حول زيارات الحكومة إلى غزة
آخر تحديث GMT 05:19:09
 فلسطين اليوم -

حول زيارات الحكومة إلى غزة

 فلسطين اليوم -

حول زيارات الحكومة إلى غزة

د. عاطف ابو سيف

صار مألوفاً أن تقرأ في عناوين الأخبار أن الحكومة الفلسطينية تقوم بزيارة لغزة أو أن مجموعة من وزراء الحكومة يذهبون إلى غزة، وسيكون أكثر إثارة إذا ما كان بينهم رئيس الوزراء الدكتور الحمد الله أو أحد نوابه. وبالطبع يخرج المحللون يستعرضون مهارات بلاغية وعبارات وصفية في محاولة استكشاف كنه الزيارة والغاية منها وما قد تفضي إليه من نتائج، مستخدمين أمنيات وآمال قد يبددها الناطقون الرسميون باسم التنظيمات وقادة الفصائل الذين قد يتوعد بعضهم ويحذر البعض الآخر. مقابل كل ذلك فإن لسان حال المواطن الذي اعتاد هذا النقاش، حتى لم يعد يؤثر فيه، سيقول «زي ما روحتي زي ما اجيتي».
لكن المؤكد أن فكرة أن الحكومة او بعض أركانها يزورون غزة، أو حتى حقيقة أن الحكومة تستخدم في بياناتها أن الحكومة ستتوجه إلى غزة، تفضي إلى حقيقة مؤلمة لكنها واقعية تقول أن الحكومة لا تحكم غزة. فهي تزورها، أو هي تتوجه إليها. لأنه لم يسبق لحكومة في التاريخ أن كان تواجدها في إحدي المدن التي تسيطر عليها أو تديرها حدثاً وطنياً يتصدر نشرات الاخبار ويملأ الدنيا ولا يقعدها. إنه تأكيد من الحكومة إنها غير موجودة هناك أو على أحسن حال أنها موجودة شكلاً هناك. والأمر كذلك فإنها حكومة لا تحكم غزة.
لاحظوا المشهد: الكاميرات تصطف أمام حاجز حماس على أيرز ترتقب وصول الوفد الوزاري إلى غزة، تصريحات تسبق وصول الوزراء من الناطقين باسم حماس في غزة، وكأن غزة لحماس فقط، لاحظوا أن «فتح» في غزة لا علاقة لها بالأمر، ولاحظوا كيف يرتفع وينخفض منسوب الأمل ويعلو ويهبط ضغط المواطن وهو يسمع هذه التصريحات. ومن يريد أن يلاحظ أكثر لينتبه ليس إلى التغطية الإعلامية التي ترافق زيارة الحكومة (هل نقول للشقيقة غزة) بل أيضاً التغطية الأمنية التي تصاحب الزيارة، وإصرار الأمن على الظهور في كل صورة خلف الوزراء الزوار أو إلى جانبهم في تأكيد واضح بأن الزائر ضيف يجب حمايته جيداً. بالطبع لا أحد ينتقص من هؤلاء الأفراد الموظفين، بل من السياسات المقصودة من وراء تلك التغطية الأمنية، كما الإعلامية.
بل إن المجلس التشريعي في غزة يستبق الحكومة بإقرار قانون جديد خاص بالضرائب في غزة يقوم بفرض ضريبة جديدة على البضائع المستوردة من إسرائيل أو من الضفة الغربية – وفق ما تناقلته وسائل الإعلام- باسم ضريبة التكافل. بالطبع لا حاجة للقول إن هذه القوانين لا يقصد منها أكثر من التأكيد أن قطاع غزة شيء مختلف عن الضفة الغربية وأن ما يجري هنا لا يجري هناك. لكن الأهم من ذلك أنه يأتي ليقول للحكومة رسالة واضحة يفهمها كل سكان غزة أن الحكومة لا علاقة لها بغزة، وأنها ليست صاحبة ولاية عليها.
الشيء الآخر في هذا السياق هو ما صدر عن الحكومة بخصوص موظفي السلطة الأصليين في قطاع غزة والمتعلق بآليات عودتهم إلى عملهم وتسجيلهم في وزارات حكومة حماس والنظر من قبل لجنة وزارية في غزة فيما إذا ما كانوا سيقبلون أم سيتم احالتهم للتقاعد أو رفضهم أو أي شيء آخر. بالطبع يبدو أن وزراء الحكومة نسوا أو يحبون أن ينسوا أنهم في مواقعهم وأن ثمة حكومة توافق صاروا وزراء فيها وبعضهم صار وزيراً قبل ذلك بسبب هؤلاء الموظفين الذين التزموا بقرارات الشرعية الفلسطينية ودافعوا عنها وضحوا بكل ما يمكن أن يتمتع به الموظف المداوم على رأس عمله من امتيازات مقابل رفض إقامة حكومة بديلة في غزة تكون نواة الدويلة التي هي بديل المشروع الوطني. لا يمكن أن يكون مكافأة هؤلاء بأن يتم التخلي عنهم أو إجحاف حقوقهم بأي حال من الأحوال، ولا يمكن أن يكونوا ثمن المصالحة ودافعي فاتورتها. بالطبع الحكومة بحاجة لايجاد حلول لقضية الموظفين بشكل عام، لكن عليها أن تجد حلولاً خلاقة وليست قاتلة للموظفين الأصليين.
وربما المؤلم في ذلك أن حركة فتح لا تفاوض بوصفها حركة لها مصالح خاصة بأبنائها بل بات واضحاً انها تفاوض نيابة عن الحكومة. مثلا لم يخرج علينا أحد ليقول إن ما تقترحه الحكومة مجحف بحق أبناء الحركة. يبدو لأبناء فتح أن الحركة دائماً مع الحكومة حتى لو أجحفت بحق موظفي السلطة ممن التزموا بالشرعية. ربما على فتح أن تفصل نفسها عن الحكومة وتطالب ببعض حقوقها. على الأقل هذا يخفف من الضغوطات التي تتعرض لها الحكومة من قبل حماس. وربما أمكن لفتح أن تستعين بالفصائل في ذلك للتأكيد أن المطلوب هو مشاركة الجميع في صنع القرار وعدم ترك الأمر وكأن الحكومة وخلفها كل الفصائل من جهة وحماس من الجهة الأخرى.
هل تريدون أبعد من ذلك؟ أنا لا اعرف كيف يمكن أن نقول هناك مصالحة ومقرات فتح في غزة مغلقة. بل إن بعضها تحول لمقرات شرطة وبعضها قد يعتقل فيها ابناء فتح. هل من المعقول أن يكون الشريك الأساس في الحكومة بلا مقرات بل ومقراته مصادرة. وما الذي يمنع إذا كان رئيس الوزراء فعلاً وزيراً للداخلية – وأن حماس كما تقول لا تحكم غزة ولا تتدخل في عمل الحكومة- من أن يصدر قراراً بتسليم مقر المرجعية لحركة فتح كما بقية مقرات فتح. هل هناك من يتحدث عن المعتقلين السياسيين الذي صار لبعضهم أكثر من عمر الإنقسام في السجون؟
إذا كانت المصالحة الحقيقية لابد أن تتم فهي لابد أن تتم وفق أصول سليمة وواضحة حتى يستطيع المواطن أن يقطف ثمارها ويحس بنعمها، وحتى تكون مصالحة صالحة.
ويحق لنا أن نسأل بالبلدي «الحكومة عارفة مع مين الطوشة»؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول زيارات الحكومة إلى غزة حول زيارات الحكومة إلى غزة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 13:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 09:03 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الدلو" في كانون الأول 2019

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 14:19 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستعين بالتول لتصميم فساتين زفاف

GMT 00:29 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

جزيرة فوكيت لتمضية إجازة ممتعة في مسابح خاصة

GMT 18:38 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طرق تنسيق حقائب الـ Fanny Pack" "
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday