نهاية العام نهاية فصل طويل من الوهم
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

نهاية العام نهاية فصل طويل من الوهم ...

 فلسطين اليوم -

نهاية العام نهاية فصل طويل من الوهم

طلال عوكل

قليل من العقل والموضوعية يكفي لأن يدرك السذج من الناس، أن إسرائيل قطعت شوطاً كبيراً، نحو تنفيذ مخططاتها التي لا ترى فيها حقوقاً للفلسطينيين، لا عودة ولا قدساً، ولا دولة قابلة للحياة. كل من يتجاوز هذه الحقيقة، إنما يسعى لمنح الإسرائيليين المزيد من الوقت اللازم لهم لحسم الأمور على الأرض، عبر وقائع سيكون من الصعب إن لم يكن من المستحيل تجاوزها.
هذا هو ما تفعله الولايات المتحدة، وحلفاء إسرائيل، الذين لم تعد تسعفهم الذرائع والمبررات للتغطية على تواطئهم وسوء نواياهم تجاه الإقليم برمته، وتجاه القضية الفلسطينية التي تشكل مركز وجوهر الصراع في المنطقة العربية.
قد يعول البعض على الوعود الأميركية، أو على بعض الظواهر الثانوية في المجتمع الإسرائيلي، التي أخذت تطالب نتنياهو وحكومته، بتبني المبادرة العربية، والعودة إلى طريق السلام، غير أن لا هذه الوعود ولا تلك الظواهر، غائبة عن حسابات الحكومة اليمينية المتطرفة التي تمضي قدماً في مخططاتها وهي تدرك ما تعنيه كل هذه المراهنات.
قبل أيام تظاهر نتنياهو بأنه يرغب في تهدئة الأوضاع في القدس، وبأنه تراجع عن مخططاته بشأن ولاية الأوقاف الأردنية على المسجد الأقصى، كان نتنياهو كعادته كاذباً مراوغاً، وكان الرئيس محمود عباس الذي قابله الرغبة في التهدئة صادقاً، لكن ما يجري في القدس، يؤشر إلى وجهة واحدة وهي التصعيد إلى أبعد مدى ممكن.
البعض يذهب في تفسير الأمور على نحو يعفي أو يقلل من مسؤولية نتنياهو وحكومته، بالحديث عن أن دور المستوطنين وحركتهم تجاه القدس والمسجد الأقصى، قد خرج عن قدرة الحكومة ورئيسها عن السيطرة. بعض آخر يحاول استظهار معركة أو أبعاد أخرى لما يجري في القدس، من حيث أن ما يجري يظهر سيطرة الحركات الإسلامية عليها، غير أن لا هذه ولا تلك من الذرائع تصلح لإعفاء حكومة نتنياهو من مسؤوليتها عن تدهور الأوضاع.
إسرائيل في القدس لتنفيذ مخططاتها، واستثمار الوقت بكل ما أوتيت من قوة، كثفت من إجراءاتها الأمنية والقمعية عبر المزيد من قوات الجيش والشرطة والأمن الداخلي، الذي يؤدي إلى المزيد من البيوت المدمرة للفلسطينيين والمزيد من القتل والقمع والاعتقال. كان من الطبيعي إذاً أن ينهض الفلسطينيون لحماية مدينتهم، واقصاهم، وأن يدافعوا عن كرامتهم وحياتهم من خلال استخدام ما يقع تحت أيديهم. معتز حجازي استخدم مسدسه، للثأر من الحاخام يهودا غليك، ودفع حياته ثمناً لذلك، ولكن ابناء القدس تسلحوا بإرادتهم وحبهم لوطنهم، ودافعوا عن أنفسهم بأشكال تنتمي إلى المقاومة الشعبية. من يملك الحق في إدانة فلسطيني يقوم بدهس بعض غلاة المتطرفين، حين يصحو في الصباح الباكر على صراخ هؤلاء وهم يقتحمون المسجد الأقصى، وينكلون بالمرابطين فيه؟ الفلسطينيون في القدس لا يملكون أسلحة ثقيلة أو خفيفة لكنهم يملكون إرادتهم، وقدرتهم على الإبداع في استخدام أشكال من المقاومة لا تستطيع قوات الاحتلال المدججة بالسلاح من ردعها إلاّ عبر إجراءات عنصرية كمنع الفلسطينيين من ركوب حافلات النقل العام كما هو حال اليهود.
بعد تصريحه الكاذب حول رغبته في التهدئة، أعلن نتنياهو الذي يرى القدس في مكانة لندن وباريس بالنسبة للإنجليز والفرنسيين أعلن عن الموافقة على بناء خمسمائة وحدة استيطانية جديدة، ويوم أمس أعلن رئيس بلدية القدس عن بناء نحو مئتين وخمسين وحدة أخرى.
كانت تلك الطريقة التي يعبر عنها نتنياهو وحكومته عن رفضهم لما قيل عن مبادرة يحضر لتقديمها وزير الخارجية الأميركية جون كيري، لحمل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على العودة إلى المفاوضات استناداً إلى رؤية معينة وتوقيت محدد. وكانت تلك الطريقة المعهودة، لحكومة نتنياهو، حين يصل إلى المنطقة مسؤول أميركي أو أوروبي للبحث عن السلام.
المسؤولة الجديدة عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي قادمة للمنطقة، يسبقها تصريح تتحدث فيه عن أن مهمتها البحث عن تحقيق رؤية الدولتين، ولذلك كان على نتنياهو أن يقرر سلفاً نتائج زيارتها بالإعلان العملي عن الفشل.
أمام هذا التصعيد الخطير في أوضاع القدس، كان لا بد من أن يحسم الطرف الفلسطيني المسألة بدون تأخير، فكل تأخير لا يفيد إلاّ في تنفيذ المزيد من المخططات الإسرائيلية الهادفة الى تهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.
انتهت الانتخابات النصفية الأميركية للكونغرس بفوز الجمهوريين الذين يتذرع بهم نتنياهو، ويضغط من خلالهم على الإدارة الديمقراطية، التي تظهر قدراً من الاحتجاج، وتعاني قدراً أكبر من الحرج. الفلسطينيون ذاهبون بملف القدس إلى مجلس الأمن الدولي وهذه المرة على نحو حاسم، فيما يمكن تأجيل تقديم مشروع قرار إنهاء الاحتلال إلى ما بعد، حتى لا يتركوا للأميركيين أي مبرر لاستخدام الفيتو، وقد ترافق ذلك مع قرار أردني باستدعاء السفير من تل أبيب. إذا كان من غير المحتمل أن تتراجع حكومة نتنياهو فإن من غير المحتمل أن تجرؤ الإدارة الأميركية على إرغام الحكومة الإسرائيلية للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروط مناسبة، ما يترتب عنه أن تتحمل واشنطن المسؤولية عن الموقف الذي ستتخذه في الأمم المتحدة، والذي سيشكل مفصلاً هاماً وحاسماً تجاه كل موضوع المفاوضات والبحث عن السلام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية العام نهاية فصل طويل من الوهم نهاية العام نهاية فصل طويل من الوهم



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday