الكذب والتكاذب عربياً وفلسطينياً
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الكذب والتكاذب: عربياً وفلسطينياً !

 فلسطين اليوم -

الكذب والتكاذب عربياً وفلسطينياً

حسن البطل

«السوريون ومن هُم في حُكمهم» هكذا يجيء في نص إعلانات مسابقات الوظيفة العامة في سورية، كما وظائف القطاع الخاص، بما يعني مساواة الفلسطينيين السوريين بالسوريين في الحقوق المدنية.
بينما تجد في قرارات مجلس الجامعة العربية إزاء اللاجئين الفلسطينيين قبعة «سياسة قومية» فإن السياسات العربية القطرية في دول اللجوء تختلف باختلاف بلد اللجوء، إن على صعيد الحقوق المدنية المتساوية أو على صعيد الحقوق السياسية والوطنية.
يشمل هذا وضع الفلسطينيين في إسرائيل فهم، قانونياً، من «رعايا الدولة» ويحملون جنسيتها، ومع أن هذه الدولة العدوة تعطيهم «حقوقاً سياسية» في برلمانها كعرب ورعايا الدولة، فإن حقوقهم المدنية مهضومة في دولة تصف نفسها «دولة يهودية»!
تحت الادعاء القومي لدول اللجوء العربية بالحفاظ على الشخصية الفلسطينية، لا يحمل اللاجئون الفلسطينيون جنسية «الدولة المضيفة»، رغم الزيجات المختلطة الفلسطينية ـ العربية، التي لا يراها الفلسطينيون بعامة تهدد شخصيتهم الوطنية، ولا تتحدث م.ت.ف عن «خطر الذوبان» الفلسطيني في المحيط العربي والعالمي كما تتحدث اسرائيل عن خطر الذوبان اليهودي بالزيجات المختلطة في الشتات، حتى لو كانت فلسطينيين وجنسيات غير عربية.
الاستثناء العربي هو الأردن، حيث يحمل الفلسطينيون المقيمون جنسية هذا البلد، خاصة منهم اللاجئين إليه قبل حرب النكسة، ويتمتعون بحقوق مدنية قد تفوق ما يتمتع به اللاجئون إلى سورية في القانون «السوريون ومن في حكمهم».. لكن بطاقة الجسور: صفراء، خضراء وزرقاء!
الفلسطينيون عرب، مسلمون ومسيحيون، كما في دول جيرانهم العربية، لكن في بعضها لا يتمتعون بحقوق مدنية وسياسية، كما في لبنان مثلاً، ولو تم «تجنيس» معظم الفلسطينيين المسيحيين اللاجئين، وقلّة من اللاجئين المسلمين، الذين يحملون هُويّة تثبت أنه «لبناني» لكن لا أحد من اللاجئين إلى سورية، المتمتعين بحقوق مدنية متساوية، يحمل هُويّة البلد لتثبت أنه «سوري» والمتزوجات الفلسطينيات من السوريين يحافظن، في القانون، على جنسية اللاجئ، وأولاد هذه الزيجات يحملون الهُويّة السورية.
يمكن أن تشكيل م.ت.ف ثم تشكيل السلطة الفلسطينية أعطى للشخصية الفلسطينية هُويّة نضالية، كانت كامنة حتى قبل تشكيلها، ثم أعطاها هُويّة وطنية ـ سياسية بعد تشكيل السلطة، فصارت إسرائيل تقرّ أن «عرب إسرائيل» هم مواطنون إسرائيليون لكن قوميتهم عربية وهُويّتهم السياسية فلسطينية.
منذ خروج قوات م.ت.ف من لبنان، صارت سياسة المنظمة المعلنة هي «عدم التدخل» في شؤون الدول العربية، المضيفة وغير المضيفة، ومن قبل كانت «مضطرة» للتدخل العميق، لأن الفلسطينيين عرب قومياً وفلسطينيون سياسياً، وفلسطين قضية عربية ولو أضحت مشكلة عربية!
حتى قبل ذلك، اشتكى الشاعر من «كلما آخيتُ عاصمة رمتني بالحقيبة» وكذلك «أعدّ أصابعي فيهرب من يدي بردى/ وتتركني ضفاف النيل مبتعدا/ فإذا العواصم كلها زبدا».
على رغم الشعار القومي الكاذب، وخاصة بعد اضطرابات وفوضى «الربيع العربي» فإن المنظمة والسلطة اضطرّتا إلى ممارسة سياسة «تكاذب» في شعارها عدم التدخل في الشأن القطري العربي، ولو صاروا في بعض دول اللجوء، المبتلاة بالمذهبية والطائفية، ينظرون للفلسطينيين كأنهم «طائفة» غير مبتلاة بالطائفية أو «شعب» غريب.
في لبنان، مثلاً، شعب من 18 طائفة وطائفة فلسطينية فيه هي «شعب» آخر، غريب وبلا حقوق قومية أو سياسية.
من حقوق الإنسان حرية التنقل والعمل، وهذه الحقوق مقيّدة فلسطينياً بأشكال مختلفة، عربياً وإسرائيلياً، سواء في العبور إلى فلسطين، أو في العبور بين فلسطين وإسرائيل.
الأكراد، مثلاً، يتوزعون بين ثلاث دول، لكنهم في العراق عراقيون قانونيون، كما في تركيا وإيران، ولو أن حقوقهم القومية والسياسية والوطنية متفاوتة في هذه الدول.. راهناً!
الفلسطينيون مضطرون للتعامل مع سياسات قطرية متنوعة مغطّاة بسياسة قومية لم تبرهن على نفسها.
في لبنان مارس الفلسطينيون شعار «قومية المعركة» ولما خرجوا بعد 1982 قال نزار قباني: الفلسطينيون آخر العرب، ربما لأن الفدائيين الخارجين في قوافل كانوا يصرخون: لم نعد عرباً.. فلسطينيون فقط.
هل كان الشاعر يعني ما قاله: أنت منذ الآن غيرك.

«تبادي» وليس «تباري»
أتغاضى عن تصويب معظم الأغلاط المطبعية في ما أكتب، لكن في عدد الجمعة جاءت كلمة «تباري» والقصد «تبادي» أي تعريب Resemblance.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكذب والتكاذب عربياً وفلسطينياً الكذب والتكاذب عربياً وفلسطينياً



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 04:55 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

أحمد حلمي يُظهر موهبة جديدة له عبر "إنستغرام"

GMT 12:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

شرطة الاحتلال تبدأ بنشر أجهزة تنصت بدءًا من القدس

GMT 02:39 2017 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

التقاط صور لأشبال تتمتع بحياة قتالية شرسة ولطيفة

GMT 21:37 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إياد نصار يتقمّص دور الجوكر في "قعدة رجالة"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday