لا يرسمون على ورق
آخر تحديث GMT 10:01:14
 فلسطين اليوم -
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن انتهاء أول تدريبات مع القوات الأميركية باستخدام ذخائر حية لمنظومات دفاع جوي الجيش الاسرائيلي يعلق على تقارير استهداف حزب الله لقوات اليونيفيل مؤكدا استمرار حزب الله في انتهاك القانون الدولي وتعريض المدنيين والمنظمات الدولية للخطر وزارة الخارجية الأميركية تعلن أن التشريع المتعلق بحظر عمل الأونروا قد يترتب عليه عواقب وفقًا للقانون والسياسة الأميركية الخارجية الأميركية تقول إن الغارة الإسرائيلية التي قتلت العشرات في شمال غزة "مروعة" قصف إسرائيلي يستهدف سوق الصحابة في غزة ويخلّف عشرات القتلى والجرحى ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 43 ألف قتيل و101 ألف مصاب وفق وزارة الصحة في القطاع" استشهاد شاب فلسطيني مُتأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب رام الله إطلاق نار في دير بميانمار يودي بحياة 22 ومعارضون يتهمون الجيش الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 4 فتيان فلسطينيين شرط إبعادهم عن البلدة القديمة بالقدس الجيش الإسرائيلي يعتقل شابًا يعتقد أنه تسلل من الأراضي اللبنانية
أخر الأخبار

لا يرسمون على ورق

 فلسطين اليوم -

لا يرسمون على ورق

حسن البطل

كان ضجيج الحياة في عروق المهر الصغير، أعلى من هدير الحديد. وللفتى فارس زرد من قماش، ودبابة قدامه يخالها "نمراً من ورق".
قفز الفتى من دفتر الرسم. امتطى عمره الطري الى درس الشوارع. من قال "ليت الفتى حجر / ليتني حجر" ومن رأى الغلام فارس، والقهر في عينيه لأنهم أخذوا منه بلاداً؛ واعطوه مخيما. أخذوا منه حلم امتطاء دبابة كان يرسمها على الورق .. او يمزقها نتفاً من ورق!
اسم الفتى فارس عودة، ونوع الدبابة "مركفاه" ودراجة العيد فوق طاقة الأب الفقير، والحجر سلاح الشجاع .. وزاد الفقير الى حلم امتطاء لعبة من حديد.
للقادة حلمهم انهم يفيقون كصلاح الدين، وللأولاد، في عمر فارس، ان يحلموا بدبابة ضد النظام؛ ونظام جديد ضد النظام القديم.
هل كان فارس تعيسا في رسم دبابة من حديد، وشاطراً في رسم طيارة من ورق؟
هل كان، ابن أمه وأبيه وتلميذ مدرسته، لا يركض جيدا في درس الرياضة، فكان يحلم بغير صلاح الدين؟ شرطي سير مثلاً تأتمر دراجات الأولاد وسيارات الآباء بإشارة من كفه: قف او "هات رخصة السياقة " ؟
ينقلب حلم الفتى، فإذا به حمامة من حديد والدبابة ذبابة؛ والذباب بغيض صيفاً شتاء.. وهو ربيع البلاد من شتاء جدّه في "النكبة " الى خريف أبيه في "النكسة " الى صيف أخيه الكبير الذي غادر البلاد ليكون فدائياً .. وعاد أباً صغيراً : احفظ دروسك يا ولدي!
الدرس درس سياسة فلسطين دولة في الكتاب، والخارطة على جدار الصف تقول : فلسطين وطن في درس الجغرافيا. ارسم فلسطين خارطة الوطن، ولوّن بعض فلسطين خارطة الدولة.. او اذهب الى فسحة انتفاضة بين درس السياسة ودرس الجغرافيا.
"ليت الفتى حجر" ولكن الفتى حمامة من حديد. مهر مسكون بضجيج الحياة و"ولدنة " بين درس الرياضة وحرب الشوارع.
هل كان الفتى فارس عودة يحب رياضة رفع الاثقال الى أعلى، ويكره رياضة الركض الى الوراء؟ أو كان يحلم بقبضة محمد علي الذي "يلسع مثل نحلة ويطير مثل فراشة ".. او كانت الحرب "لعبة حرب" بين أولاد حارته وأولاد حارة أُخرى؟
رأى الحرب لعبة على شاشة التلفاز، وليس في جيب الأب الفقير مال ليشتري ديسكا مدمجا للعبة "بوكمان" حيث الحمامة تصير "طير الرخ" .. والأشرار الذين يرتدون الحديد يولون الأدبار.
"جادت له كفي بعاجل طعنة / بمثقّف صدق الكعوب مقوم". هكذا، قال ابو الفوارس عنترة.
يد الولد فارس عودة جادت للدبابة بحجر تلو الحجر.
نقرت الحمامة زرد حديد الدبابة، فشعر فارس ان ضجيج الحياة في عروقه صار اقوى بعد ارتطام حجره بحديد الدبابة.
وفي دروس الانتفاضة الاولى ان ولداً في السادسة كان يبكي لأن القهر اكبر من جسده الصغير، ومن غيظه رمى حجرا مع طفرة الدمع.
عندما جاء درس الانتفاضة الثانية صار ولد الانتفاضة الاولى عازفا في المعهد الوطني للموسيقى.. والقهر الذي ملأ جسده صار موهبة تلعب على أوتار الكمان.
في الانتفاضة الأولى كان فارس في رحم أمه، او كان يبكي اذا تأخرت عليه زجاجة الحليب او ثدي امه.
تمام الثانية عشرة من العمر الطري نحلم بالحرية درساً في الرسم السياسي ينطبق على درس في الجغرافيا : فلسطين كبيرة والغلام صغير. فلسطين جميلة وعسكر أشرار يطبقون على حلمه، كأنهم يهبطون من الكابوس الى النهار؛ من لعبة "الأتاري" الى الشارع بين البيت والمدرسة.
حجر. حجران على الدبابة - الذبابة، ثم طارت الحمامة الى عشها بسلام. صارت صورته غلافا للمجلات. صورته تزغرد على الفضائيات: هذا هو الفتى.
بين يوم ويوم طال ريش فرخ الحمامة، والجنود خلف متاريسهم رأوا ظله القصير يقترب. رأوا ظلهم الطويل يقصر، لم ينذروه ان يسحب ظله عن خوذاتهم.. أخرجوه من اللعبة والملعب ثخين الجراح.
أخرجوه من المستشفى جثة هامدة. حملوه الى قبره الطري جسماً خفيفا: قليل من عظام الحليب على قليل من لحم الطفولة الطري .. او انه كان يحلق فوق جنازته، يحمل معهم جسده .. هارباً من ولولات أمه عليه، من صيحات إخوته: لم تنته اللعبة يا فارس، وكتاب المدرسة لم تنته أيامه .. وحصة الدرس لم تحفظها بعد، والخريطة في الكتاب غير الخريطة على جدار الصف.
له رقم متسلسل في قائمة الشهداء - الأحياء. له الرقم الأول في قائمة القتلى الأطفال - الأبطال. له اللعبة الأولى في لعبة "الحرية او الموت" وللقتلة اللعبة الأخيرة في لعبة "موت الاحتلال".
قفز الفارس الصغير من دفتر الرسم. امتطى شهاب عمره. والقهر الذي في أعصابه نام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يرسمون على ورق لا يرسمون على ورق



GMT 05:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حرب إسقاط المفاهيم

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ فلسطين اليوم
في مهرجان الجونة السينمائي 2024، تألقت الممثلة التونسية هند صبري بإطلالة مميزة أبهرت الحضور وجذبت الأنظار، اختارت هند صبري فستانًا باللون الوردي الراقي من توقيع علامة MOONMAINS، والتي تميزت بتصاميمها العصرية والأنيقة، الفستان تميز بقصته الأنيقة وأكمامه المنفوخة، التي أضافت لمسة من الأنوثة والرقي لإطلالتها، اللون الوردي اللامع أضفى على هند لمسة مشرقة وملفتة، تتماشى تمامًا مع الأجواء الاحتفالية للمهرجان. لم تكتفِ هند صبري بالفستان الراقي فحسب، بل أضافت لمسة من الفخامة على إطلالتها من خلال ارتدائها لمجوهرات مميزة من تصميم عزة فهمي، المصممة المصرية الشهيرة، اختارت سوارًا مزينًا بأحجار كريمة تضفي بريقًا إضافيًا على مظهرها، هذه المجوهرات لم تكن مجرد إضافة جمالية، بل كانت بمثابة تكريم للتراث المصري بلمسات عصرية تتماشى مع أجواء ...المزيد

GMT 06:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 فلسطين اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 17:22 2014 الإثنين ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شباب كفرنجة يواصل تنفيذ مبادرته "بهمتنا نزين بلدنا "

GMT 19:23 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

بريانكا شوبرا ونيك جوناس يحتفلان بزفافهما للمرة الثالثة

GMT 05:19 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الشوا يفتتح مكتب للبنك الإسلامي الفلسطيني في قباطية

GMT 03:31 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

أكثر الفنادق الموجودة في جزر موريشيوس هدوءً

GMT 04:56 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

8 خدع سحرية ليدوم أحمر شفاهك طوال اليوم

GMT 23:25 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أمور مهمة تساعدك على الوقاية من الإصابة بجلطات الدم

GMT 23:16 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد حلمي يضع حدًا للأخبار التي تؤكد تدهور حالته الصحية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday