلسطينية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تنعى القائد الكبير اللواء داوود مراغة "أبو أحمد فؤاد" وتؤكد وفاءها لإرثه النضالي اقتحام قوات الاحتلال لبلدة بيت عوا وتل ماعين الأثري جنوب الخليل واعتداءات المستعمرين على السكان
أخر الأخبار

تسييس الجوع والغذاء

 فلسطين اليوم -

تسييس الجوع والغذاء

بقلم : عثمان ميرغني

 

ليس غريباً أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسات يُلقى فيها كثير من الخطب والبيانات، من دون أن تنتهي إلى أي إجراءات محددة، أو تصدر عنها قرارات أو إجراءات تنفيذية ملموسة. فتاريخ المجلس حافل بكثير من مثل هذه الجلسات التي تنعقد لإظهار مواقف، أو تسجيل نقاط لتحقيق مكاسب دبلوماسية إعلامية، أو كما يحدث أحياناً لمجرد رفع العتب وإعطاء الانطباع بعدم تجاهل قضية ما، لا سيما إذا كانت الدول الكبرى لا تعطيها في الواقع اهتماماً كافياً، لأنها منشغلة بقضايا أخرى تراها أهم في سلم أولوياتها. هذا لا يعني أنه في بعض هذه الجلسات لا تكون هناك أجندة غير مرئية، وأن بعض الأطراف تريد تسجيل مواقف تمهِّد بها الأرضية لخطوات أخرى لاحقة.

جلسة مجلس الأمن التي انعقدت يوم الاثنين الماضي، لمناقشة الوضع الإنساني في السودان، كانت مزيجاً من كل ما سبق. فقد أُلقيت فيها الخطب والبيانات، وسجلت مواقف، وانفضَّت من دون صدور أي قرارات أو إجراءات محددة. لكن بالنسبة إلى كثير من المتابعين فإن حساسية وأهمية الموضوع المعروض أمام الجلسة، وتركيز النقاش حول وجود أو عدم وجود مجاعة، والحديث عن استخدام الإغاثة الإنسانية سلاحَ حرب، كانت كلها مؤشرات إلى أن ما دار فيها ربما سعى بعض الأطراف إلى التمهيد به للاستخدام في خطوات أخرى لاحقة.

المراقب الفطن لا تفوت عليه أن الجلسة عُقدت بطلبٍ من بريطانيا وإلى جانبها غيانا وسلوفينيا، وبدعم من سيراليون والدنمارك. وكل هذه الدول (باستثناء الدنمارك التي بدأت عضويتها الدورية في مجلس الأمن مطلع هذا الشهر) إما كانت مشاركاً رئيسياً وإما داعماً لمشروع القرار الذي قدمته بريطانيا إلى مجلس الأمن أواخر العام الماضي، لحماية المدنيين في السودان وأحبطه الفيتو الروسي، وعدَّته الحكومة السودانية محاولةً جديدةً للتدخل بعدما فشلت محاولات سابقة لتمرير قرار بإرسال قوات أفريقية بقبعة دولية.

اليوم ربما يسعى بعض الأطراف لإعادة فتح باب التدخل من خلال الكلام عن مجاعة، واستغلال الأرقام التي توردها منظمات ووكالات دولية، وهو ما يفسر تصدي الحكومة السودانية لتقارير المجاعة، وسعيها لتفنيد ما ورد في أحدث تحليل لـ«التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» عن وجود ظروف مجاعة في خمس مناطق في السودان، وتوقع تضرُّر مواقع إضافية بحلول منتصف العام الحالي. واستنكرت الحكومة السودانية ما عدّتها «محاولات استخدام ادعاءات غير دقيقة تتعلق بالأوضاع الإنسانية كأداة للتدخلات الأجنبية، والنيل من سيادة السودان».ليس هناك من جدال حول أن الحرب الراهنة سبَّبت معاناة غير مسبوقة للسودانيين، وهي معاناة متعددة الأوجه تبدأ من التهجير القسري، مروراً بالتدمير الواسع للممتلكات الخاصة والمنشآت العامة، وانتهاء بالضائقة المعيشية التي طالت الجميع بلا استثناء، مع انعدام الأمن الغذائي لعدد مقدَّر من الناس. لكن أي مراجعة للأحداث منذ اندلاع هذه الحرب، ستؤكد أن «قوات الدعم السريع»، إلى جانب تحملها مسؤولية القسط الوافر من التجاوزات والانتهاكات التي استهدفت المواطنين الأبرياء بشكل أساسي، فإنها أيضاً مسؤولة بشكل كبير عن التسبب في انعدام الأمن الغذائي لعدد كبير من الناس.

اتَّبعت «قوات الدعم السريع» سياسة الأرض المحروقة وتعمَّدت تدمير المنشآت العامة والخدمية والمستشفيات والمصانع ووسائل الإنتاج، ونهبت البنوك والأسواق وممتلكات المواطنين الذين بات كثير منهم لا يملك ما يقتات به، ويعتمد على المساعدات ونقاط التكافل الاجتماعي التي تقدم الطعام والمعروفة عند السودانيين باسم «التكايا».

تشريد الناس من بيوتهم ومناطقهم كان عاملاً أساسياً في تفاقم المعاناة وانعدام الأمن الغذائي، وقد عانى بسببه القطاع الزراعي في مناطق زراعية مهمة. فعندما دخلت «قوات الدعم السريع» إقليم الجزيرة في وسط البلاد، وهو من سلال غذاء السودان الكبرى، عطَّلت الزراعة وتسببت في تدمير البنية التحتية الزراعية ولم تَسلم حتى مراكز الأبحاث. كما نهبت ودمَّرت المحاصيل في مراكز الإنتاج وفي مخازن الغذاء، ونهبت الماشية، وحرمت بذلك المواطنين من سبل عيشهم الأساسية.

إضافةً إلى كل ذلك فإن القتال عطَّل وصول إمدادات الغذاء وطرق التجارة البينية، كما أدى أحياناً إلى تضرر قوافل الإغاثة واستهداف بعضها بالنهب أو بالقصف.

إدراكاً لهذه الحقائق، فإن البيان الذي أصدره وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أول من أمس، بعد قرار الإدارة فرض عقوبات على قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) واتهام قواته بارتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية، أشار ضمن ما أورده من حيثيات إلى أنها استخدمت أيضاً حرمان المواطنين من الإغاثة الإنسانية كسلاح حرب.

جلسة مجلس الأمن الأخيرة قد تكون انتهت بلا قرارات، لكنَّ ملف الوضع الإنساني لم يغلَق، وتقديري أننا سنسمع كثيراً عنه في الفترة المقبلة، وقد يكون باباً مشرعاً لقرارات لاحقة وللتدخلات والضغوط ما لم تفرض التطورات العسكرية الميدانية واقعاً مختلفاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسييس الجوع والغذاء تسييس الجوع والغذاء



GMT 04:58 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

بك من هارفارد

GMT 04:57 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يكونُ ورَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ

GMT 04:56 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

السياسة وعقل الدول

GMT 04:55 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

المؤرخ الريحاني ورعاية الملك الكبير

GMT 04:53 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

هل يتجه الجنوب «جنوباً»؟

GMT 04:52 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

الدخان الرمادي في غزة!

GMT 04:51 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

ترمب الثاني... بين الجمهورية والإمبراطورية

GMT 04:49 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

من أول يوم

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 15:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

GMT 06:51 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تراجع ثقة الشركات الألمانية بفعل ارتفاع إصابات كورونا

GMT 05:30 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محافظ قلقيلية رافع رواجبة يلتقي وفداً برلمانيا اسبانيا

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

السمات الشخصية تؤثر على الإصابة بالأمراض

GMT 12:44 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الكونغرس الأميركي يعمل لـ"تجريم" مقاطعة إسرائيل

GMT 18:46 2015 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

المطربة نوال الزغبي تشكك في عالمية عمرو دياب

GMT 07:35 2016 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الطلاق غير المعلن يهدد العلاقات الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday